وجعــــي من ذكــــرى تؤرق طيــفَ منامــي

تسكبــه عرقـــا بــاردا بلـــون أيامـــي

يغشاني ليلها قِطعــــا .. تصطـــف على باب أحزانـــي

ترمي صدري شهبا حارقــــــــاتٍ

فتــذوي من لظــــاها خُضـــــرُ أحلامـــي


*****


ذكرتـــك و طيفــك بعد لم يغـــادرنـــــي !

و تفاصيلــك الصغــرى تجتــاح كيانـــي

عطرُك مطر يغسلني .. و الحنيـــــن يغشاني

وردُك شمس تُذبِلنــي .. فتبهــت ألوانــــي

نظراتك تخطــف النور من شرفتي ..

و الإبتسامة لا وصف لها في محيط كلامي

تسكننى سبعين خريفـــا ..

تبعثني كل يوم ربيعـــــا ..

و همسك الساحر كلَّ أغنياتـــــي قــد أنسانـــي


*****


و المســــــاء الساهر في أحداقي ...

ينازعني كأســـا قـــد نضبت من خمــر آمالــــي

يسامرني وحشـــةً .. يهدينـــي باقــة غربــةٍ عن أوطانــــي

تكدست الأحلام على أعتـــاب ذاكرتـــــي صَرْعَى

فلا أكــــاد أَمِيــــزُها من ركــام أوهامـــي

و طفــلٌ كان بالأمـــس في ساحـــي لاعبــا

يشيخ الليلة هـــمًّا .. و شــيبــه أضنانــي


*****


ذكراك القريبة بِكــرٌ تسكننــي .. عجوزٌ تأبى هَجر ساحــاتي

كلما حاولت في النسيان .. تسمرت ضاحكة من محاولاتــــي

كلما لامست منها السلوى .. سقتــنــي مرا من قــدح أناتــــــي

تراكمني شوقـــا … تزرعني غيمــا

تكفهـــر بي سماواتــــي .. تذرونــي رياح السفــر الطويــل

فيتهاطل ودقـــي غمًّــا .. ويتساقط بَــرَدي من عـبراتــــــي