بت احتاج خارطة طريق كي تدلني إلى مدينة الفرح بعد أن تشابهت عليّ الطرق ... وازدادت تقاطعات الحزن في دربي ... كل يوم استيقظ صباحاً وأنا أمنىّ نفسي بسماع خبر يعيد لي اليقين بإمكانية الضحك ... أو حتى الابتسام ... ابحث يومياً عن ضحكتي الضائعة بين صفحات الجرائد وعبر موجات الأثير ... وفي مواقع الانترنيت ... فتلطمني أخبار الحروب والحوادث والخلافات ... تصدمني مشاهد القتل والتعذيب والحرق والنهب ... تهزني أخبار الاغتصاب والانتحار والتعذيب وقسوة الإنسان على أخيه الإنسان ... تخيفني أخبار غضبة الطبيعة التي تذكرنا بضآلتنا في هذا الكون وتغسل أوهامنا المتعلقة بسيطرتنا البشر على كل شئ ... اهرب من أخبار العالم واركض تجاه أخبار الوطن علها تسقيني جرعة طمأنينة ... لكن .. تزداد ضحكتي هروباً ... ويزداد حزني عمقاً ... تتلخص أخبار وطني فيما يلي : رائحة فساد تزكم الأنوف ... رشاوي ... غلاء فاحش ... اعتقالات ... اختطاف ... انفلات ... اغتصاب ... قمع ... تكميم أفواه .. طمس حقائق ... اغتيال مواطنين عزل ... انهيار قيم ... احتقان شعب ... تسلط حكومة ... صحف تصادر ... قوات خارجية تتدخل لحماية أبناء الوطن الواحد من بعضهم البعض ... أسماء ترتفع فجأة وأخرى تسقط فجأة ... ويزداد فرحي هروبا ً ... أخيراً ... داهمتني موجة ضحك عاتية ... عندما قرأت بان السودان قد تم تصنيفه كثاني افشل دولة في العالم بعد العراق ... انه المضحك المبكي ... انه ضحك الحسرة ... يا الهي ... هل وصلنا حقاً إلى الدرك الأسفل من العالم ؟؟!! ... تذكرتك لحظتها ... تذكرت أحلامك الكبيرة لوطن وصم بالفشل ... تذكرت إصرارك على البقاء ورفضك الخروج كما فعل أغلبية جيلك ... تذكرت يقينك بحتمية التغيير للأفضل ... وإيمانك بقدرة الشعب على الثورة وتصحيح الأوضاع ... وتساءلت ... هل ما زلت تمتلك إيمانك وتصر على يقينك ؟؟!! ... قائمة الوجع طويلة وممتدة ... منقوووووووووول