كمثال على عدل الإسلام في مجال الحكم والقضاء قصة "طعمة بن أبيرق" الذي سرق درعا من جاره وخبأها عند يهودي وأراد قوم طعمة أن يبرئوا ساحته ويلصقوا التهمة باليهودي دفعا للعار الذي يلحقهم بين الناس وأقسمه أمام الرسول صلى الله عليه وسلم على براءة صاحبهم وسرقة اليهودي فنزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم ليكشف له حقيقة الأمر ويبرئ ساحة اليهودي قال تعالى: «إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون مالا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا هانتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أما يكون عليهم وكيلا».
وتنقل لنا السنة النبوية أيضا قصة المرأة المخزومية التي سرقت حليا ففكروا فيمن يخلصهم من عقوبة السرقة فأتوا أسامة بن زيد أحد أقرباء الرسول صلى الله عليه وسلم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : *إنما هلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف قتلوه فقال صلى الله عليه وسلم وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.


حقا إنها قمة العدل والمساواة بين بني الإنسانية جمعاء لا تمييز بين قوي وضعيف ولا بين غني وفقير بل ولا بين مسلم وغيره.