الموضوع: زوجة المفتش
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-09-15, 09:07 رقم المشاركة : 1
رشيد زايزون
مشرف منتدى التعليم العالي ومنتدى التفتيش التربوي
 
الصورة الرمزية رشيد زايزون

 

إحصائية العضو









رشيد زايزون غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي زوجة المفتش


زوجة المفتش.
.............

منقووووووووول

ولجت إلى العيادة التي اكتضت بجمع حاشد من النساء مختلفات الأشكال والألوان، فخيل إلي لكثرة الهرج والمرج أنني في سوق عكاظية لصنوف متنوعة من المنشرة النميمية والغتبية الطازجة. ...!!اقتربت من إحداهن راجية بجنبها بضع جلوس ، نظرت إلي بامتعاض وكأنني قتلت أباها أو أمها .ثم مصمصت شفتيها، وبعثت بكلمات من طرف أنفها، لم أكن حريصة على تفسيرها لأنني في كل الأحوال ماكنت لأجلب لنفسي المشاكل،و خاصة أنها مكتنزة باللحم والشحم وأكون كاذبة إذا قلت أنه باستطاعتي الثبات أمامها خمس ثوان إن هي اختارت مصارعتي.

وبينما كنت سائحة بخيالي، فاقدة مفتاح أي وسيلة طرقت بابها عساني أتخلص مما أنا فيه من تعب و تضمر، وإذا بشقراء فارعة الطول تنادي بأعلى صوت أن أدخلي فالطبيبة بانتظارك.
لكن ماذا حدث.....؟؟؟ سألتها بدهشة عارمة، وأنا أتفحص أفواه النساء العابسات وقد صوبن رشاش اللعن والشتائم على صفحة وجهي مباشرة.
إيه ........ المعرفة..! قالت إحداهن متنهدة.ثم ردت عليها أخرى وهي تهز رأسها الموشح بخمار أسود كسوادتلك اللحظات العصيبة:عيش تشوف ....ثم تلتهما ثالثة:ياويح اللي ماعنده اكتاف في هذ الزمان.....!!! وتلتهن رابعة وخامسة.
تسلل طائر الحيرة في مغاور صدري، وأنا أبعثر الخطى الحثيثة نحو مخبئها تلك الطبيبة، وراودت ناصيتي علامات استفهام رهيبة،خنقت إرادة الصفو في تعرجات مخيلتي، وفجأة تذكرت أنها كانت من بين المدعوات في إحدى حفلات الجمعية الخيرية ،التي ألقيت فيها بمناسبة عيد المرأة قصيدة شعرية، وحظيت بكثير من التصفيق والزغاريد، من طرف جمهور عريض، حوالي نصفه والربع ومايزيد قليلا أويكثر، من العجائز..!.
لم أعر لسخط النساء اهتماما، بعدما شحنت نفسي ببنزين الثقة والشعور بالرفعة والسمو، واصلت طريقى كطاووس منكوش الجناحين في تبختر، فمررت لتلك المكتنزة لحما وشحما رسالة بطرف عيني، متشفية بحالها الميؤوس، أن أعلى مافي خيلك إركبيه. أدرت المقبض الخشبي وإذا بي منغرسة وجها لوجه، أمام الطبيبة صاحبة الإبتسامة الدافئة. رحبت بي أفضل ترحيب، واستقبلتني وكأنني حاجة أقبلت التو من بيت الله الحرام. حتى أنها حلفت أن تضيفني بجرعة عصير كانت آخر ماتبقى في حوزتها، وجلست قبالتي تسألني بلطف عن سر أوجاعي .... عندما انتهت من تقليبي وجس نبضي ،طمأنتني أن الذي أعاني منه مجرد إنفلونزا فصلية.. وأنا التي كانت فرائسي ترتعد خشية أن أكون مصابة بأنفونزا الخنازير..!! .
إكتمل الفحص السريري على مايرام، شعرت بنفسي خفيفة ،رشيقة ....أخرجت من الحقيبة المرافقة، للطبيبة أجرتها. تردت والحياءيقيد كفها ، لكنني كنت عليها الحالفة هذه المرة ....وقلت في سري مبتهجة:
ألهذه الدرجة إستطعت كشاعرة مميزة، أن أجذب لي معجبة من الطبقة المثقفة الراقية ؟!....مازالت دنيا الفن بخير
ولاخوف على دينصور الشعر الجميل من الإنقراض...تأهبت للإنصراف شاكرة لها....فتحت دوني الباب بلمسة حنونة وكادت أن تقبلني مودعة، بل وتذرف على وداعي بعض الدمعات ..!!.وقبل أن يضيع جسمي النحيل في موجة الزحام المنتظر خارجا ،قربت فمها من أذني كما لو أنها تسعى إلى عضها..!! ثم همست إلي قائلة:
سلمي لي على زوجك مفتش العمل، واذكريني عنده بخير.
أحسست أن حنجرتي سدت بحجر ثقيل. زممت شفتاي، وابتلعت بصعوبة ملح الحسرة، وقد انكسرت بداخلي كل مرايا الأماني والأمنيات .






التوقيع




آخر تعديل رشيد زايزون يوم 2011-09-26 في 10:14.
    رد مع اقتباس