عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-10-19, 00:48 رقم المشاركة : 3
ابو العز
نائب مدير الأفكار والمشاريع الأستاذية
 
الصورة الرمزية ابو العز

 

إحصائية العضو








ابو العز غير متواجد حالياً


مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المسابقة الترفيهية المرتبة 2

وسام المركز الأول مسابقة الإبداع الأدبي

وسام المشارك

مسابقة كان خلقه القران2

وسام المشاركة

وسام المشاركة

وسام الرتبة الثانية في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر ي

افتراضي رد: المكي الترابي .. نحو فهم الظاهرة


حكم تعلمه والعمل به:

الشرك أكبر الكبائر، وهو ذنب لا يغفر:

قال الله سبحانه عن سحر هاروت وماروت: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر} [البقرة102].

فدل ذلك على أن مجرد تعلم السحر كفر، فكيف بالعمل به.

وبه يظهر حكم الساحر الحقيقي:

روى مَالِك في الموطأ عَنْ حَفْصَةَ زَوْج النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها قَتَلَتْ جَارِيَةً لَهَا سَحَرَتْهَا وَقَدْ كَانَتْ دَبَّرَتْهَا فَأَمَرَتْ بِهَا فَقُتِلَتْ".

وبهذا أخذ إمامنا مالك؛ فقال: الساحر حده القتل ردة:

قال في منح الجليل شرح مختصر خليل (ج19/ص361):

"عَنْ مَالِكٍ وَأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ: السَّاحِرُ كَافِرٌ بِاَللَّهِ تَعَالَى[13]، فَإِذَا سَحَرَ هُوَ بِنَفْسِهِ قُتِلَ، وَلَا يُسْتَتَاب"اهـ.

قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (ج 2 / ص 480):

"هَؤُلَاءِ تَقْتَرِنُ بِهِمْ الشَّيَاطِينُ وَتَنْزِلُ عَلَيْهِمْ فَيُكَاشِفُونَ النَّاسَ بِبَعْضِ الْأُمُورِ وَلَهُمْ تَصَرُّفَاتٌ خَارِقَةٌ مِنْ جِنْسِ السِّحْرِ وَهُمْ مِنْ جِنْسِ الْكُهَّانِ وَالسَّحَرَةِ الَّذِينَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ الشَّيَاطِينُ؛ قَالَ تَعَالَى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيم يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ}.

وَهَؤُلَاءِ جَمِيعُهُمْ الَّذِينَ يَنْتَسِبُونَ إلَى الْمُكَاشَفَاتِ وَخَوَارِقِ الْعَادَاتِ إذَا لَمْ يَكُونُوا مُتَّبِعِينَ لِلرُّسُلِ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكْذِبُوا وَتُكَذِّبَهُمْ شَيَاطِينُهُمْ، وَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ فِي أَعْمَالِهِمْ مَا هُوَ إثْمٌ وَفُجُورٌ مِثْلُ نَوْعٍ مِنْ الشِّرْكِ أَوْ الظُّلْمِ أَوْ الْفَوَاحِشِ أَوْ الْغُلُوِّ أَوْ الْبِدَعِ فِي الْعِبَادَةِ ؛ وَلِهَذَا تَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمْ الشَّيَاطِينُ وَاقْتَرَنَتْ بِهِمْ فَصَارُوا مِنْ أَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ لَا مِنْ أَوْلِيَاءِ الرَّحْمَنِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِين}"اهـ

الاستعانة بالجن:

وقد بين الله تعالى أن شياطين الجن يقدمون هذه الخدمات للإنس:

قال سبحانه: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} (128)

قال البغوي: "اسْتِمْتَاعُ الْإِنْسِ بِالْجِنِّ؛ مَا كَانُوا يُلْقُونَ إِلَيْهِمْ مِنَ الْأَرَاجِيفِ وَالسِّحْرِ وَالْكَهَانَةِ وَتَزْيِينُهُمْ لَهُمُ الْأُمُورَ الَّتِي يَهْوُونَهَا، وَتَسْهِيلُ سَبِيلِهَا عَلَيْهِمْ، وَاسْتِمْتَاعُ الْجِنِّ بِالْإِنْسِ طَاعَةُ الْإِنْسِ لَهُمْ فِيمَا يُزَيِّنُونَ لَهُمْ مِنَ الضَّلَالَةِ وَالْمَعَاصِي"اهـ.[14]

قال ابن الجوزي: "والمراد بالجن في هذه الآية: الشياطين"اهـ.[15]

وتأملوا معي عظم ضلال قول الترابي: (في اليد اليسرى مفاتيح جميع أنواع الجن)!!

فإنه يتنافى مع قول الله تعالى عن النبي سليمان عليه السلام: {وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي}

وقد كان من ملكه الذي لن يكون لأحد من بعده؛ أن له سلطة على الجن.

- وأما إذا كان عمل المكي من جنس التحايل واستغلال الحال النفسي للمرضى واستعمال مكر الدعاية؛ كتأجير أشخاص يمثلون أنهم عولجوا بذلك وأنهم معجبون بالمكي؛ فهذا من الكذب والدجل وأكل أموال الناس بالباطل بل فيه إضرار بدينهم حيث يجعلهم يعتقدون أمورا باطلة سيحاسبون عليها لتفريطهم في تعلم عقيدتهم.

فأقول للمبتلين بالاستشفاء بهذه الوسائل:

اتقوا الله؛ فإن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم.

وما تتوهمونه شفاء إنما هو تخييل مؤقت بوقت بقاء السحر إن كان سحرا حقيقيا، وإما تحولات نفسية توهم تحولات جسدية، وإما موافقة للقدر، وليس شفاء لا يغادر سقما، فهذا الشفاء إنما هو من الله بما أنزل من الآيات المباركة وبما خلق من الأسباب المشروعة كالطب:

قال إمام الموحدين الخليل إبراهيم عليه السلام: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80، 81]

والمسلم يربط قلبه بالله ويعلم أن أعظم مطلوب أن يرضى عنه الله؛ فإذا أنعم عليه ربه شكر وإذا ابتلاه صبر، وسأل خالقه العافية والسلامة وسلك الوسائل المشروعة للوقاية من الآفات؛ كالذكر والتعوذ بالله وتطييب المطعم وتقليله.

فإذا مرض التمس العلاج المشروع؛ فإن شفي، وإلا فالله يفعل ما يشاء ويتصرف في عباده بما يشاء وله الحكمة البالغة؛ فقد يكون البلاء خير له وأنفع من العافية؛ كأن تكون له درجة رفيعة في الآخرة لا يصلها إلا بذلك الابتلاء، ومن أحسن الظن بالله فاز وكانت له العاقبة الحميدة، ولو اطلعتم على الغيب لوجدتم ما فعل ربكم خيرا، وإنما أُتي الناس من ضعف الإيمان بالله واليوم الآخر، وإيثار الدنيا على الآخرة؛ وهو رأس الشرور فإنه يحرص على دنياه حرصا ينسى به دينه؛ فلا يتعلم الحرام والحلال، وإذا علم أن الشيء الفلاني حرام لم يتورع عنه لأنه يحب العاجلة ويذر الآخرة ..

ومن أسباب تفشي هذه الظاهرة بالإضافة إلى ضعف التدين والجهل بالمعتقد الصحيح؛ عدم العلم بالرقية الشرعية أحكاما وآدابا وأسرارا نفسية وقلبية:

عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر، فقال: "ما هذا؟"

قال: من الواهنة.

فقال: "انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا؛ فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا"[16]

وعَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ".

قَالَتْ: لِمَ تَقُولُ هَذَا؟ وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ(أَيْ تَرْمِي الدَّمْع مِنْ الْوَجَع) وَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى فُلَانٍ الْيَهُودِيِّ يَرْقِينِي (رقية شركية يهودية) فَإِذَا رَقَانِي سَكَنَت[17]!

فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّمَا ذَاكَ عَمَلُ الشَّيْطَانِ؛ كَانَ يَنْخُسُهَا بِيَدِهِ (يَطْعَنهَا)، فَإِذَا رَقَاهَا كَفَّ عَنْهَا، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "أَذْهِبْ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا". [رواه أبو داود وصححه الألباني].

فهذا دعاء عظيم، لكن يحتاج إلى توكل وصدق وتحقيق لشروط الاستجابة وارتفاع الموانع.

قوله: "رب الناس": ملكهم المتصرف فيهم بما شاء؛ من إحياء وإماتة وشفاء ورزق وغير ذلك.

قال الله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

قوله: "أنت الشافي": حقيقة؛ بقولك للشيء كن فيكون، وبما خلقت من الأسباب كالمواد والعقول والعلوم.

قوله: "لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ": الذي شرعت وارتضيت، وغيره توهمات وتخيلات.

والله المستعان وبه الثقة وعليه التكلان، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
*****

[1] مجلة أوال / العدد 19 بتاريخ: (4 مارس 2011).

[2] استقيت المعلومات عنه من عدد من التحقيقات والحوارات التي أجرتها معه وعنه صحف ومجلات؛ مثل: أسبوعيتي الحياة المغربية والسبيل، ويومية المساء، وجريدة هسبرس، ومجلة "أوال" ومجلة "المشهد المغربي"..

[3] أستاذ منتسب إلى كلية الحقوق بمراكش.

[4] مجلة أوال / العدد 19 بتاريخ: (4 مارس 2011).



[5] مجلة أوال / العدد 19 بتاريخ: (4 مارس 2011).



[6] والظاهر أن باقي الرسل مثله؛ قال سبحانه: {وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [البقرة 248]هذا عن آثار موسى وهارون, فبدنهما أولى.

[7] الاعتصام (2/8-9).

[8] يعني ولو مرة يمرض أحدهم فيستشفي ببركة صحابي مثلا، وقد كانوا يمرضون ولم يعلم أن أحدا كانت له بركة شفائهم، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه الله بركة بحيث يَشفي الله المريض بمسحة من يده، ومع هذا لم يكن ذلك عادة يومية كالذي يدعيه المكي.

[9] الاعتصام (2/10).



[10] مجموع فتاوى ابن تيمية (ج 2 / ص 481).



[11] مجموع فتاوى ابن تيمية (ج 2 / ص 486).

[12] مجموع فتاوى ابن تيمية (ج 2 / ص 488).



[13] الكلام هنا في سياقه العام؛ أما تنزيله على الأعيان، فله شروط وضوابط، وتحتاج إلى فتوى من مؤهل.

[14] تفسير البغوي / طيبة (3 / 188).



[15] زاد المسير في علم التفسير (2 / 77).



[16] رواه أحمد بسند لا بأس به.



[17] قارن أيها اللبيب هذا بقول شخص يزعم أنه شفي على يد الترابي: (كنت أعاني من مرض في عيني التي تدمع بكثرة وحاولت كل أنواع العلاج فلما صافحت الشريف حصل تحسن كبير)!

منقول للإفادة
وإلى اللقاء أعزائي عزيزاتي مع شخصية أخرى وظاهرة أخرى
إن شاء الله






التوقيع



أينكم يا غايبين ؟؟؟؟
آش بيكم دارت لقدار مابان ليكم أثر ولا خبروا بيكم البشارة
    رد مع اقتباس