عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-09-03, 23:50 رقم المشاركة : 1
نعيم نصر
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو








نعيم نصر غير متواجد حالياً


افتراضي قراءة في كتاب " الحركة المسرحية في قطاع غزة " ( الجزء الأول ) للكاتب د. حسين ا


قراءة في كتاب " الحركة المسرحية في قطاع غزة " ( الجزء الأول )
للكاتب د. حسين الأسمر
بقلم / نعيم نصر
أولا:

يسعدني أن أتقدم بأحر التهاني للصديق العزيز الفنان د. حسين الأسمر وللحركة الثقافية والفنية في فلسطين على صدور هذا الكتاب القيم والذي يعتبر بحق واحدا من أهم العلامات الفارقة في مجال التأريخ العلمي والرصد الميداني لنشأة وتطور الحركة المسرحية في قطاع غزة حيث تكاد الساحة الفنية أن تخلو من هذا النوع من الدراسات الضرورية التي لا بد من الاستعانة بها كمرجعية هامة لكل من أراد التزود بالمعرفة والعلم بتفاصيل جزء هام بات يشكل ملمحا حضاريا للشعب الفلسطيني لا يمكن المرور عليه مرور الكرام ولا يمكن أبدا إلا وان يعتبر مكونا مضيئا من مكونات هذا الشعب في نضالا ته الأسطورية لنيل الحرية والاستقلال واللحاق بركب التحضر والرقي العالمي ،ألا وهو الإبداع المسرحي .

ثانيا :

لا بد لي هنا إلا أن أشير لهذا الجهد المضني الذي بذله مؤلف الكتاب في البحث والتحري والتمحيص حيث لم يعتمد في ذلك على ما تيسر من معلومات أو مراجع متفرقة من هنا أو هناك ، بل كد واجتهد ووضع خطة شاملة لكيفية استقاء المعلومات الصحيحة من الأشخاص المناسبين والمراجع المناسبة دونما تهويل أو إنقاص .
لم يأل الدكتور حسين الأسمر جهدا في إجراء زيارات تباحثيه واستشارية لأهم رموز الإبداع المسرحي في قطاع غزة، وللمؤسسات والجمعيات التي ترعى الفن والأدب ولعديد من الباحثين والمؤرخين المختصين بهذا المجال ، وتجميع اكبر كم ممكن من المقالات الصحفية والنقدية التي كانت تواكب الأعمال المسرحية نقدا وتأريخا ، ناهيك عن استعانته بمديري أهم الفرق المسرحية العاملة والمعطلة لإمداده بالكثير من المواد عن أعمالهم المسرحية كتابة وإخراجا وتكنيكا وما يحتمل العمل المسرحي من مفردات تكوينه كالديكور والملابس والموسيقى والغناء وما إلى ذلك.. هذا بالإضافة إلى عشرات المراجع العالمية و العربية والمحلية والكثير من المواقع الالكترونية التي تعني برصد الحراك المسرحي عامة.

ثالثا:

يتكون الكتاب من جزأين رئيسيين:

الجزء الأول :

رصد فيه المؤلف بدايات المسرح الشعبي الفلسطيني منذ مطلع الخمسينات من القرن الماضي حتى المرحلة الراهنة متناولا لبداية أعمال الهواة وكيفية تكوين النواة الأولى لبعض الفرق المسرحية التي شكلت إرهاصات هامة في الرقي بالفعل المسرحي مرورا بأهم الأسماء والأعمال ومدراء وأعضاء هذه الفرق .ونفس الشيء ينطبق على الفرق المعاصرة تكوينها واهم أعمالها وفلسفتها في الإدارة ولمنهجها في الطرح الأدبي والمسرحي .. وكذلك الحال فقد عرج على أهم الجمعيات الأهلية التي تعنى بالمسرح وكذلك بالمسرح ( الرسمي أو الحكومي ) وبطبيعة الحال بالمسرح التربوي والمدرسي والجامعي.
كما استعرض أهم المهرجانات التي أقيمت في قطاع غزة ومشاركة بعض الفرق والأفراد في مهرجانات عربية وأخرى دولية.
هذا بالإضافة إلى دراسة معمقة في الاتجاهات المسرحية المتعلقة بالقوالب والأشكال المسرحية ومدى موائمتها للحركة والثقافة المسرحية في غزة . متطرقا إلى أهم المعوقات والإشكالات التي تقف في طريق النهوض بالفعل المسرحي ومدى تأثيرها سلبا أو إيجابا على جودة الأعمال المسرحية من جهة، ومن جهة أخرى مدى تأثيرها في حالتي المد والجزر التي تشهدهما الساحة الفنية في القطاع بشكل خاص وفلسطين بشكل عام. مستشهدا على ذلك بالعديد من المقالات النقدية التي كانت تواكب وترصد الأعمال المسرحية في عديد من الصحف المحلية والمواقع الالكترونية تاركا بذلك مساحة كبيرة للقارئ لتكوين وبلورة رأيه الخاص بعيدا عن التدخل المباشر للمؤلف وهذا يحتسب إيجابا للمؤلف حيث احتسب البحث العلمي الخالص وتعدد وجهات النظر مما اكسبه درجة عالية في احترام الحقيقة العلمية دون سواها من الانحياز أو التأثر والتأثير بوجهات النظر الخاصة.

أما الجزء الثاني :

فقد تعرض فيه الكاتب لدراسة النص المسرحي بين الريادية والمعاصرة بما في ذلك النص النثري والشعري واهم رواد كتابة المسرح مناقشا المركبات الأساسية لبناء النصوص على التجربتين العربية والمحلية وبالطبع العالمية.. ومدى أهمية النص المسرحي في كونه أولا عماد الفعل المسرحي وثانيا لما له من رحابة فكرية وفلسفية ورسالة تساهم في إثراء التراكم الذهني والمعرفي والجمالي في النفس البشرية.
كما يتطرق لأهم النصوص الارتجالية التي صاغها رواد هذا النوع من الكتابة في قطاع غزة وهو ما يتبع خصائص المسرح التجريبي الذي تبوأ مكان الصدارة في المدارس المسرحية المعاصرة ولدور هؤلاء الرواد في انتشاره وتطوره في قطاع غزة.
وقد تناول الكاتب أيضا في هذا الجزء قراءة في مكونات الفعل المسرحي من ديكور وملابس وإضاءة وتقنيات ودور العرض وما إلى ذلك وصور بدقة حالة مسرح غزة مع التعاطي مع هذه المكونات حيث تعتبر حالة خاصة ومثيرة للانتباه كما هي مثيرة للمتاعب والتأرجح بين الأحلام المشروعة في تملك هذه الأدوات والمسهلات لنجاح العرض المسرحي وبين هذا الواقع المقيت الذي تفتقر فيه ليس الحالة المسرحية فقط بل وكل الحالات الإنسانية إلى ما هو دون الحد الأدنى من أبجديات حقوق البشر .. ومع كل ذلك يوجد لدينا مسرحنا الذي نفتخر به ونبكيه ونرثيه ونتنفسه ونهرب إليه .
ولم يغب عن ذهن مؤلفنا مكونا آخر يعتبر وبحق النصف الآخر للفعل المسرحي ألا وهو الجمهور الذي حاكم المؤلف مدى ثقافته المسرحية وبالتالي إقباله على المسرح من خلال تفنيده إلى ثلاثة أنواع هي : الجمهور الشعبي قليل الاطلاع والاهتمام – جمهور الطبقة الوسطى – وجمهور النخبة وما للجمهور من أهمية عظمى في رسم ملامح الحالة المسرحية واستمراريتها وتطورها.
وفي أسلوب شيق ومختصر ويتيسر فهمه للجميع شخص المؤلف وعن دراية واسعة الفرو قات بين ما يجب أن يكون وبين ما هو كائن بالفعل من مواصفات وشروط لنجاح الفعل المسرحي متمثلة في جميع مفرداته من التمثيل وإعداد الممثل وعمق النص المسرحي ومهنية الإخراج ودقة التقنيات في الصوت والإضاءة والسينوغرافيا بشكل عام والتخصص والمهنية لما يوصلنا إن جاز التعبير إلى ما يسمى ( بصناعة المسرح )
إذا هي جولة ممتعه بصحبك فيها الفنان الكبير حسين الأسمر بين رياض الإبداع المسرحي وما إن تكاد تستنشق عبير زهرة منه حتى ينقلك بلطف إلى أريج زهرة جديدة لتزداد حبورا وبهجة دون أن يتطرق إليك الملل ولتكتشف في النهاية انك طفت وحلقت في أجواء المعرفة الخلاقة الأكثر جمالا... وهل للجمالية ملاذ وحضن دافئ دون وجود المسرح؟؟؟ اسألوا التاريخ.
ارق تحياتي
نعيم نصر





آخر تعديل نعيم نصر يوم 2011-09-03 في 23:55.
 
    رد مع اقتباس