عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-04, 22:10 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

important اتحاد كتاب المغرب من الغالب... من المغلوب؟!عبد الواحد المهتاني


com
عبد الواحد المهتاني
من الغالب... من المغلوب؟!




قال أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب إن علينا أن نقوم بعمل ما يعيد الحياة إلى الاتحاد. تناقشوا، تلاسنوا، تراشقوا بـ... وأخيرا اهتدوا إلى حكيم من الحكماء، هذا الأخير قام بجولات مكوكية لإصلاح ذات البين، فكان الفشل حليفه، ليهتدي طرف إلى قرار الإقالة، ويعمم بيانه على الصحف، متحدثا عن بعض الوجوه المختلفة للمآزق التي يقولون إنها كانت تطوق مبادراتهم، وعنوانها الفردانية.
البيان لم يحدث رجة في المشهد الثقافي، والبيان المضاد لعبد الحميد عقار وصحبه الرافضين لقرار الإقالة، بدوره، لم يجد المدافعين عنه في صفوف المثقفين بصيغة الدفاع عن طرف ومساندة طرف ثان أو معاداته، بل جل تلك المواقف المعبر عنها كانت تتسم بموقف سلبي من الطرفين، وعليه يطرح السؤال: من الغالب ومن المغلوب في معركة وصفها جل المتتبعين بتصفية الحسابات، وبأن ما يحركها هو البحث عن سفريات وتعويضات، ومسؤوليات قد تأتي بدورها بشيء من «إيقارضن»؟
الاتحاد قوة، حسب ما قرأنا في كتب المطالعة، وفي هذه اللحظة من البياض المعبرة عن مشاهد الاحتضار من إغلاق قاعات العرض والمكتبات وتهديم المسارح... يؤدي الاتحاد واجبه وبقوة، في إضافة جرعة للموت الثقافي، فلربما الإبداع بحسبه يفيض على موت الثابت، دون أن يكلف نفسه عناء إعداد العدة لذلك، فإذا كانت بعض الأطراف تدعو إلى التصدي للفردية بما هي استبداد يخنق فرصة المشاركة والإحساس بالانتماء الروحي إلى المؤسسات وجماعات العمل، وتكبت الأصوات الحرة والقدرات الإبداعية، فقد كان عليها وبنفس المنطق ألا تسقط هي بدورها في البيروقراطية، وألا تستبد بقرار قد يوصف بالانفرادي. هناك مجلس إداري يعد ثاني هيئة تقريرية بعد المؤتمر يمكن الرجوع إليه، لتوسيع الأفكار والتداول في مصير الاتحاد وتحسين مستوى أدائه ووضع برنامجه والوسائل المناسبة الموصلة إلى الأهداف والأدوار التي يمكن أن يضطلع بها في هذه المرحلة، على اعتبار أن الأدوار التي كان يقوم بها في السابق قد استنفدت في نظر البعض، بعد أن برزت في الحياة الثقافية مجموعة من الجمعيات والمنظمات التي تقتسم معه نفس الأدوار من بيت الشعر إلى بيت الحكمة، ومرورا بجمعيات وأندية القصة القصيرة، ووصولا إلى مختبر السرديات.. والإطارات المهتمة بالمسرح والسينما والتشكيل، وبالتالي عليه أن يسائل نفسه وموقعه تجاه هذه التنظيمات، وإن كان البرنامج الثقافي أحد أولوياته، أو يتحول إلى هيئة مهنية للدفاع عن الأوضاع الإجتماعية للكتاب والمثقفين، والبحث عن شركاء لاحتضان الأبحاث والمشروعات الثقافية الكبرى، وتلك التي يمكن أن تتحول إلى منتجات ثقافية تشغل بال العاملين في الحقل والمهتمين. ويمكن أن تتقدم بها الهيئات والجمعيات المهتمة بالشعر والقصة والرواية والمسرح أيضا، وفي أن يؤمن لها الاتحاد الحاضن والداعم الثقافي من القطاع العام والقطاع الخاص والمنظمات الدولية، لتمويل مشاريع ثقافية من عيار ثقيل، وبتنسيق مع الجامعات، هذا إلى جانب رسم استراتيجيات وبرامج تخدم المصلحة الثقافية العامة.
نظن أن العديد من المبدعين المتملكين لناصية الإبداع ومكر الكتابة، بمفهومها الإيجابي، تتيح لهم التحدث عن وجوه الحياة الـمختلفة، ويصدرون في أقوالهم وأحكامهم وتصوراتهم عن جملة معارف كعلـم الاجتماع والفلسفة والأنثربولوجيا وعلم التواصل وغيره، في مستطاعهم، اليوم، أن يعيدوا للناس حلمهم باتحاد مليء بالحياة بالأفكار والمقترحات. أن يجدوا موقعا ينخرط في الفعل عوض الصمت المريب عن الفاجعة ولحظة الفراغ والنكسة التي تعرفها الحياة الثقافية ومؤسسة الاتحاد جزء منها، حتى لا يمتد الإحساس بالإغتراب والتشكيك في القيم الجميلة إلى الرموز التي رسمت ملامح النور ونشدت الأمل، ولا مزيد في التفصيل، لأن أهل مكة أدرى...
لكن من حقنا، مع ذلك، أن نتساءل: من الغالب ومن المغلوب في زمن البحث عن تأميم الكراسي؟








    رد مع اقتباس