عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-09-07, 10:20 رقم المشاركة : 2
رشيد زايزون
مشرف منتدى التعليم العالي ومنتدى التفتيش التربوي
 
الصورة الرمزية رشيد زايزون

 

إحصائية العضو









رشيد زايزون غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي رد: المترادفات اللغوية والفرق بينهما


شكرا لك أستاذي أبو العز على الايضاحات المميزة، واسمح لي أن أضيف مايلي :

لقد أصبحت الترجمة جزءا لا يتجزأ من متن اللغة. ولا بد للمترجم أن يكون على معرفة تامة بلغتين على الأقل إلى درجة الإتقان الذي يعني معرفة حقيقية بالثقافة Culture المكونة للغة التي يتم التعامل معها. لأن الترجمة ليست فقط ترجمة كلمات وجمل وعبارات وإنما هي نقل لعادات وتقاليد وأمثال تؤثر حتما في ترجمة النصوص الخاصة بهذا المجتمع أو ذاك.
فمثلا لو أخذنا المترادفات في أي لغة ما التي يبدو للوهلة الأولى أنها تشترك في معنى واحد تماما وأنّه لا فرق بين لفظين مترادفين في المعنى. ولو صح ذلك فيما يخص اللغة العربية على إطلاقه لما وردت المترادفات في القرآن الكريم في مواضع مختلفة. فمثلا ورد ترادف (أقسم وحلف) في قوله تعالى: "وأقسموا بالله جهد أيمانهم" وقوله: "يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر". وكذلك ترادف (بعث وأرسل) في قوله تعالى: "وما كنّا معذبين حتى نبعث رسولا"، وقوله: "وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين".
فلو رجعنا أيضا إلى فقهاء اللغة الأقدمين لنغرف من علمهم ونستعرض بعض الأمور التي توصلوا إليها. فمثلا يفرق ابن جني في كتابه الخصائص بين كلمتين هما: الكلام والقول كما يلي: "فأما الكلام فكل لفظ مستقل بنفسه، مفيد لمعناه، وهو الذي يسميه النحويون الجمل، نحو زيد أخوك، وقام محمد، وضرب سعيد، وفي الدار أبوك، وصه، ومه، ورويدا، وحاء، وعاء، في الأصوات، وحس ولب، وأف وأوه. فكل لفظ استقل بنفسه وجنيت منه ثمرة معنا، فهو كلام." "وأما القول فأصله أنه كل لفظ مدل اللسان به تاما كان أو ناقصا. فأما التام هو المفيد، أعني الجملة وما كان في نحو معناها من صه وإيه. والناقص ما كان بضد ذلك نحو زيد ومحمد وإن وكان وأخوك، إذا كانت الزمنية لا الحديثة. فكل كلام قول وليس كل قول كلاما." ومن أكثر الدلائل على الفرق بين الكلام والقول هو إجماع الناس على أن يقولوا القرآن الكريم كلام الله ولا يقولون القرآن الكريم قول الله.
وكذلك يفرق بين الحقيقة والحق. فالحقيقة عنده هي: "ما وضع من القول موضعه في أصل اللغة حسنا كان أو قبيحا، والحق ما وضع موضعه من الحكمة، فلا يكون إلاّ حسنا، وإنما شملهم اسم التحقيق لاشتراكهما في وضع الشيء منهما موضعه من اللغة والحكمة."
يقول أبو هلال العسكري في كتابه الفروق اللغوية: "الشاهد على أنّ اختلاف العبارات والأسماء يوجب اختلاف المعاني إذ الاسم كلمة تدل على معنى دلالة الإشارة وإذا أشير إلى الشيء مرة واحدة فعرف الإشارة إليه ثانية وثالثة غير مفيدة وواضع اللغة حكيم لا يأتي فيها بما لا يفيد فإن أشير منه في الثاني والثالث إلى خلاف ما أشير إليه في الأول كان ذلك صوابا فهذا يدل على أنّ كل اسمين يجريان على معنى من المعاني وعين من الأعيان في لغة واحدة فإنّ كل واحد منهما يقتضي خلاف ما يقتضيه الآخر وإلاّ لكان الثاني فضلا لا يحتاج إليه". وإلى هذا ذهب المحققون من العلماء وأشار إليه المبرد في تفسير قوله تعالى: "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا"، فعطف "منهاجا" على "شرعة" لأنّ الشرعة لأول الشيء والمنهاج لمعظمه. واستشهد على ذلك بقولهم: "شرع فلان في كذا وكذا إذا ابتدأه وانهج البلى في الثوب إذا اتسع فيه".
ففي الأصل، إذن، أن تنفرد كل كلمة بمعنى خاص بها ولكن قد يحدث التباس في بعض المفاهيم بين لفظين متقاربين في المعنى، مثل: جلس- قعد، أبصر- رأى، نظر- شرر … الخ. وذلك بسبب عدم ملاحظة فروق الدلالة على الذات أو الصفات، أو الخصوصية والشمول، أو التباين، أو اختلاف العصر والبيئة، أو زيادة المعنى وهو ما يعرف في الدراسات اللغوية المعاصرة بـ (ظلال المعاني) nuisances.
وفيما يلي مجموعة من الفروق اللغوية بين مترادفات شائعة الاستعمال بالاعتماد على كتاب الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري وعلى لسان العرب لابن منظور وعلى كتاب الخصائص لابن جني وغيرها من كتب اللغة
.
.
.
سنبدأ بهطول المترادفات وتبيان العلم والفرق بينها
نسأل الله أن يوفقنا ليكون خالصاً لوجهه سبحانه وتعالى

الفرق اللغوي بين ( السؤال ) و ( الطلب )
.
.
قد فرق بينهما بأن السؤال يكون بالفعل والقول. والسؤال يستدعي جوابا إما باللسان أو باليد. والطلب: قد يفتقر إلى جواب، وقد لا، وكل سؤال طلب، وليس كل طلب سؤالا.

الفرق اللغوي بين ( العقاب ) و ( العذاب )
.
.
الفرق بينهما أن الأول يقتضي بظاهره الجزاء على فعله المعاقب، لأنه من التعقيب والمعاقبة. والعذاب ليس كذلك إذ يقال للظالم المبتدي بالظلم إنه معذب. وإن قيل معاقب فهو على سبيل المجاز لا الحقيقة. فبينهما عموم وخصوص.

الفرق بين ( العهد ) و ( الوعد )
.
.
إن العهد ما كان من الوعد مقرونا بشرط نحو قولك إن فعلت كذا فعلت كذا وما دمت على ذلك فأنا عليه، قال الله تعالى "ولقد عهدنا إلى آدم" أي أعلمناه أنك لا تخرج من الجنة ما لم تأكل من هذه الشجرة، والعهد يقتضي الوفاء والوعد يقتضي الإيجاز، ويقال نقض العهد وأخلف الوعد.

الفرق بين ( الكائن ) و ( الثابت )
.
.
إن الكائن لا يكون إلا موجودا ويكون ثابت ليس بموجود وهو من قولهم فلان ثابت النسب معنى ذلك أنه معروف النسب وإن لم يكن موجودا ويقال شئ ثابت بمعنى أنه مستقر لا يزول، ويستعمل الثبات في الأجسام والأعراض وليس كذلك الكون.

الفرق بين ( النصرة ) و ( الإعانة )
.
.
إن النصرة لا تكون إلا على المنازع المغالب والخصم المناوئ المشاغب، والإعانة تكون على ذلك وعلى غيره تقول أعانه على من غالبه ونازعه ونصره عليه وأعانه على فقره إذا أعطاه ما يعينه وأعانه على الأحمال ولا يقال نصره على ذلك فالإعانة عامة والنصرة خاصة.

الفرق بين ( الإحساس ) و ( الإدراك )
.
.
يجوز أن يدرك الإنسان الشئ وإن لم يحس به، كالشئ يدركه ببصره ويغفل عنه فلا يعرفه فيقال إنه لم يحس به، ويقال إنه ليس يحس إذا كان بليدا لا يفطن، وقال أهل اللغة كل ما شعرت به فقد أحسسته ومعناه أدركته بحسك، وفي القرآن "فلما أحسوا بأسنا" وفيه "فتحسسوا من يوسف وأخيه" أي تعرفوا بإحساسكم.

الفرق بين ( الإطناب ) و ( الإسهاب )
.
.
الإطناب هو بسط الكلام لتكثير الفائدة وهو ضرب من البلاغة أمّا الإسهاب فهو ضعف.

الفرق بين ( الإباء ) و ( الامتناع )
.
.
الإباء هو شدة الامتناع، فكل إباء امتناع وليس إباء، ويدل عليه قوله تعالى: "ويأبى الله إلا أن يتم نوره". وقوله تعالى: "إلا إبليس أبى واستكبر". فإن المراد هو شدة الامتناع في المقامين.

الفرق بين ( المحال ) و ( الممتنع )
.
.
المحال هو ما لا يجوز كونه ولا تصوره، مثل قولنا: الجسم أسود أبيض (في حال واحدة). والممتنع هو ما لا يجوز كونه ويجوز تصوره في الوهم، مثل قولنا للرجل: عش أبدا، فيكون هذا الممتنع لأنّ الرجل لا يعيش أبدا مع جواز تصور ذلك في الوهم.

الفرق بين ( الاستطاعة ) و ( القدرة )
الاستطاعة هي انطباع الجوارح للفعل. والقدرة هي ما أوجب كون القادر عليه قادرا. ولذلك لا يوصف الله تعالى بأنه مستطيع، ويوصف بأنه قادر. والاستطاعة أخص من القدرة، فكل مستطيع قادر وليس كل قادر بمستطيع.

الفرق بين ( البيان ) و ( البرهان ) و ( السلطان )
هي نظائر، وتختلف حدودها. فالبيان هو إظهار المعنى للنفس كإظهار نقيضه. والبرهان هو إظهار صحة المعنى وإفساد نقيضه. والسلطان هو إظهار ما يتسلط به على نقيض المعنى بالإبطال.

الفرق بين ( الكذب ) و ( الإفك )
.
.
الكذب منه الفاحش القبيح وغير الفاحش القبيح. أمّا الإفك فهو الكذب الفاحش القبيح، مثل: الكذب على الله ورسوله.

الفرق بين ( المدح ) و ( التقريظ ) و( الثناء )
المدح يكون للحي والميت. التقريظ لا يكون إلاّ للحي وعكسه التأبين الذي لا يكون إلاّ للميت. وأمّا الثناء فهو تكرار المدح.

الفرق بين ( الاختصار ) و ( الإيجاز )

الاختصار هو إلقاؤك فضول الألفاظ من الكلام المؤلف من غير إخلال بمعانيه. ولهذا يقولون: قد اختصر فلان كتاب فلان أي أنه أدّى معانيه في أقل مما أدّاه المؤلف. فالاختصار إذن يكون في كلام قد سبق حدوثه وتأليفه. الإيجاز هو أن يبنى الكلام على قلة اللفظ وكثرة المعاني، فيقال مثلا: أوجز الرجل في كلامه أي إذا جعله على هذا السبيل. أمّا إذا اختصر كلامه أو كلام غيره فيعني إذا قصّره بعد إطالة.







التوقيع




    رد مع اقتباس