عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-04, 20:08 رقم المشاركة : 1
si sajid
بروفســــــــور
إحصائية العضو








si sajid غير متواجد حالياً


important التوجيه في زمن الارتجال التربوي


التوجيه في زمن الارتجال التربوي
ذ.مولاي إسماعيل الفلالي
Thursday, November 05, 2009
إن أغلب الدراسات والبحوث وكذا التجارب الميدانية تكاد تجمع على أهمية نظام الاستشارة والتوجيه التربوي باعتباره آلية أساسية لإرساء منظومة تربية وتكوين فعالة يمكن من خلالها تحقيق التغيير الاجتماعي المنشود.
وإذا كان نظام التوجيه التربوي يحضى بهذا الدور الخطير في توجيه العملية التعليمية التعلمية ، فإن ذلك ليس بغريب إذا علمنا مكانة هذا المجال عند الدول التي استطاعت تحقيق تقدم كبير في مجال التربية والتعليم وذلك من خلال اعتمادها على نظام توجيه وتخطيط تربوي محكم .
إلا أن الآية معكوسة في بلدنا، فعوض أن يكون نظام التوجيه والتخطيط التربوي هو الآلية التي من خلالها يتم تحديد الاختيارات والمعالم الكبرى لمنظومة التربية والتكوين ،فإننا نجد
نظام التوجيه التربوي يخضع تارة "لمزاجية" الميثاق التربوي للتربية و للتكوين وتارة للبرنامج "الارتجالي" ،حيث يقف المتتبع لبنود المشروع 21 – وهو المشروع الذي يهم رؤية البرنامج الاستعجالي لمجال التوجيه - على سطحية التحليل، وهكذا نجد هذا المشروع يرجع إشكالية التوجيه إلى ضعف التنسيق بين الفاعلين في مجال التوجيه، وكأن التنسيق هو أصل الداء ، وتتناسى الدراسة غياب اعتراف بالتوجيه ودوره في نقد وتتبع العملية التعليمية أساسا. فلا يمكننا الحديث عن ضعف التنسيق بين المتدخلين أو نقص الموارد المعبأة في هذا المجال، قبل أن يوجد لدينا أصلا نظام استشارة وتوجيه قوي و قائم الذات .
ولذلك فالميثاق الوطني للتربية والتكوين والبرنامج الاستعجالي يعتبران كلاهما تجسيدا صارخا لما يمكن تسميته بالارتجال التربوي في زمن لا نجاح فيه إلا للبرامج التي تعتمد العقلنة والتخطيط المحكم والحكامة الجيدة كأدوات لتحقيق الأهداف وذلك وفق نظام توجيه تربوي واضح المعالم .
إلا أننا في "أجمل بلد في العالم" نجد دائما بأن القرار السياسي هو الذي يتحكم في القرار التربوي. وهو ما يعكس إما عدم النضج الكافي للمسؤولين والأطر القائمين على الشأن التربوي ، أو وجود إرادة خفية ترى مصلحة في تكريس وضع تربوي شاذ، لن يؤدي سوى إلى مزيد من تأزيم الأوضاع باتجاه السكتة القلبية .
وفي كلا الحالتين، فالخاسر الأكبر هو مستقبل بلد برمته يراهن على الجودة والفعالية لتحقيق التنمية والتقدم. وهو الشيء الذي لا يمكن أن يتأتى إلا من خلال نظام تربوي سليم وواقعي يسهم التوجيه في بناء مفرداته وتشكيل ملامحه . فالتوجيه التربوي عملية لا بد إن تخضع لها المنظومة التربوية، لأنه هو القادر على أن يقود المنظومة لتحقيق أهداف التعليم، والرفع من مؤشرات جودته.
[email protected]





    رد مع اقتباس