عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-07-02, 21:34 رقم المشاركة : 11
رشيد زايزون
مشرف منتدى التعليم العالي ومنتدى التفتيش التربوي
 
الصورة الرمزية رشيد زايزون

 

إحصائية العضو









رشيد زايزون غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي رد: ظاهرة الترادف في اللغة العربية


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الورزازي المحمدي مشاهدة المشاركة
وظائف الترادف في اللغة :
ليس الترادف ضرباً من العبث أو نوعاً من الحلية، وإنما هو ظاهرة ذات دور عظيم الفائدة، ولكي يتضح لنا هذا الدور ينبغي لنا أن نعدّد فوائده ونسرد مزاياه، وهي أنه:
-(أ) يزيد من مقدار الثروة اللغوية، وهذا مصدر فخر وإعجاب عند بعضهم وإن كان مبعث نقد عند الآخرين.
-(ب) يمنح الكلام رونقاً وحيوية؛ فمن خلال التنويع اللفظي يكتسب الكلام جاذبية، وهذا يطرد عن السامع (أو القارئ) الملل وينفي عنه السأم، ولو أن اللغة خلت من الترادف لغدا حديث الناس متشابهاً إلى حدّ بعيد.
-(ج) يشفّ عن ذوق المتكلّم ومدى ثقافته ورهافة مشاعره، ذلك أن المتكلّم يتخير ألفاظه وفقاً لذوقه الخاص كما يفعل الجوهري عندما ينتقي الحجارة الكريمة أو المعادن الثمينة لصناعة حليّه.
-(د) يساعد الشاعر على النظم ويساعد الناثر على السجْع. ولكي يتّضح لنا ذلك نسوق بعض الأمثلة : أراد عنترة في معلقته أن يعبر عن فكرة أنّ الرماح تنهال على صدر فرسه كالحبال التي تُرسل في البئر، ولا بد أنه حين وصل إلى قوله :
يدعـون عنتـر والرمـاح كأنهـا** أشطان بئـر في لبــان [أدهم]
كان محتاجاً إلى كلمة بمعنى [حصان] مختومة بميم وعلى وزن معيّن، ولولا وجود مترادفات للحصان من طراز : (جواد، فرس، نَهْد، سابح، سرحوب، طِمرّ، يعبوب، سلهب، أدهم…) لكان مضطراً إلى نقض بناء البيت أو العدول عن الفكرة وربما عن الصورة الفنيّة الرائعة، وفي ذلك خسران للأدب والفنّ. وهذا ينطبق على المتنبي أيضاً حين أراد أن يعبّر عن فكرة أن رحيل الأحبة هدّ جسمه وحال بينه وبين النوم، فقال:
أبلى الهوى أسفاً يوم النوى بدنـي ** وفرّق الهجر بين الجفن و [الوسن ]
ولا ريب أن كلمة النوم هنا لاتصلح لسدّ الفراغ ولكن مرادفاتها اشتملت على ماهو مناسب (النُعاس، الكرى، الهجود، الرُقاد، الوسن..).ولولا وجود [الوَسَن] في اللغة لضاع التصريع ولاضطرّ الشاعر إلى نقض بناء البيت. ونحن لانقول إن المتنبي فتح كتب اللغة ووضع المترادفات أمامه، بل نقول إن ذاكرته القوية أو ذخيرته اللفظية أسعفته في هذا الموضع الحرِج وأمدّته بما هو صالح لهذا المقام.
-(هـ) يضفي على الكلام قوة. لأن الترادف نوع من التكرار في المعنى، وفي التكرار توكيد. إن كلمة " الطَرَب " في قول عمر بن أبي ربيعة :
وأنتِ قُرّةُ عيني إن نوىً نزحـت **ومُنيتي وإليك الشوقُ والطَرَبُ
لم تحمل معنى جديداً، وإنما أكّدت مفهوم الشوق تأكيداً معنوياً. وهذا ينطبق أيضاً على قول الآخر:
فلمّا أن طغوا وبغوا علينا **رميناهم بثالثة الأثافــي
-(و) يساعد على الشرح والتفسير، وهذا معروف لدى المشتغلين بصناعة المعجم، فهم يستخدمون الترادف لتوضيح معاني الألفاظ أحياناً، مثال ذلك ماقاله الرازي في تفسير كلمة طبْع وكلمة شجن " الطَّبْع : السجيّة التي جُبِل عليها الإنسان
" الشَّجَن : الحُزن، والجمع أشجـان ".
-( ز ) يساعد الألثغ على التخلّص من عيوب النُطق.. وخير مثال على ذلك ماجاء عن واصل بن عطاء الذي كان يعاني من لثغة قبيحة في الراء وكان يخلّص كلامه منها من غير أن يفطن إليه أحد، فهو يقول أعمى بدلاً من ضرير، وقمح بدلاً من بُرّ، ومضجع بدلاً من فراش. وأخباره مشهورة رواها الجاحظ والمبرّد.
-( ح ) يسعف الذاكرة عند النسيان.
( بتصرف عن عبد الرحمن دركزللي في مقال طويل له بعنوان : الترادف في اللغة
وخلاصة القول فإن الترادف ظاهرة لغوية توسع آفاق التعبير والتواصل ، كما تساعد المتكلم على فتح آفاق إبداعية رحبة .
شكرا لك أستاذ رشيد زايزون على فتح هذه النافذة العلمية المفيدة ، وشكرا للأستاذ عمر أبي صهيب على مشاركته الغنية .
تقديري واحترامي

مرورك المثري واضافتك القيمة أستاذي محمد الورزازي، جعلتني أفتخر بحسن اختياري، تقبل مني تلميذك عميق التقدير والمحبة





التوقيع




    رد مع اقتباس