عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-10, 22:17 رقم المشاركة : 1
bermuda
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







bermuda غير متواجد حالياً


important الثقافة بين الأستلاب الفكري و الغزو الثقافي


لقدأصبحت اشكالية تعريف الثقافة من الاشكاليات التي تتوضح تدريجيا في زمن العولمة بعد خروج المنتوج الثقافي من حواجزه المحلية الضيق ومن ارتباطه بالشرط الجغرافي بفضل قنوات التواصل و الأتصال الحديثة التي ازالت الحدود بين الثقافات لتضاعف التدفقات الثقافية بين الشعوب وتمنح سلطة إعلامية لمالكي تكنولوجيا الاتصال. ان هكدا ظرف‏ سيربط الثقافة بسياسات العولمة ويحررها من المفاهيم النمطية التقليدية التي ربطتها طويلا بالجغرافيا السياسية‏.
وقد برز في الاونة الأخيرة سيل من الدراسات المهتمة بنمو امبريالية ثقافية جديدة تتوضح آثارها في شيوع القيم الاستهلاكية وأنماط العيش الأمريكي خاصة بعد أن تبث التواصل اليومي في الوسائط الإعلامية "الميديا " يعتمدعلي اللغة الانجليرية من جهة وعلي تقنية الصورة في أنماطها الاستهلاكية الغربية لكونها لغة عابرة للقارات و القوميات.من هنا فأن التسخير السياسي للثورة المعرفية أمر وارد فالتوظيف السياسي للثقافة قادر علي احداث أستلاب معرفي واحتواء معنوي وروحي ما يفسرما نشهده من بروز و تنامي شعور كلي بتهديد ثقافي تمثله ثقافة يسيطرعليها اللسان الانجليزي و بهيمنة تكنولوجيا أمريكية وهو تهديد أثر بقوة في ثقافات أوروبية وآسيوية.
أما الاشكالية التي تجسدها سياسات العولمة فتتمثل في المركزية الثقافية !‏ ما يثير تساؤلات حول العلاقة بين ثقافة حضارة تقوم علي مبدأ التجاور الحضاري المستند إلي المبدأ الاخلاقي وثقافة حضارة قائمة علي مبدأ آخر لايترك فيه القوي ثقافة مجتمعات أضعف في قواها المادية وهوبالضبط ما تنهجه سياسات العولمة الأمريكية رغم أن التناظر بين القوة الثقافية الرمزية والقوة المادية والعسكرية خادع لانه لايضع الامكانات الثقافية لدول أقل تقدما علي المستوي التكنولوجي في الحسبان‏.‏
ان الفكرة التي تقول بأن الثقافة التقدمية تهتم بالمستقبل بينما تهتم الثقافة السكونية بالماضي أو بالحاضر تضلل نسبيا صحيحة لأن فاعلية التأثير لثقافات الغزو لا يرجع الى قوتها الموضوعية بقدر ما يرجع إلي هشاشة مناعتنا الثقافية وضعف قدرتنا علي المبادرة و وضع سياسات ثقافية بديلة وهوتهديد لهويتنا الثقافية لأن التخلف ليس في الجمود فقط بل ان يسير مجتمع ما دون اتجاه فهو متخلف بامتياز‏!‏ و هنا أود الأشارة إلى قوة الثورة المعلوماتية الحديثةو التي تحاصر الاختيارات الاستراتيجية للمجتمعات الثالثية في مساحة شديدة الضيق وتفرض عددا من التحديات التي لايمكن مواجهتها دون وضع الثقافة في المحك الحقيقي أي سلم الأولويات والاستراتيجيات المستقبلية للدولة.

موضوع مداخلة شاركت بها في احدى ندوات الجامعة الصيفية بأكادير 2001.






    رد مع اقتباس