عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-01, 02:00 رقم المشاركة : 1
أشرف كانسي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أشرف كانسي

 

إحصائية العضو








أشرف كانسي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقب المتميز

الوسام الذهبي

b5 وسائل التربية الإسلامية 4


رابعا : التربية بالممارسة العملية والأحداث


التربية العملية من وسائل التربية الإسلامية الناجحة، وقد استخدمها القرآن الكريم واستخدمها رسول الله r . ولاشك أن ممارسة الفعل وأخذ العبرة منه وتطبيقه عمليا من أكثر أساليب التربية تأثيرا ووقعا في النفس .
ففي قصة ابني آدم التي ذكرها الله عز وجل في سورة المائدة علّم ابن آدم عمليا كيف يواري سوءة أخيه ، قال تعالى :" فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال ياويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين "(المائدة 35) لقد علمه الله عز وجل كيف يواري أخيه بطريقة عملية فاستوعب الدرس جيدا وطبقه فورا .
ولقد أعطى الله عز وجل المؤمنين درسا عمليا في غزوة حنين قال تعالى :" لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين*"( التوبة 25- 26 ).
نعم لقد أعجب المسلمون بعددهم وعدتهم فاعتبروا النصر أكيدا ناسين أن النصر من عند الله عز وجل وليس بالعدد والعدة ، فكان درسا واقعيا رد المسلمين إلى صوابهم ليدركوا حقيقة النصر وضرورة الاعتماد أولا وأخيرا على الله عز وجل، قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العز بغيره أذلنا الله ".
ولقد طبق رسول الله r التربية عمليا في كثير من الأمور
والحديث التالي ‏الذي يرويه ‏أبو هريرة ‏يبين التدريب العملي التطبيقي :
‏أن رسول الله ‏ ‏r‏ ‏دخل المسجد فدخل رجل فصلى ثم جاء فسلم على رسول الله ‏ ‏r‏ ‏فرد رسول الله ‏ ‏r‏ ‏السلام قال "‏ ‏ارجع فصل فإنك لمتصل " فرجع الرجل فصلى كما كان صلى ثم جاء إلى النبي ‏ ‏r‏ ‏فسلم عليه فقال رسول الله ‏ r‏ ‏وعليك السلام ثم قال " ارجع فصل فإنكلم تصل "حتى فعل ذلك ثلاث مرات فقال الرجل والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا ، علمني قال :" إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئنراكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثمافعل ذلك في صلاتك كلها."([1])

إنّ التدريب العملي من أنجح وسائل التربية حيث إنّ المتدرب يتفاعل مع الأمر عمليا وبشكل مباشر بعيدا عن النظرية والخيال ، ولا شك أن الأمور العملية يشارك فيها أكثر من حاسة من حواس الإنسان ، الأمر الذي يؤدي إلى سهولة في الاستيعاب والتطبيق ، وفيها تشجيع للتعلم الذاتي ومحاولة الصواب والخطأ من قبل المتعلم .
وبذلك يستنتج الباحث ضرورة الاهتمام بالنواحي العملية لاسيما في قضايا العبادات ، فليس من الصواب أن ندرس الوضوء والصلاة نظريا ، افعل كذا وافعل كذا .. بل لابد من الخروج بالطالب إلى المسجد للوضوء والصلاة عمليا .
خامساً : التربية بالحــــــــوار
استخدم القرآن الكريم أساليب متعددة للحوار من أجل توصيل أهدافه التربوية للناس فاستخدم الحوار الوصفي والحوار القصصي والجدلي والتعبدي ، وكان لهذه الأسباب البديعة الأثر البالغ في نفوس الناس فما استمع أحد لهذا القرآن إلا وبادر بالنطق في الشهادة معلنا دخوله في هذا الدين وملتزما بكل ما فيه من أوامر ونواهي .
ومن أمثلة الحوار التربوي التعليمي الرائع التي وردت في القرآن الكريم الحوار الذي دار بين موسى عليه السلام والرجل الصالح - الخضر-عليه السلام في سورة الكهف الآيات (66-84)0 قال تعالى :
(( قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا 66 فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَاآتَيْنَاه رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا 67 قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا 68 قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا 69 وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا 70 قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا 71 قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَاتَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا 72 فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا 73 قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا 74 قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا 75 فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا 76 قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا 77 قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍبَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا 78 فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا 79 قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا 80 أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا 81 وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا 82 فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا 83 وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْه ِ صَبْرًا84 )).
ولقد استخدم الرسول r‏ الحوار كوسيلة من وسائل التربية والتعليم في أكثر من موضع ، ففي الحديث الذي رواه مسلم ([2]) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس عند رسول اللهr ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي r فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال: يا محمد ، أخبرني عن الإسلام .
فقال رسول الله r : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا.
قال : صدقت ، فعجبنا له يسأله ويصدقه
قال: فأخبرني عن الإيمان.
قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.
قال : صدقت.
قال : فأخبرني عن الإحسان.
قال : تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
قال : صدقت.
قال : فأخبرني عن الساعة.
قال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل .
قال : فأخبرني عن أماراتها .
قال: أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان .
ثم انطلق ، ثم قال لي : يا عمر ! أتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله أعلم .
قال : هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم ".
من هنا فعلى من يتصدون للعمل في التربية الإسلامية ويتحملون أعبائها خاصة من المعلمين والمربين أن لا ينسون هذه الوسيلة الفعالة في التربية، وعليهم أن يكثروا من طرح الأسئلة ليستفزوا بها المتعلمين ويحملوهم على الحوار والنقاش ، فالحوار يبدد الملل والسآمة عن المتعلم ويجعله متوقد الذهن حاضر البديهة من أجل أن تكون مشاركته في الحوار بنّاءة وتدخله فيه مفيد ، وكذلك فإن على المربي أن يركز الحوار حول النقاط الهامة في الموضوع الذي يطرحه على المتعلمين ولا يسمح بأن يتحول الحوار إلى جدال ثم إلى خصومة وبغضاء .
وعلى المعلم أن يحسن إعداد الأسئلة الحوارية التي سيطرحها في موقفه التعليمي ويتدرج بها حسب الأساليب التربوية السليمة 0
هذا وسيكون لنا وقفة أخرى مع الحوار في أساليب تدريس التربية الإسلامية.
1- صحيح مسلم ، ج2 ص(339) ، كتاب الصلاة ، وجوب قراءة الفاتحة .حديث رقم (397)

1- أخرجه مسلم / باب الإيمان 1/157، وأبو داود باب القدر ، الترمذي 7/242






التوقيع




" أن تنتظر مجرد الثناء على فعلك التطوعي، فتلك بداية الحس الإنتهازي ''
محمد الحيحي

    رد مع اقتباس