عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-09-26, 22:31 رقم المشاركة : 1
همس الروح
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية همس الروح

 

إحصائية العضو








همس الروح غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

العضو المميز لشهر يناير

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي ......للزمن الجديد ،،، هيثم الريماوي


......للزمن الجديد

واقفاً على بابِ تاريخنا اليومي، أشحذ الشعر
وأخبّئ على خجلٍ عطايا الملوكِ ، أخطائي اللغوية ، وفداحة (الآن)
الآن ، أجيء مع غدٍ متواضعٍ لاسيفَ فيه ، لا هزيمةَ ولا انتصار
لا نباتَ ((كما يتوقع النسيان في خوذ الجنود))
لا احتضار
لا مكان للتّبول الهمجي على قارعةِ الطريق ، بين نفايات الحضارة
أجيء مع غدٍ لا يدنو من الأرضِ ولا ينأى عن السماءِ
واقفاً على بابِ الكلامِ ، أتسوّل المعاني
وأكتبني انتصاراً عليَّ، في لذة الخصامِ
أنا العربيّ ، لا لون لرايتي
لا أبيضَ / رماديّاً ،ولا أسود / رماديّاً،
ولا رماديّاً بأطيافه :
فاتحاً عسكرياً
أو غامقاً شُرَطيّاً
أنا العربيّ – منذ الآن – لا لون لرايتي
لا بياضَ بنكهةِ الحمامِ ،
لا سوادَ بنكهةِ العزاءِ
أنتظر (نجاشياً) جديداً ، للزمن الجديد
وأغزل للنشيد ، طعم البرتقال و (المانجو ) و(الأفوكادو) الغامض
أنزع عنه طعم الحديد، من صفائح يمنيةٍ قديمة
أستبدل (الخليل) ، بحروف اسمي التي ورثتها عنّي ، وأرتّبها كيفما أشاء
أرفع قبعة الخصام ،في حضرة ماردنا (المتنبي) :
أبحث عن هويتي لأمدحها قليلاً ،(( من أنا ؟ هذا سؤال الآخرين ولا جواب له))
ولكني لست لغتي ،
أنا كلامي ، حين ينبجس كلامي من كلامي
في هذا الزمان الضبابيّ
لا عيدَ ، في عودةِ العيد .
لا كافورَ نهجوه ، لا سيف دولة نمدحه
لا شيء
بياضٌ في لذة العتمة
وعتمةٌ في لذّة البياض
والراقصات البعيدات :
نجومٌ ، أو أشجارٌ واقفة
غزلانٌ تدعي الأنوثة ، أنوثةٌ على شكل غزال ،
أو ربما سراب ،
لا فرق في زمن الضباب الرقميّ ، ويوميات التكنولوجيا
أبحث عن (معريٍ) جديد ، للزمن الجديد
وأرتب أصناف الفاكهةِ والأطعمةِ الحديثة :
مرارة ليمونةٍ مستوردة
بطيخةٌ صغيرةٌ ، لشتاءٍ ارستوقراطيٍ باذخ
وكستناء ، لا لشيء ، فقط لأن الشعراء يجلسون كثيراً حول المواقد
يبحثون عن الحقيقة
يخرجون من معاطفهم الجرائد اليومية ، وألوان الطبيعة
يفرشون الرمل على الماء
ويقولون للأمواج العتيقة :
تكسّري هنا على أقدامنا
وانعتقي ، من اسطورةِ السفر
وأقول:
وسيّجي خطواتي أثراً طينيّا مالحاً
أثري ألواحي ، أركبها حيثما أريد
أخاطر/ أنجو أو أنجو لأغرق من جديد
أفتّش عن (نفّريٍ) جديد ، للزمن الجديد


هيثم الريماوي






    رد مع اقتباس