عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-07-29, 12:59 رقم المشاركة : 1
العامرية
بروفســــــــور
إحصائية العضو









العامرية غير متواجد حالياً


وسام المشاركة  في مسابقة المصطلحات

c5 الأخلاق أعظم العظماء





في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ، قرأته ألف مرة ، ولكني ما انتبهت له إلا اليوم ، وهو أنه لما أراد الهجرة إلى المدينة ، خلف على بن أبي طالب ، ليرد الودائع التي كانت عنده إلى أصحابها ! !


الودائع ... ؟


كيف كان رجال قريش يستودعونه أموالهم وتحفهم ، مع ما كان بينه وبينهم ؟
لقد كان بين محمد وبين قريش لون من ألوان العداء ، قل أن يكون له في شدته مثيل ، هو يسفه دينهم ، ويسب آلهتهم ، ويدعوهم إلى ترك ما ألفوه ، وما كان عليه آباؤهم ، وهم يؤذونه في جسده وفي أهله وأصحابه ، شردوهم إلى الحبشة أولاً ، وإلى يثرب ثانياً ، وقاطعوهم مقاطعة شاملة ، وحبسوهم في الشعب ثلاث سنين . .
.
فكيف كانوا مع هذا كله يستودعونه أموالهم ؟

وكيف كان يحفظها لهم ؟

هل في الدنيا حزبان متنافران متناحران يودع أحدهما الآخر ما يخاف عليه من الضياع ؟

هل في تواريخ الأمم كلها رجل واحد ، كانت له مثل هذه المنقبة ؟

رجل يبقى شريفاً أميناً في سلمه وفي حربه ، وفي بغضه وفي حبه ويكون مع أعداء حزبه ، مثله في شيعته وصحبه ؟ وتكون الأمانة عنده فوق العواطف والمنافع والأغراض ، وتكون الثقة به حقيقة ثابتة ، يؤمن بها القريب والبعيد ، والعدو الصديق ؟

إنها حادثة غريبة جداً ، تدل على أن محمداً كان في أخلاقه الشخصية طبقة وحده في تاريخ الجنس البشري ، وإنه لو لم يكن بالوحي أعظم الأنبياء ، لكان بهذه

الأخلاق أعظم العظماء

الشيخ علي الطنطاوي
رحمه الله







التوقيع

عليك بالنفس فاستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان

    رد مع اقتباس