عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-07, 08:50 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

important الأسس التعليمية للتربية بين التعليم والتعلم


الأسس التعليمية للتربية بين التعليم والتعلم
البحرين

بقلم: سميرة رجب

إن من مسائل التربية وأصولها أن نتعرف الأسس التعليمية المتعلقة بالتربية، ولنفرق بين مفهومي التعليم والتعلم، فالتمييز بينهما ليس حادا، وإنما بينهما درجات من التداخل والاشتراك، وحديثنا عن التعليم له العلاقة الوثيقة بالأمن الجماعي إذ الجهل وكر تنمو فيه بغاث الانحراف ليستنسروا فيزعجوا الحمائم الآمنة من أفراد المجتمع.
التعليم: ليس إلا تحديدا للتعلم وتحكما في شروطه، وذلك لأن التلاميذ يمكنهم أن يتعلموا تعلما تلقائيا ذاتيا، بل إنه حتى ولو كان التعليم على درجة كبيرة من الكفاءة فإن ذلك لا يؤدي بالضرورة إلى التعلم، إذا كان التلاميذ أقل انتباها أو دافعية أو استعدادا، أو إذا كانت مدخلاتهم السلوكية غير ملائمة.
وكذلك فإنه إذا تعلم التلميذ فإن ذلك لا يعني أن شروط التحكم التعليمية قد أحدثت أثرها بالفعل، فقد يكون التعلم قد تم من خلال النشاط الذاتي للمتعلم بغض النظر عن الشروط التعليمية، فإن كثيرا من التلاميذ قد وهب الله لهم ذكاء خارقا .
إذاً فما الفائدة من التعليم ؟
إن الغاية من التعليم هو: تيسير عملية التعلم، فالمعلم وسيلة موضحة ورابطة شارحة، فلا يصح أن يكون التعليم من أجل التعليم، وإنما لغايات التعلم عند التلاميذ دون أن يعني فشل التلميذ في التعلم نقصانا في كفاءة التعليم وشروطه وظروفه.
إن التعليم لا يكون فعالا إلا إذا عالج المتغيرات النفسية التي تتحكم في عملية التعلم.
كيف نعرف التعليم ؟
بمتابعة العناصر التالية يمكن أن نعرف التعليم:
{ تحديد السلوك الذي يجب تعلمه.
{ توصيف الظروف والشروط التي يتم فيها تعلم السلوك المطلوب.
أنواع التعلم:
علمنا القرآن الكريم أنواعا من التعلم كما نرى في قصة موسى والعبد الصالح (عليه السلام).
"قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا"؟ (الكهف:66).
"قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا"؟!
"قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا".
ماذا نستفيد من الآيات من طرق التعليم؟
{ هل أتبعك؟ فيها من التواضع الكثير للمعلم فهي مسألة من ... إلى المعالي، إكرام المعلم والطبيب وارد .
{ الاتباع، أن يكون المعلم سيدا والمتعلم مسودا، تابعا ليس له استقلالية أمام المعلم، فهو قائد "ويعلمهم الكتاب والحكمة"، قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): "من علمني حرفا كنت له عبدا".
{ الاتباع وحده غير كاف بل التعليم هو الأساس، لأنه يدعو إلى الرشد وعدم الضلال: "مما علمت رشداً"، فالعلم علمان : علم راشد وعلم فاسد .
{ التعلم يحتاج إلى صبر ومثابرة وقد يفقد الصبر عند عدم علم الأسباب والأسرار العلمية، فإن الإنسان غالبا ما يتأثر بالظواهر، ولم يلتفت إلى الحقائق، ولا يتوصل المرء إلى الحقيقة إلا بعد نصب ومعاناة فإذا ما جهل المرء الأسباب حدث عنده الاضطراب.
{ الصبر عند المتعلم ضرورة للوصول إلى الغاية، فالتعلم لا يتأتى إلا باستنزاف الوقت الكثير، والعلم إن أعطيته كلك أعطاك بعضه قال: "ستجدني إن شاء الله صابرا".
{ الطاعة المطلقة للمعلم وسيلة إلى جلب محبة المعلم ليدر على المتعلم من نمير علمه وفائض معرفته، والعصيان يؤدي إلى الحرمان والخذلان، "ولا أعصي لك أمرا".
المعلم يكشف ويوصل الطالب إلى حقائق الأشياء وهذه تحتاج إلى متابعة ومبايعة .
أما قوله : "فإن اتبعتني فلا تسألني"، فهذا لا علاقة له بأدب التعليم والتعلم بل يتعلق بأمر إلهي يلزم اجراؤه من العبد الصالح وموسى عليهما السلام، فهو تعليم من نوع خاص، ولم يطبق موسى ولم يلتزم بالشرط لأن ذلك مخالف لظاهر الشرع.
أما التعلم الذي بين أيدينا نحن البشر فأنواع، ذكر بعض العلماء (بلوم وكراتوهل) أنها كما يلي:
1- التعلم العقلي المعرفي: وهذا يتضمن عمليات المعرفة والفهم والتحليل والتركيب والتطبيق والتقويم، وهو ينصب بمحتوياته في المعلومات والحقائق أو المفاهيم والمبادئ والمصطلحات والرموز والنظريات والقوانين أو طرق التفكير والعمل وهو دراسة الفلسفة العامة والإلهية والكلام والمنطق .
2- التعلم الوجداني: يتمثل فيما نتعلمه من عادات في التعبيرعن الانفعالات والتحكم فيها، واكتساب العواطف والاتجاهات والقيم، ونواحي التذوق الفني، والأدبي والجمالي، كما يتضمن اكتساب أنماط السلوك الاجتماعي المقبول والامتثال للمبادئ والقوانين الدينية والأخلاقية .
3- التعلم الأدائي الحركي يتمثل فيما نتعلمه من عادات ومهارات في القراءة والكتابة والتحدث والمشي، وممارسة اللعب، ونشاطات السباحة وركوب الدراجة، وقيادة السيارة، والتجويد والإنشاد والرسم.








    رد مع اقتباس