وللتفكر العديد من الفوائد منها :
1- يقوي الإيمان ويزيده , ويكشف حقائق الأمور ويميز الخير والشر.
2- خشية الله , والتخلص من الذنوب الآثام , والإقلال منها قدر المستطاع .
3- يبعث على الخضوع لله و التواضع أمام عظمته وملكوته .
4- ينمي أفاق جديدة من العلم , وحب المعرفة والاستطلاع لإثبات عظمة الخالق وقدرته في الكون .
ضابط التفكر :
ينبغي ألا يصل التفكر إلى حد الخروج عما لم يحط الإنسان بعلمه ، أو لم يرد تفصيل فيها من القرآن والسنة مثل القبر والآخرة ، والأقدار ، والرؤيا والأحلام والأرواح والملائكة , وما يخصه سبحانه وتعالى , فإن ذلك يؤدي إلى الوسوسة والشك , وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منه حيث قال : ( تفكروا في آلاء الله، و لا تفكروا في الله )
حسن , الألباني , صحيح الجامع ,2976
و عن عبد الله بن عباس قال : ( فكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله فإن بين السماوات إلى كرسيه سبعة آلاف نور وهو فوق ذلك سبحانه وتعالى ) .
إسناده حسن , الذهبي , العرش , 111
وعلاج من وصل به التفكر إلى هذه الدرجة في هذا الحديث الشريف :
( يأتي الشيطان الإنسان فيقول من خلق السماوات فيقول الله فيقول من خلق الأرضين فيقول الله حتى يقول من خلق الله فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل آمنت بالله و رسوله ) .
صحيح , الألباني , كتاب السنة 650
وأخيرا تأملوا معي هذا الحديث ولنعمل بما ورد فيه ,
قال ابن عمير لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم , قال : فسكتت , ثم قالت : لما كان ليلة من الليالي قال يا عائشة : ذريني أتعبد الليلة لربي , قلت: والله إني لأحب قربك وأحب ما سرك , قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي, قالت فلم يزل يبكي حتى بل حجره , قالت ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته , قالت ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض , فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي , قال : يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر , قال : أفلا أكون عبدا شكورا لقد نزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها {إن في خلق السموات والأرض ..... } الآية كلها .
حسن , الوادعي , الجامع الصحيح , 2/173
انتهى