عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-07-29, 00:29 رقم المشاركة : 1
حميد العمراوي
أستـــــاذ(ة) مشارك
 
الصورة الرمزية حميد العمراوي

 

إحصائية العضو








حميد العمراوي غير متواجد حالياً


افتراضي تواطـــؤ مكشـــوف !!


تواطـــؤ مكشـــوف !!

تستبد بالروح بقايا حلم ..
من ليلتنا التي مضت …
حين التقينا صدفة في الزحام
و المدينة صاخبة تحتفل بالوجع على صدر الرصيف
تنازع أرواح ساكنيها على جوعها و العطش

و كانت الدهشة ...
كيف كان الموعد بلا ملامح ؟
بلا تذاكر و لا عرق انتظار
كيف لم يخلف الليل ما وعد هذه المرة
كيف تواطأت تفاصيل الزمن السريع مع الأرصفة
كيف قادتني خطاي التائهة الى خطاك

و كان السلام ….
لم يكن عاديا هذه المرة
لم يكن عابرا و سطحيا …
بطعم الطفولة كان …
بلون وصول من نحب من سفر طويل…
كان رائعا لا ينقصه
الا العناق … لأن المدينة تراقب !!

و كانت الإبتسامة ...
ممزوجةً بأرجوان الشفق
طويلةَ العمر مشرقةً كشمس الصباح
في ليل المدينة ...
أعرفها هذه الإبتسامة .. لم أتُه عنها
و لم تتُهْ عني وسط العابرين

و كان الكلام …
جدول لغة موصول الحروف
لم يكن مسروقا من عقارب الزمن ..
لم يتصلب في الحنجرة
لم يحتر سؤال بجواب
و لا جواب بسؤال …
كيف كان اللقاء مختلفا هذ المساء ؟؟

و كان الفرح …
موفورا …
يتساقط من أعمدة الكهرباء
يتفجر ينابيع من اسفلت الطريق
أهي الصدفة من يخلق الفرح ؟
بعيدا عن محاولات خلق الصدف
أراه ينمو في غير فصله
كزهرة برية على الصدر !!

و كان الطريق …
كان الدهشة الكبرى ..
ما بال الأزقة الضيقة تشرح صدرها ؟
و الأرصفة الحزينة
تراقص الأضواء على وقع خطاك
ما بال المدينة الصاخبة
أوقفت الحفل ..
و تسمرت فجأة تراقب …
على غير عادتها و هي لا تحفل بالزوار
وكان السؤال ...
كيف تُهنا عن أقصر الطرق ؟
أيعقل أن تنسيْ طريق بيتكم ؟؟
في غمرة الذهول اكتشفت تواطؤك
مع الصدفة و المدينة و الرصيف …
و الأضواء
….
و كان الوصول ...
فريضةَ السفر ...
حتميةَ الطريق ...
باردا و مزعجا كان … تماما كالصحو من حلم لذيذ

و كان الفراق …
و الأمنيات مع آخر ابتسامة و اخر سلام
و كانت الأماني ...
لو عدنا الى بداية الحفل :
دهشة ...
سلام …
ابتسام …
كلام لا يتلعثم
طريق أطول ..
و لا وصول و لا فراق !!!

حميد العمراوي






    رد مع اقتباس