عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-14, 21:01 رقم المشاركة : 1
أم الوليد
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم الوليد

 

إحصائية العضو







أم الوليد غير متواجد حالياً


مسابقة المبشرون بالجنة

مشارك(ة)

المرتبة الثالثة

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في المسابقة الترفيهية

وسام المشارك

وسام المركز 2حزر فزر

وسام المشاركة  في مسابقة المصطلحات

وسام المرتبة الثالثة في مسابقة ألغاز رمضان

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي إنها نعمة الرضا


إنها نعمة الرضا


إنها نعمة الرضا



إنّ من الأمور التى لا يتجاهلُها الكثير منا على هذه الأرض أنّ الطُمأنينة والاستقرار النفسى مطلبُ البشَرِ كلهم، وإن اختلفوا فى تحديد معاييرِه وسُبُلِ الوصولِ إليه وربما ضاقت بعض النفوسِ فى نظرتها لمثل هذا المعنى الرفيع، فَالبعض حصَر الطمأنينة فى المالِ وتحصيلِه، والبعض الآخر حصره فى الجاهِ والمنصِب، وآخرون حصروه فى الأهلِ والولد، وهذه المفاهيم وإن كانت لها أهمية كبيرة فى الحياة الدنيا إلا أنها مسألةٌ نسبيةٌ فى الأفراد ووقتيةٌ فى الزمن، والواقعُ المُشاهد أنّ الأمر خلاف ذلك، فكم من غنى لم يُفارقُ الشقاءُ جنبيه ولم يجد فى المال معنى الغِنى الحقيقى، إذ كم من غنى يجدّ وكأنه لم يجِد إلا عكسَ ما كان يجِد، فضلا عن أنه مفارق لما جمعه من مال، وكم من صاحِب جاهٍ ومنزلةٍ رفيعةٍ لم يَذُق طعم الأُنس والاستقرار تجده دائما مهموما خائفا أن يزول ذلك الجاه ولنا فى فرعون عبرة كما جاء فى القرآن الكريم، وإذا جئنا بمثال فى وقتنا هذا تكلمنا عن مبارك ذلك الرئيس الذى كان كل شىء يُقضى بأمره ويُمنع بأمره، فأين هو اليوم وماذا ينتظر غدا.. وكم من صاحبِ أهلٍ وولدٍ يتقلبُ على رمضاءِ الحُزن والقلق والاضطراب النفسى وعدم الرضا بالحال، فضلا عن أنه ربما لم يجد من أحبهم من أهله وولده بجواره إذا هو مرض أو ابتلاه الله بشىء جعله محتاجا لمن يعينه على قضاء حوائجه.. بينما نجِدُ فى واقع الحال شخصًا لم يحظ من ذلك بشىء.. فلم يحظ بمالٍ ولا جاهٍ ولا أهلٍ ولا ولد غير أنّ صَدرَهُ أوسع من الأرض بِرُمّتها، وأُنسَهُ أَبلغُ من شقاءِ أهلها، وطُمأنينته أوسع من قلقهم واضطرابهم، لمـاذا؟ وما هـو السبب؟ لأن تلكم الأصناف قد تباينت فى تعاملها مع نِعمةٍ كُبرى يُنعم بها الله على عبدهِ المؤمن، نِعمةٍ إذا وقعت فى قلب العبد المؤمن أرته الدنيا واسعةً رحبةً ولو كان فى جوفِ حُجرةٍ ذرعها ستة أذرُع، ولو نُزِعت من قلب العبد لضاقت عليه الواسِعةُ بما رَحُبت ولو كان يتقلّبُ بجنبيه فى حُجرِ القصور والدور الفارهة، إنها (نِعمةُ الرضا). قال تعالى "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى".







التوقيع





    رد مع اقتباس