عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-08, 05:15 رقم المشاركة : 3
أشرف كانسي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أشرف كانسي

 

إحصائية العضو








أشرف كانسي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقب المتميز

الوسام الذهبي

افتراضي رد: هل التداريب العملية كفيلة بتنمية الكفايات المهنية لدى الـــطــالـــب الأستاذ؟


فالطالب الأستاذ يتدرب علىممارسات تربوية لا تستجيب للتطور،ولا تستجيب للإصلاحات هنا يجد نفسه أن كفاياتتعوزه لأن هذا التكوين العملي لم يعطه الآليات التي تجعله يصالح بين صورة المدرسةالمحاطة بالتغييرات،ومهنته التي هي في طور الانتقال. ومجتمع وضع فيه متحول. وبالتالي يتكون منظوره للواقع،رغم أن هذا التكوين العملي لم يقدم له أنواع المناظيرالموجودة في علم التدريس،مثل المنظور الشخصي كبيداغوجيا اللاتوجيه عند كارلروجز،والمنظور التنشئوي كالتفاعل الاجتماعي عند جون ديوي، والمنظور المعرفيكبيداغوجيا معالجة المعلومات وتخزينها ،عند طابا برونير،وأوزوبيل. والمنظور السلوكيكنموذج سكينر. والمنظور التكنولوجي كبيداغوجيا التواصل،والأهداف،والتقويم،والدعم..
وعندما نقف عن كتب على هذا التكوين التطبيقي ،نجد أنه يفتقرإلى التفاعل خاصة وان التعليم استراتيجية عامة تستخدم لإحداث تغيرات في أنواعالسلوك لتيسير التعلم. ولكن المدرسة التطبيقية لا تمد الطلبة بآليات هذهالاستراتيجية،ولا توقفهم على معرفتها،ومعرفة مراحلها وخطواتها. لذلك الطالب يمارس هو أيضا التلقين والإلقاء،ويصبح هذا ديدنه بعد التخرج،الشيء الذي يعرضهلمساءلات عدة.
وكواقع ،هل الممارسة بالأقسام التطبيقية كافية لأن يصبحالطالب الأستاذ من خلالها قادرا على إكساب التلميذ إرثا ثقافيا؟. وهل يصبح قادرا علىتكوين فكره وتعويده على استعماله،وقادرا أيضا على تنمية روح الملاحظة فيه؟. وقادراعلى جعله يعتمد التحليل والتركيب،والنقد؟، وان يكيفه ويدمجه في محيطه الصفيوالمدرسي؟. وهل يمكن للطالب الأستاذ بواسطة هذا التكوين أن ينقل الثقافة الخارجية عننطاق المدرسة إلى التلميذ؟. وهل يمكنه أن يجعل الثقافة المدرسية أكثر إغراء،وأكثرفاعلية من ثقافة وسائل أخرى جماهيرية؟. وهل يمكنه هذا التكوين من إذابة شعور الطفلبالعداء نحو المدرسة؟. وهل يمكنه من مواجهة الصعوبات المدرسية التي تنتظره بنجاح؟. وهل يدفعه إلى التساؤل: من أكون؟. وما هو دوري كمدرس؟.وهل يمكنه من استيعابالتغييرات والتعديلات،والتطورات التي يعرفها نظامناالتعليمي؟.
لذا توضع مسؤوليات إضافية على عاتق الطالب الأستاذ خاصة بعدتخرجه،وهي العمل على تنمية كفاياته المهنية التي هي: <<نسق من المعارفالمفاهيمية ، والمهارية،والتي تنتظم على شكل خطاطات إجرائية تمكن داخل فئة منالوضعيات من التعرف على مهمة/مشكلة ، وحلها بإنجاز ملائم>>12.
ومن الكفايات التي عليهتنميتها:

1- الكفايات المعرفية،ومنها:
- معرفة خصائص التلاميذالنفسية والجسمية،والاجتماعية. ومراعاتها فيالتعليم.
- معرفة المعلومات والحقائق والمفاهيم،والتعميمات في المواد الدراسية المدرسة.
- معرفة الأسس التي تنبني عليها المناهج الدراسية وطرائقالتدريس المناسبة.
- معرفة دور التربية في تطوير المجتمعاتالإنسانية.
-
معرفة المستجدات التربوية التي تتجدد كل يوم،وأثرها علىدوره المتغير.
- معرفة دوره في تحسين تنفيذ المناهجالدراسية.
- معرفة أنواع التعلم الفرداني،والجمعي المناسبللتلاميذ.
2- الكفايات السلوكية. ومنها:
- قدرته على استخدام الوسائل التعليمية لتوظيفها في تحقيق الأهداف،وتجريب الأساليب،والطرائق الجديدة.
- قدرته على إدارة غرفةالصف، وضبطها.
- قدرته على وضع اختبارات تقيس تحصيلتلاميذه.
- قدرته على تحليل نتائج الاختبارات للوقوف على نقاط القوةوالضعف لتلاميذه.
- قدرته على التواصل الإيجابي مع تلامذته،وزملائه، وإدارته،ومع المحيط الذي يوجد فيه.
- قدرته على طرح الأسئلة داخل غرفةالصف بحيث تخدم تحقيق الأهداف التعليمية والتعلمي.
- قدرته على توظيف الكتابالمدرسي توظيفا فاعلا في عمليتي التعليم والتعلم.
-قدرته على التفاعلاللفظي إيجابيا،وتسخير ذلك في خدمة المنهاج.
ومن خلال هذه الكفاياتنتساءل: لأية مهنة نعد الطالب المعلم؟.
إننا نريد مدرسا ذا قدرة عالية منالإعداد والتكوين. ولديه قدرة على تقبل أكثر للممارسات التربوية الجديدة . فهومطالب شأنه شأن غيره من المهن الأخرى كالطب ، والهندسة ، وغيرها ، أن يطور نفسه باستمرارتطويرا ذاتيا.
إن تحسين نوعية التدريس في الفصل نحو الارتقاء بمستوىالمدرس المهني عن طريق أساليب التدريس الحديث، قد يصطدم بحقيقة الصف الدراسي ومايحيط به من ظروف غير مواتية، ومن الأستاذ نفسه. فهو لا يمكنه ـن يقبل على التدريسإلا إذا توفر لديه الحد الأدنى على الأقل من الالتزامات بمقتضيات ومسؤولياتالتعليم13. وأن تكون له الرغبة لأنها تبعد كل تعلم يقوم على نوع من الإشراط،والترويض، والإكراه. لأنها(الرغبة)، هي:<<ذلك الانجذاب الذي نحس به تجاهموضوع فعل، فكرة. فنقبل عليه بشغف كبير دونما تردد، أو ضجر أومقاومة>>14.
ولهذا نريد أن تكون الأقسام التطبيقيةمختبرات لتطبيق النظريات التربوية، والطرق التعليمية، وأساليب التدريس المختلفة. وألا تكون مكانا للتدريب الشكلي على الطرق والأساليب التقليدية العقيمة. وأن يجدفيها الطلبة الأساتذة الحافز الذي يدفعهم إلى التعليم القائم على المصادر. لأن ذلكيجعلهم يعتمدون على نفسهم في تكوينهم المهني الذاتي. ويدركون من خلال ذلك أن هذاالتكوين التطبيقي ليس هدفا في ذاته، وإنما وسيلة ليتعلم الطالب الأستاذ كيف يتعلم،وكيف يكون نفسه بنفسه.
كما أن المطبق عليه أن يعرف أنه لم يعدالمصدر الوحيد للمعرفة المهنية، والتربوية. بل أصبح شريكا للطالب الأستاذ في بناءوتركيب عملية التعليم. ولذا يتطلب الأمر تطوير مهاراته وتجديد أساليبه، وتكويناهتماماته لأنه يؤثر بفاعليته في أستاذ المستقبل.
نعم يمكننا أن نقول وبكلموضوعية : إن بعض الأقسام التطبيقية تعاني من الفقر الثقافي، والتربوي والمنهجي،والمعرفي. فكيف ستنمي كفايات الطلبة الأساتذة في مثل هذا الجو؟. فهل يجوز لنا القولمع(رايمر) في كتابه(School is dead): إن مدارسنا التطبيقية ميتة، وقد عفا عليهاالزمان؟.
واليوم أصبحت هناك صيحات تنادي بأن يكون إعداد الأستاذ فيإطار الجامعة؛ كما نادى بذلك(ليبرمان)و(كونانت)- المربيان الأمريكيان- ولو أنإمكانيات المجتمع الأمريكي ليست هي إمكانياتنا. وقد اعتبرا كليات الطب والهندسة،وطب الأسنان، وعلم النفس، مدارس مهنية جيدة، تضمها الجامعات التي هي مراكز للبحثالعلمي. وقد سار في هذا المسار كثير من الدول العربية ، كالعراق وقطر وغيرهما. واهتمت بإعداد أستاذ التعليم الابتدائي، وقررت أن يكون إعداده على غرار إعدادالطبيب باعتبار مهنة الطب نموذجا جيدا للإعدادالمهني.
لذا يجب أن تكون التداريب العملية تعتمد نظام الكفاياتالتدريسية:Competence based teacher education أي تدريب الطلبة الأساتذة على مهاراتمعينة للتفاعل مع التلاميذ في الفصل باعتماد مجموعة من الأساليب المتنوعة لتحديدالكفايات التدريسية، مثل:
- أسلوب التصور المهني: بحيث يتم تحديدالكفايات الضرورية في التدريس الفعال، واختيار أكثرهاأهمية.
- أسلوب تحديد المهام: حيث يقوم الطلبة الأساتذة بترتيبالأنشطة التدريسية من وجهة نظرهم ثم يتم اختيارأهمها.
-أسلوب البحث العلمي: وذلك بتكليف الطلبة الأساتذة ببحوثفي منهجيات المواد التدريسية من خلالها يتم تنمية مجموعة من المهارات التدريسيةوالكفايات المهنية.
- أسلوب ترجمة المقررات إلى كفايات تحقق التدريس الفعال.
ولن يكون للتكوين المهني والعملي أي دور في رفع الأداء المهني لدى الطالب الأستاذ ما لم تتوفر لديه الرغبة الصادقة في العمل ، والدافع القوي للنمو المهني والحب الكبير للمهنة.
كما أن التدريب الميداني لا يكفي وحده في تنمية الكفايات المهنية، بل لا بد للطالب الأستاذ عند تخرجه من أن يبدأ تكوينه المهني الذاتي ، ويعمل على تطويره وتنميته..//..

- السيد ابراهيم،(عبد العزيز)،إعداد المعلمين وتدريبهم في البلاد العربية،القاهرة،1955،ص:70.

2
– المرجع نفسه، ص: 5

3
– يولياس،(إيرل)، و، يونغ، ( جيمس)، المعلم... أمة في واحد، ترجمة : إيلي واريل، دار الآفاق الجديدة، بيروت، لبنان، (د.ط)، 1968، ص: 18

4
– جامعة الدول العربية، الإدارة الثقافية، المؤتمر الثالث لوزراء التربية العرب، 1968، ص:122

5
– جورج، ( شهلا)، وآخرون، الوعي التربوي ومستقبل البلاد العربية، دار غندور ن بيروت، لبنان، ط3، 1972، ص: 349

6
– مدحت عبد الحميد، ( عبد اللطيف)، الصحة النفسية والتفوق الدراسي، ص: 82

7
– عمور ،( عبد الحي)، و، الحمداني، ( محمد)، الطرق التربوية وتدريس اللغة العربية في التعليم الابتدائي، مجلة الدراسات النفسية والتربوية، ع6، يونيو 1986، ص: 68

8
– المرجع نفسه، ص: 75

9
– الجمعية المغربية للدراسات النفسية، الشباب المغربي في أفق القرن 21، رقم 59، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، ط1، 1996، ص: 47

10
– معالم تربوية، العدد 27، 1999

11
– موريس طارديف، و، كلود لوسارد، ماذا يحدث داخل الأقسام؟، مجلة العلوم الإنسانية، دجنبر 2000

12
– د. الدريج، ( محمد)، الكفايات في التعليم، سلسلة المعرفة للجميع، ع16، أكتوبر 2000، ص: 55

13
– Gillet, ( Pierre) : Construire la formation : outil pour les enseignants et les formateurs, E.S.F, éditeur, Paris, 1994
- أمزيان، ( محمد)، التعليم والتعلم ومفارقات العلاقة البيداغوجية، مجلة علوم التربية، ع8، السنة 4، مارس 1995، ص: 79

14
– Toraille , ( R) , et autres : L’éducation scolaire et ses problèmes , Ed, Librairie, istra, Paris, p : 17






التوقيع




" أن تنتظر مجرد الثناء على فعلك التطوعي، فتلك بداية الحس الإنتهازي ''
محمد الحيحي

    رد مع اقتباس