2011-07-14, 11:46
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | تأملات في قصة قارون | 1- قارون من قوم موسى ، ولعله ابن عمه كما يروي المفسرون ، كان فقيراً حين آمن بموسى لانه حين استغنى انتقل إلى صف الكفار المناهضين للدين الجديد ، المعادين له .
2- " إنّ الإنسان ليطغى أن رآه استغنى " وهكذا نجد قارون يظلم قومه حين كثرت الأموال بين يديه ، وهذا دليل تفاهة من يغره المال ، فيصرفه عن وجوه الخير ، بل يشتط في الكبر والاستعلاء . 3- وظلم القريب قريبَه شديد ،مؤلم ، قاس لئيم .. أتدرون لماذا ؟ ا - يتوقع القريب من قريبه الوجيه الموسر القادر على المساعدة الرحمة َ، ويتوقع العون ، وقد لا يتوقع من غيره أن يكون عطوفاً عليه رحيماً به ، فإذا فوجئ منه بالظلم والنكران زاد ألمه ألماً ، وضيقه شدة
. ب -إن القريب أو الصديق أعلم بمواطن الضعف عند الآخرين ، فإذا انقلب عدواً كان أذاه أشد لمعرفته بدخائله ، وقد قال الشاعر مصوراً هذه الحالة ومنبهاً من الانكشاف للآخرين ولو كانوا أهلاً وأصدقاء ، فالحفاظ على الخصوصيات لا بد منها حتى عن القريب والحبيب: احذر عـدوّك مرة واحذر صديقك ألف مرة فلربما انقلب الصديـ ق ، فكان أعلمَ بالمضرّة ج - وقد يكون عند فقره حاسداً أهل الفضل من قومه يحمل الضغينة لهم ، وهذا دأب كثير من الناس ، وعادة قد تكون متأصلة فيمن دينه ضعيف وقلبه ضيق وعقله قاصر فإذا اغتنى بعد فقر أظهر الكشح وأعلن العداوة واالنقمة ، والتشفي . وتراه في صفوف أعداء الله يضرب بسيفهم ويواليهم على قومه د - ومن هذا دأبه يجعله الغنى متكبراً يرى الآخرين دونه ، ويسعى إلى إذلالهم . 4- وهنا نجد الدعاة من قومه ينصحونه - والمؤمن يريد الخير للجميع ويخص قومه بخيره – ويجتهد في النصح لهم ، فهذه مهمته في الحياة ، وكانت النصائح على التوالي : أ - البعد عن البطر فهو من الآفات التي تقصم ظهر صاحبها ، وتهلكه ، فالله تعالى أعلن ذلك حين قال في الحديث
" الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهما ، قذفته في النار " ( الدرر السنية )
ومن ادعى ذلك غضب الله عليه ، وكرهه " إن الله لا يحب الفرحين "
البطرين الذين لا يشكرون الله على إنعامه ويتكبرون بأموالهم على عباد الله فما ينبغي لأحد أن يستكبر أو يتعالى . ب - أن يطلب الدار الآخرة فيما أعطاه الله من الأموال ،
" وابتغِ فيما آتاك الله الدار الآخرة "
فيتصدق وينفق على الطاعات ، فهذا من شكر الله تعالى ، وسيجد في الآخرة – إن فعل ذلك – فضلاً من الله كبيرا . جـ - كما أن للإنسان أن يتمتع بالخير الذي وهبه الله إياه في الدنيا دون أن تكون الدنيا همه الأكبر أو الوحيد ، وهذا تنبيه واضح إلى أن العاقل يجعل الآخرة الباقية نصب عينيه وهدفه الأول ،
وله أن يتمتع بدنياه "
قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق؟ " . د – أن يحسن إلى الناس ، فالإحسان من التحدث بنعمة الله ،
" وأما بنعمة ربك فحدّثْ "
وليس الحديث بالتفاخر والتباهي بما أنعم الله علينا فقط ،
فهذا إيذاء لمشاعر الناس وإساءة إليهم .
ومن أحسن إلى الناس فقد استجلب رضا الله تعالى عليه وحبه له ، ومن أحبه الله فاز وأفلح
" الخلق عيال الله ، واحبهم إلى الله أنفعهم لعياله "
. وكما تدين تدان : فمن أحسن إلى عباد الله أحسن الله إليه ، ومن احسن الله إليه أحسن إلى عباد الله . هـ - من الإساءة أن يكون الإنسان فاسداً ، وأشد منه أن يكون مفسداً . والإفساد طرقه كثيرة ،
منها : البغي في الأرض ،
وكثرة المعاصي ،
وصرف المال فيما يغضب الله تعالى ...
والبعد عن الإفساد والفساد من سمات العاقل اللبيب ،
وعكس ذلك من سمات اللئيم الذميم .
والله تعالى يكره هذا الصنف الذي يفسد في الأرض ،
ومن كرهه الله تعالى كان من الخاسرين . 5- العاقل من اتعظ ، والجاهل من تنكب الطريق السويّ ، فأورده موارد الهلاك .
وكان قارون من الصنف الثاني الذي أرداه جبروته ،
فادّعى ما ليس له .... ادّعى أن ذكاءه وعبقريته كانا السبب في نجاحه هذا النجاح الكبير ،
وأن المال جمعه بجده ونشاطه ليس غير !! وهذا مقتل المتكبرين ، وهلاك المتجبرين . هؤلاء الذين لا يتعلمون ممن غبر ، ولا يتعظون من مصائر أمثالهم . 6- وقد يتساءل أحدهم : كيف " ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون " ؟
ألم يقل الله تعالى " فوربك لنسألنّهم أجمعين عما كانوا يعملون " ؟
والأمر ليس فيه تعارض البتة ،
إنما هو تصوير لمصيرهم السيء ، والله تعالى لعلمه بما فرّطوا وتجاوزوا لا يسألهم عن كيفية ذنوبهم وكميتها تحقيراً لهم ، وغضباً عليهم .
وانظر معي إلى هذا التصوير المخيف في طريقة دخول هؤلاء المجرمين النار – والعياذ بالله –
" يُعرف المجرمون بسيماهم ، فيُؤخذ بالنواصي والأقدام "
ما أهونهم على الله حين يأمر بهم إلى النار ،
فتمسك الزبانية برؤوسهم وأرجلهم ، ويُقذفون بهذه الطريقة المهينة في سواء جهنم !! 7- قارون وأمثاله – هؤلاء الذين طُمست بصائرهم ، فما عادوا يرون إلا ذواتهم – يستعلون على عباد الله فيخرجون متعاظمين
كما فعل قارون حين " خرج على قومه في زينته " متباهياً مفتخراً بأكمل زينته ذات يوم ،
يليه أتباعه الكثيرون متحلين بملابس الذهب والحرير ، على خيول موشحة بالذهب والعقيان ، ومعه الجواري والغلمان في موكب حافل باهر
فيسبي قلوب أهل الدنيا ، فيتمنون أن يكونوا مثله ، أو يكون لهم ما له ، ويعتقدون مخطئين أنه ذو حظ عظيم . 8- أهل الإيمان الذين ينظرون بنور ربهم يعلمون زيف الدنيا وصغارها ،
إن الحياة الحقة هي الحياة الباقية ، أما الفانية الزائلة فلا تستهويهم .
إنهم قالوا حين سمعوا أهل الدنيا يتمنون هذا الزائل ناسين الآخرة وخلودها : " ثواب الله خير لمن آمن ، وعمل صالحاً ،....... ولا يُلقّاها إلا الصابرون " فالإيمان بالله أولاً ،
يليه العمل الصالح ثانياً ،
يليه الصبر والرضا بما قسم الله تعالى ثالثاً ثوابُ الله الجزيل الذي يغمر العباد الصالحين . 9- العقوبة العاجلة للمتكبرين في الدنيا ، فقد خسف الله تعالى بقارون الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ،
تضيق عليه ويحترق بنيرانها جزاء وفاقاً هو ومن يسير في ركابه ،
فماذا يقول هؤلاء الذين باعوا آجلاً بعاجل ،
ورضوا أن يكونوا في صفوف أعداء الله ، يحاربون أولياء الله ؟؟؟!!!
والمرء مع من أحب ،، أليس كذلك ؟!! | التوقيع | اللهم اجعلنا ممّن ندمُوا و تابُـــوا○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙◙○◙◙◙ و خشعُـــوا و أنابُــوا ۩
۩ و اجعلنا ممّن أطاعُــــوا و أجابُــوا ○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙◙○◙◙◙ و تتطهّـــرُوا و طابُـوا ۩
۩ و اجعلنا ممّن عملوا الصّالحــــات ○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙◙○◙◙◙ و سارعُوا بالخيـرات ۩ ۩ و تسابقـــوا فى الطـّاعــــــــــات ○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙○◙◙◙○◙◙◙ و فـــــازوا بالجنـّات ۩
| |
| |