عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-23, 14:12 رقم المشاركة : 1
أم الوليد
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم الوليد

 

إحصائية العضو







أم الوليد غير متواجد حالياً


مسابقة المبشرون بالجنة

مشارك(ة)

المرتبة الثالثة

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في المسابقة الترفيهية

وسام المشارك

وسام المركز 2حزر فزر

وسام المشاركة  في مسابقة المصطلحات

وسام المرتبة الثالثة في مسابقة ألغاز رمضان

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي ليلة سبعٍ وعشرين للشيخ صالح المغامسي


ليلة سبعٍ وعشرين للشيخ صالح المغامسي




فإذا حل ليلها وأظلم، شعر الإنسان بفقره وحاجته إلى ربه فتذكر قول الله جل وعلا : ( لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) القدر . فالمعنى : أن العبادة في هذا الليلة تعدل ألف شهر , وقد مر معنا أنه ليس المقصود العدد على القول الصحيح ؛ وإنما المراد الوفرة , ونظيرهُ في القرآنِ قولُ اللهِ جل وعلا : ( يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ). فليس المقصود كما ذهب إليه بعض الفضلاء من عددها من أنها ثلاثة وثمانون عاما وأمثال هذا، إنما المقصود أنه لا تعدلها ليلة( لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
ثم يقرن مع هذه الآية قول النبي صلى الله عليه وسلم : " مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيْمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" فيعلم أن المقصود قيامها، أو أول شيء فيها قيامها لكن قوله عليه الصلاة والسلام "من قام ليلة القدر" فرقٌ كبير ما لو قال : ليس في ليلة القدر إلا القيام , هذا حصر لكن الأول ليس حصرا ؛ لكن القيام هو رأس العبادات فيها ، لأن الله جل وعلا جعل الليل مطية يرتقي بها الصالحون إلى سُلم الرضوان , يرتقي بها الصالحون إلى غُرف الجنان قال جل وعلا : (وَالًّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا) . هذا في رمضان و في غيره لكنه في رمضان آكد وفي العشر الأواخر آكد وفي ليلة سبع وعشرين آكد فيكون التوجه إلى قيامها .



كيف يحصل قيامُها ؟
نحن نسأل هذا الذي يشاهدنا الآن هل بالإمكان أن تصلي التراويح وما يعرف الآن بصلاة التهجد جماعةً مع المسلمين ؟
فإن كان بالإمكان فإن هذا أقرب إلى أن تُعان على العبادة ؛ إلا أن تكون السامعة الآن امرأة فإن صلاة المرأة في بيتها أفضل , لكن لو قدر أن ذهبت إلى المسجد الحرام أو المسجد النبوي أو مسجد الحي فهذا خير " لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ " وأحبُ إلي أن تذهب إلى إحدى الصلاتين ؛ و لا تذهب إلى الأخرى . فتدخر شيئا في بيتها, وتدخر شيئا وراء المسلمين حتى تنشط للعبادة, هذا إن استطاعت -وأنا هنا لا أحدد لكن أوجه- هذا أمر.
فنقول لمن يشاهدنا قُم الليل ،التراويح وما يعرف الآن بصلاة التهجد أو صلاة القيام .
فإن قُدر أنك ذهبت إلى أحدهما ولم تذهب إلى الآخر فليكن لك حظٌ من صلاة الليل في أولها وفي أوسطها وفي آخرها ، لكن أن يأتي الإنسان فيصلي ثم ينصرف إلى ملذاته هذا ليس فعلاً حميدا , لكن ينبغي أن يحرص الإنسان على أن يَتَوَخَّى أوقات من الليل ويتوخى نشاطه وإقباله على ربه فإن رأى في جسده فتور وفي قلبه إدبار , استراح قليلا ولو استعان على ذلك بأن يمضي شيئا من الليل يسيراً بالحديث مع من يثق في عقله ورشده أو أهل بيته فيما لا ينصرف إلى محرم , ولا يدفع إلى غيبةٍ , ولا يُضفي إلى القدح في الناسِ , مع أشياء يمكن أن تُعين على الطاعة بعض الفوائد , لكن لا يدخل في ذات العبادة لأن هذا سيعود به إلى الفتور , لكن بهذا النوع من التراخي يستعين بعد ذلك على أن يقوم نشطاً للعبادة , وقد دل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم مكث مع صفية زوجته رضي الله عنها وأرضاها يُحادثها , وكان هذا في وقت اعتكافه عليه الصلاة والسلام , فيُستنبط من هذا أن مثل هذا الحديث اليسير لا حرج فيه ألبته ولو كان الشخص أو العبد معتكفا .
نعود فنقول فإذا تلا الإمام القرآن أو تلاه هو هذا القارئ فليستحضر وليستصحب أن هذا كلام الله , وليحاول أن يلين قلبه ويقشعر جلده , وتذرف عينه , وأن يكون وهو يسمع القرآن يستصحب أنها ليلة مباركة , وأن هذا القرآن أنزل في هذه الليلة ثم ليتأمل ما سيقرؤه الإمام .
مثلا : في صلاة التراويح الأئمة اليوم إن كانوا ممن يختمون ليلةَ سبعٍ وعشرين جرت العادة أنهم يقرؤون الجزء الثامن والعشرين (قد سمع ) , و لا ريب أن في هذا الجزء أمور عظام فلو استصحب الإنسان قول الله جل وعلا : ( قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الًّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ).فهذا يوقع في القلوب عظمة الله جل وعلا وعنايته و ولايته تبارك وتعالى الحقة لعباده وأوليائه الصالحين وأن هذه المرأة لما ضاق بها الخطب واشتد عليها الكرب وأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف حائرا في أمرها , ويقول :" لَا أَرَاكِ إِلَّا قَدْ حَرُمْتِ عَلَيْهِ " إذا بوحي السماء ينزل (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الًّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ ).فيعلم أن الذي يشكي إلى الله ويبث نجواه إلى ربه لن يخيب ولن يضيع , الله جل وعلا خير من ابتُغي وأجل من أعطى وأكرم وأعظم من سُئل ، تبارك اسمه.
فإذا قرأ الإمام قول الرب تبارك وتعالى : ( كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي). علم أن هذا الدين لا محالة سينتصر وأنه سيبلغ مبلغ الليل والنهار .
فإذا قرأ الإمام قول الله تبارك وتعالى في سورة الحشر : ( هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ*هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الُأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) إذا تلا الإمام هذا يستصحب ذلك العبد الواقف في صلاته عظمة الله في أسمائه الحسنى , لما يقول الإمام : (هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ ) هذه لوحدها تحيي قلوب وتذرف من أجلها عيون. كم في الأرض اليوم من ملك ؟ لا يعـدون .كم مات من ملوك ؟ لا يعـدون .كم من ملوك سيأتون ؟ الله أعلـم ،لكن من الملك الحق ؟ الملك الحق الله .
فإذا قرأ الإمام ( هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ ) , علم أن المُلك الحق هو الله . ملوك الدنيا يعطون الكرماء منهم يعطون , لكن كلما أعطوا نقص ما في خزائنهم بمقدار ما يعطون ، وأما الملك الحق العلي الكبير جل جلاله يعطي ولا ينقص شيء مما في خزانه , فيقول العبد في دعائه لربه [ يا من لا تنفد خزائنه , ارحم -لا نقول ارحم من نفدت خزائنه- نقول ارحم من لا خزائن له أصلا من لا شيء يملكه ] العبد منا لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا , ما بأيدينا من متاع الدنيا ؛ مسألة صورية .
فإذا تلا الإمام بعد ذلك في نفس هذا الجزء المبارك قول الرب تبارك وتعالى مثلا في سورة الجمعة : { إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ) . علم أن هذه العبادة عظيمة , وأن هذه الشعيرة جليلة .
فإذا قرأ الإمام في سورة الصف ( يَا أَيُّهَا الًّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)كان هذا واعظاً له في نفسه في أنه يخشى أن يظهر عند الناس بعلانية وبينه وبين الله سرائر فيها من القبح ما فيها -نسأل الله العافية- وإن كلنا ذووا خطأ، و من ذا الذي يزكي نفسه نسأل الله الستر والمغفرة , لكن لابد أن تكون هناك محاسبة مجاهدة للنفس .
المقصود هذا تعليم , بعض توجيه بعض توصية , في هذه الأحوال المراد من هذه الأمثلة و النماذج أنه الإمام إذا قرأ يكون للإنسان مع هذه القراءة ما يُعينه على الطاعة .

***
للمشـاهدة:







هذا الرابط

http://alrasekhoon.com/up/L27.avi


وهذا رابط ارشيف

avi



وهذا رابط صوتي

mp3





ووفقني الله واياكم لقيام ليلة سبع وعشرين وليلة القدر وجعلنا من عتقاءه من النار





منقول











التوقيع





    رد مع اقتباس