عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-09-11, 16:12 رقم المشاركة : 1
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

a3 زواج الأقارب.. صحي وآمن ومريح لكن بشروط !!






محيط ـ مروة رزق ..


لاشك أن الزواج هو أسمى الروابط الإنسانية التي سنتها الأديان السماوية وصدقت عليها الأعراف ونظمتها لتتفق مع الفطرة،وكغيره من أمور الحياة،لذا يحتاج الزواج إلى التدقيق والتفكير ووضع الأسس السليمة التي تستقيم بها هذه الشركة،حتى لاتشكل مصدر تعاسة أو ضرر لأطرافها.

ومن هنا يكون الاهتمام أولاً بالاختيار المناسب الذي يتطلب مراعاة عدة نقاط:منها الدين والخلق والتكافؤ الاجتماعي،وأهمهم التوافق الطبي الذي لم يكن له اهتمام كبير في الماضي مع أنه يؤثر على استقرار الحياة الزوجية وسلامة إنجاب الأطفال وخاصة عند التفكير في زواج الأقارب الذي يعد السبب الأول لتخلف الأبناء،وإصابة المواليد بتشوهات جسدية وعقلية.

ويساهم الزواج بين الأقارب في زيادة احتمال ظهور العيوب والأمراض الوراثية التي تحملها صفات متنحية عن الأجيال ،وذلك لأن احتمال وجود الصفة المرضية لدى كلا الأبوين وارد وكبير لصلة القرابة الموجودة بينهما.



عادات متوارثة
وترجع أهمية هذا الموضوع إلى أن زواج الأقارب مفضل في بعض المجتمعات وخاصة الشرقية،وذلك لأسباب كثيرة منها الرغبة في الاحتفاظ بالثروة داخل الأسرة،وصغر السن عند الزواج،وقد تحتم بعض العادات والتقاليد في بعض القبائل العربية ألا تتزوج البنت إلا ابن عمها.

ويعتبر قرار زواج الأقارب من أهم القرارات في حياة كل شاب وفتاة،وإذا أحسن كلاهما اتخاذ القرار يكون قد نجح في تحقيق حياة أسرية سعيدة بقية عمره وانجاب اطفال أصحاء يتمتعون بالعافية والذكاء ،فمثلما يورث الآباء أبناءهم الصفات الوراثية العادية مثل لون العينين أو شكل شحمة الأذن،فإنهم يورثونهم أيضاً صفات مرضية تسبب إصابتهم بعيوب وعاهات وأمراض وراثية.



المنظور الطبي
ويمكن توضيح الأساس العلمي من المنظور الطبي لمعرفة كيفية انتقال الأمراض الوزاثية من الآباء إلى الذرية،فبحسب مصادر طبية متخصصة تتكون منطقة الرحم من أمشاج الذكر والأنثى،وتحمل تلك الأمشاج العوامل الوراثية من كل من الأب والأم،وهكذا تنتقل الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء والأحفاد إلى ماشاء الله،وكل ذلك في نظام متقن بديع يدل على قدرة الخالق البارئ المصور تبارك وتعالى.

وتكون العوامل الوراثية في معظمها إما "سائدة أو متنحية" ،.فالعامل الوراثي السائد هو من له القدرة على الظهور والتعبير عن نفسه،بينما لا يستطيع العامل الوراثي المنتحي ذلك إلا إذا اجتمع مع عامل وراثي متنح مماثل تماماً،حينئذ تظهر الصفة الوراثية التي يحملانها معاً،وبوجود العوامل الوراثية السائدة والمنتحية التي تحمل الصفات الوراثية،تظهر تلك الصفات في الأبناء،فمنهم من يشبه الأم،ومنهم من يشبه الأب أوالعم أو الخال.

ومن هنا نشأت قاعدتان من قواعد علم الوراثة تشير إلى أن معاني الأحاديث الشريفة الواردة في الأثر الإسلامي عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم،مثل الحديث القائل:"تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس"،و"اغتربوا لا تضووا"،يعني أي تزوجوا الأغراب حتى لاتضعف الذرية.



ليست قاعدة
ولكن ليس معنى ذلك أن نلقى المسئولية على زواج الأقارب في حدوث الأمراض الوراثية أو الإعاقات والعيوب الخلقية وإنما هناك عوامل أخرى قد تدخل طرفاً في هذه المشكلة،فيقول الدكتور أحمد شوقي إبراهيم استشاري الأمراض الباطنية،والطبيب المصري الشهير:إن زواج الأقارب يعطي الفرصة لزيادة الأمراض الوراثية في الذرية "ليس قولاً صحيحاً في كل الأحوال..قد يكون صحيحاً في حالت معينة،وبالتالي لاينبغي أن يكون قانوناً عاماً أو قاعدة عامة"

وهناك بعض الحقائق الأساسية في هذا الموضوع:

üزيادة نسبة ظهور الأمراض الوراثية في الذرية الناتجة من العوامل الوراثية المتنحية من كلا الأبوين..ليست معتمدة على زواج الأقارب في كل الأحوال ولكنها تعتمد أساساً على مدى انتشار العامل الوراثي المرضي المتنحي بين افراد المجتمع ككل.

فمثلاً:إذا كان منتشراً بنسبة أكثر من 1:8في المجتمع،فإن زواج الأبعاد لايكون ضماناً لإنجاب اصحاء وراثياً.

نفهم من ذلك أن ظهور بعض الأمراض الوراثية في الذرية في المجتمعات التي تنتشر بين أفرادها العوامل الوراثية المرضية المنتحية انتشاراً نحو 1:8تتساوي نسبة ظهورها في الذرية في زواج الأقارب وزواج الأبعاد على حد سواء.

وهناك فرض آخر،إذا كانت نسبة انتشار العامل الوراثي المرضي المتنحي في المجتمع أكثر من 12%وكانت أسرة في هذا المجتمع نقية وراثياً في هذه الحالة فإن الزواج بين الأقارب في هذه الأسرة أفضل كثيراً وأكثر ضماناً من زواج الأبعاد.



جوانب إيجابية
- إذا كان بالأسرة عوامل وراثية مرغوبة ليست في غيرها من الأسر ،مثل صفات الجمال والذكاء والقوة..أو طول العمر وغيرها ،حينئذ يكون زواج الأقارب أفضل من زواج الأبعاد ،بشرط ألا يستمر الزواج بين الأقارب جيلاً حتى لاتتحول الأسر إلى مجتمعات صغيرة مغلقة،وهو ماثبت وراثياً أنه مضر.

وهكذا تتساوى الاحتمالات في زواج الأقارب والأبعاد في هذه الحالات وسواء كان هذا أو ذاك فالرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتخير إذ قال"تخيروا لنطفكم" والتخير في عصرنا الحاضر أساسه الاستشارة الوراثية.



ماذا قال الدين
لايوجد إطلاقاً نص صحيح ينهى عن ذلك،وحديث "غربوا النكاح"لايصح،وقد تزوج النبي ـ عليه الصلاة والسلام من ابنة عمته زينب،والآية في القرآن صريحة"ياأيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي أتيت أجورهن وماملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك.."الأحزاب:50». وبينت سورة النساء الآية 23ـ24المحرمات حصراً؛فما عدا ذلك من الأقارب فهو جائز قطعاً،وهذا لايمنع أن يفضل التقلل من زواج الأقارب حفظاً على اتساع العلاقات والمصاهرة،وخشية أن تترسخ بعض الصفات الوراثية السلبية،فيكون من باب التفضيل وليس من باب التحريم.

ويقول مسعود صبري الباحث الشرعي بكلية دار العلوم أن زواج الأقارب لم يرد النهي في الشرع عنه،ولا الأمر به،وإنما ترك الأمر للإباحة،حتى تدرس كل حالة على حدتها،فربما كان الأنسب أن يتزوج الرجل من قريبته،فربما كانت هناك اعتبارات اجتماعية ترجح الزواج مع القرابة،وربما كان الزواج من الأقارب يفضي إلى قطع الرحم،أو زيادة المشاحنات بين الأقارب،إن كان يعرف عن العائلة أن الود بينهم غير مستقر.

وقد أباح الدين له الزواج من بنات العم والعمة،والخال والخالة،وهي من أدنى الدرجات قرباً،فعرفت الإباحة.

وهنا يتبادل إلى الأذهان سؤال هام لماذا يتعرض الجنين للإصابة بالأمراض؟

يجيب الدكتور خالد جابر مساعد أمراض الجنين ورئيس وحدة أمراض الجنين بالمركز القومي للبحوث بمصر،أن من أهم أسباب تعرض الجنين للإصابة بالأمراض ما يأتيüزواج الأقارب وعدم المتابعة الصحية السليمة للحمل وتناول الكيماويات،سواء عن طريق الأدوية أو الطعام أو التغيير الجوي والبيئي.

üكثرة تعرض الأم لبعض الالتهابات في الرحم ،والتي تحتاج لعلاج سريع وتؤثر على سلامة الحمل واستقراره.

- عدم إجراء فحوصات الوراثة عند حدوث إجهاض أو تأخير الحمل.

- اختلال الهرمونات والتي تعد أحد أسباب الإجهاض المبكر.

- التعرض للأشعة خلال الفترة الأولى من الحمل قد تسبب الإجهاض،وتؤدي إلى إصابة الجنين بأضرار خطيرة. ولذا ينصح د.خالد الحامل بالحرص على ممارسة الرياضة بانتظام والكشف الدوري عند الطبيب،وتناول غذاء متوازن والإكثار من الخضروات والفواكه والابتعاد عن الملح،بالإضافة إلى تجنب تناول مادة الكافيين المتمثلة في الشاي والقهوة والنسكافية والمياه الغازية،التي تؤثر على تكوين العظم وامتصاص الكالسيوم وقد تؤدي إلى هشاشة العظام،مع الإكثار من تناول الألبان ومشتقاتها حتى قبل الحمل واثناء فترة الرضاعة.



زواج الأقارب
نستخلص مما سبق أن زواج الأقارب أحد الأسباب المؤدية للأمراض الوراثية والعيوب الخلقية وليس السبب الوحيد حيث تتكاتف عدة عوامل للوصول لهذه المرحلة لذلك وطبقاً لمقولة "الوقاية خير من العلاج"لماذا لايقوم الزوجان بإجراء الفحص الطبي قبل إتمام الزواج لأنه كما ذكرنا من قبل ليس معنى أن الزوجين أقارب أن النتيجة الحتمية هي الإعاقة أو المرض.

ومع تطور الهندسة الوراثية قامت دعوة قوية لإلزام الناس بالفحص الطبي قبل الزواج وتقديم الاستشارة الوراثية اللازمة للزوجين،واخذت بعض الدول العربية ،مثل سوريا وتونس والمغرب والإمارات والسعودية ...الخ بهذه الإجراءات ودعت إليه،بل إن البعض جعلها أمراً لازماً.

فهناك أمراض وراثية تنتشر في بعض المجتمعات وحامل الجين المعطوب لايكون مريضاً بالضرورة إنما يحمل المرض وتعاني ذريته«أو بعض ذريته» إذا تزوج من امرأة تحمل الجين المعطوب ذاته،فهناك احتمال أن يصاب ربع الذرية بهذا المرض الوراثي حسب "قانون مندل".

وبما أن عدد حاملي هذه الصفة الوراثية المعينة كثيرون في المجتمع فإن احتمال ظهور المرض كبير خاصة عند حدوث زواج الأقارب كابن العم وابنة العم وابن الخال وابنة الخال.

وتكمن فائدة الفحص قبل الزواج في الآتي:

- أن المقدمين على الزواج يكونون على علم بالأمراض الوراثية المحتملة للذرية إن وجدت فتتسع الخيارات في عدم الإنجاب أو عدم إتمام الزواج.

üتقديم النصح للمقبلين على الزواج إذا ماتبين وجود مايستدعي ذلك بعد استقصاء التاريخ المرضي والفحص السريري،واختلاف رمز الدم.

- ان مرض «التلاسيميا» هو المرض الذي ينتشر بشكل واسع وواضح في حوض البحر المتوسط وهو المرض الذي توجد وسائل للوقاية من حدوثه قبل الزواج.

- المحافظة على سلامة الزوجين من الأمراض،فقد يكون أحدهما مصاباً بمرض يعد معدياً فينقل العدوى إلى زوجه السليم.

- إن عقد الزواج عقد عظيم يبنى على أساس الدوام والاستمرار،فإذا تبين بعد الزواج أن أحد الزوجين مصاب بمرض فإن هذا قد يكون سبباً في إنهاء الحياة الزوجية لعدم قبول الطرف الآخر به.

- بالفحص الطبي يتأكد كل واحد من الزوجين الخاطبين من مقدرة الطرف الآخر على الإنجاب وعدم وجود العقم،ويتبين مدى مقدرة الزوج على المعاشرة الزوجية.

- بالفحص الطبي يتم الحد من انتشار الأمراض المعدية والتقليل من ولادة أطفال مشوهين أو معوقين والذين يسببون متاعب لأسرهم ومجتمعاتهم.

ومن ثم فإن القاعدة الطبية الشرعية ـ حسب أهل الاختصاص ـ لاتمانع من زواج الأقارب،وإنما تحث على توخي الحذر والحيطة، خاصة بعدما أظهرت الدراسات الطبية نتائج بعض زواج الأقارب وما حمله من انتشار بعض الأمراض الوراثية،ومايسببه من علل،لذلك يجب القيام بالكشف الطبي وفحوص الزواج قبل إتمامه.






التوقيع

إذا الشّعب يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستقيم البشر
و لا بد للجهل إن ينجلي **** و لا بد للعلم أن ينتشر
و لا بد للشعب أن يرجع **** إلى عز دين به ننتصر
إلى رحب شرع إلى مسجد **** إلى نور علم به مزدجر
إلى سنة النبي المصطفى **** ففيها الهدى و الضيا و الدرر
... إلى نور قرآننا المنزل **** رسول كريم به قد نزل
إلى شرعة ربنا السمحة **** ففيها النجاة و فيها الضّفر
و فيها الخلاص و فيها المناص **** من الظلمات و من كل شر
فيا شعب إسلامنا الماجد **** أنيبوا و عودوا إلى مقتدر
و توبوا إلى الله كي تفلحوا **** و تنجوا و إلا فبئس المقر

    رد مع اقتباس