عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-07, 23:53 رقم المشاركة : 5
العربي 09
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







العربي 09 غير متواجد حالياً


افتراضي رد: رحم الله أيام بوكماخ


درس في القراءة
إنها سلسلة اقرأ للراحل أحمد بوكماخ رحمه الله ،من منا لا يتذكر "سروال علي "الله يرانا" حكاية "الثرثار ومحب الاختصار" "زوزو يصطاد السمك" "الأمير السعيد" ونصوص أخرى لها أهميتها في اللغة العربية وأساليبها.
يعرف كل هذا من عاش ما بعد فترة الاستقلال ،ونتذكر جميعا مدرسة يأتونها من كل فج عميق ،ألا يقولون :اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد"لوحة خشبية وقراءة ودفتر،محفظة شبه فارغة لكن الآمال كثيرة والأحلام لا حصر لها،ونحن آنذاك نتصفح تلك النصوص في بيوتنا لقراءتها في اليوم التالي على أساتذتنا، نحس أنها تجذبنا إليها جذبا بل نقتحم شخصياتها لنصبح جزءا لا يتجزأ منها،تيه المخيلة في عالم لتجربة مدرسية لم تضاهيها المقررات اللاحقة ، فالرجل لعب على الازدواجية في فنية رائعة للوحاته بأسلوب شيق وبسيط وذكي وبين ما ترسمه وزارة التربية الوطنية آنذاك كجزء من الدولة في إطار إستراتيجيتها الرسمية ،فقد فاز على المقررات اللاحقة بكل جدارة ،ما جعل الفقيد يحتل الصدارة في مجال التربية والتعليم ويؤسس لجيل لازال متشبثا إلى حدود الآن بلغة الضاد،تغنى بالشعر وفن القصة في كل مناسبة عندما كان شابا بالإعدادي والثانوي.
ولم تكن نصوص الفقيد إلا تعبيرا عن خصوصيات البلاد ،تقاليدها وعاداتها : مناسبات دينية وأخرى وطنية تذكر الناشئة بانتمائهم للوطن وغرس فيهم قيم الحب والقناعة والتعاون والتضامن من خلال نصوص أعدت لذلك في منتهى السلاسة وعمق التفكير.
اليوم ،تكاثرت المقررات ،وأصبح برنامج القراءة أريد له أن يكون عالميا ،فأصبح تافها لايثير أي إعجاب ،وخلق جيل شبه جاهل للغته الأم.ولك أن تقرأ ما يكتبه تلاميذ الثانوي حيث الأخطاء التي لا تعد و لا تحصي.اليوم ،أدرك كل من كان يلقب الرجل" ببكلاخ عوض اسمه الأصلي أنه لم يكن صائبا.
تراجعت اللغة العربية مستوى لم يعد مقبولا ،وتدحرج مستوى التلاميذ إلى الحضيض إذ أصبح جلهم غير قادر على كتابة رسالة فبالأحرى تحرير موضوع أو مناقشة نص بلغة سليمة تبعث على الارتياح.
دفاتر كثيرة وكتب تثقل الكاهل وأغلفة تفوق العشرين وملونات ومحفظة كبيرة وساعات لدروس إضافية ابتزازية لا تنتهي ولا تجدي ، ينقل كل هذا على ظهر نحيف لتلميذ بات يؤرق والديه ،مقابل ريشة بسيطة ومحبرة بمدادها مجانا بالفصل ولوحة ودفتر وقراءة من نوع اقرأ ،ثمنها قليل وأجرها كثير أدت بدون منازع دورها الريادي في تحصين لغة القرآن الكريم..رحم الله أحمد بوكماخ.





    رد مع اقتباس