الموضوع: شخصية الساحرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-07-02, 20:41 رقم المشاركة : 21
همس الروح
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية همس الروح

 

إحصائية العضو








همس الروح غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

العضو المميز لشهر يناير

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي رد: شخصية الساحرة


6. تخير الوقت المناسب :

هناك أوقات لا يستحب فيها النقد ، كوقت الغضب ، أو التوتر ، أو انشغال الذهن في أمر هام ، واختيار الوقت المناسب الذي تتوسم فيه قبولا من الطرف الآخر من الأهمية بمكان ، فربما ثار الشخص المنقود وهاج ليس من شدة النقد ولا بالنقد أصلا بقدر ما هو من الوقت السيئ الذي ألقيت بنقدك فيه
7. تجنب النصيحة على الملأ :

فإنها فضيحة ، فليكن نصحك له بينك وبينه . فإن النصيحة على الملأ مؤذية يقول الشافعي ـ رحمه الله ـ "مَنْ وَعَظَ أخَاهُ سِرًّا فقد نَصَحَه وزَانَه، ومَنْ وَعَظَهُ عَلانِيَةً فَقَدْ فَضَحَهُ وشَانَه" .
ونصيحة العلانية فيها استفزازا للمنصوح ، وقد يفهمها على أن المقصود منها فضحه ، وإظهار عيبه وخطأه ، مما يجعله يغلق قلبه وأذنه عنك .
، ولله در أمير الشعراء إذ يقول : آفةُ النصحِ أن يكون لجاجاً .... وأذى النُّصحِ أن يكون جِهارا
ويقول الإمام الشافعي كذلك لناصحه :

تعمدْني بنصحِكَ في انفرادي .... وَجِّنْبني النصيحةَ في الجماعةْ
فإِن النصحَ بين الناسِ نـوعٌ ..... من التوبيخِ لا أرضى استماعَهْ
وإِن خالفتني وعصيتَ قولـي ..... فلا تجزعْ إِذا لم تُعْطِ طاعة

8. لا تنصح من برج عاجي :
فلا تنصح باستعلاء ، أو غرور ، ولا تؤنب وتوبخ ، فأنت لست بمأمن من الخطأ ، ولست فوق النقد ، فليكن أسلوبك هينا ، ونصيحتك حارة صادقة ، واعلم أن أسلوب النقد يقع عليه العامل الأكبر في تقبله ، وكثر هم من رفضوا النقد لا لشيء إلا للإسلوب الذي استخدمه الناقد .
ويحكى أن واعظا قال للخليفة المأمون : إني واعظك فمغلظ لك القول ، فقال المأمون : مهلا .. فإن الله قد أرسل من خير منك وهو موسى عليه السلام وأخاه هارون لمن هو شر مني وهو فرعون ، وقال لهما :
( فقولا له قولا هينا لعله يتذكر أو يخشى ) .
9. لا تنصح على شرط القبول منك :
وإلا أصبحت ظالم لا ناصح ، وطالب طاعة لا مؤدي حقوق الأخوة .
10. قف مكان المنقود :

أي تفهم مشاعره ، وتقبل تصرفه ، بل واشرح له لماذا فعل ما فعل ، وبين له أنك لو كنت مكانه ولديك نفس المعطيات المتوفرة لديه فإنك حتما كنت ستفعل ما فعله ، فأنت بذلك ترفع عن كاهله العبء النفسي الذي يثقله كشخص مخطئ ، وفي المثل الاسكتلندي ( حينما تستطيع أن تضع قدميك في حذائي ، تستطيع أن تفهمني ) .
11. دعه يبرر وجه نظره : لا تحجر عليه ، ولا تتعصب لوجه نظرك ، دعه يقول ويشرح ويبرر ، واستمع له في حب وإنصاف .
حتى لو أيقنت أن كلامه تبرير لن يقدم شيئا ، لا بأس دعه يقوله واسمعه في هدوء ، فمصادرتك لحقه في تبرير وجهة نظره هو بمثابة الحكم على المتهم بدون سماع شهادته .
وهذا مما يراه المنقود ظلما وتجنيا منك ، ويحملانه إلى الاعتقاد بأنك تريد إلصاق الأخطاء به ، وقد يدفعه هذا إلى بغضك والبعد عنك .
12. ليكن لك نظره في الشخص :
هناك من يفهم مرادك ونقدك إذا لمحت ، فلا تصرح له .
وهناك من يجب أن تصارحه ، بل وهناك من سيجادلك ، ليكن .. لكل نفس أسلوبها ولكل رجل مفتاحه .
كذلك حاذر أن تنقد الخاصة كنقد اصطحابك ، فأباك وأمك ومن هم في مقام مرتفع لهم أسلوب خاص جدا في التعامل ، ويجب أن يكون رصيدك من الاحترام والتأدب والروية والصبر لا محدود مع تلك الفئة ، ونقدك لهم مغلف بغلاف من المودة والعطف ، بل والتذلل والخنوع .
13. لا تنس أن نصحك حق لله :
فلا تتشفى .. ولا تنقد كي يقال فلان له رأي مختلف ، ولا تجادل الطرف الآخر جدال عقيم ، لتكن نصيحتك بالتي هي أحسن ، ولسان حالك قول أحمد شوقي رحمه الله :
لكَ نُصْحي وما عليكَ جِدالي ... آفةُ النصحِ أن يكون جِدالا

يقول الإمام بن قيم الجوزية :

إن النصيحة إحسان إلى من تنصحه ، بصورة الرحمة له ، والشفقة عليه ، فهو إحسان محض يصدر عن رحمة ورقة ، ومراد الناصح بها : وجه الله ورضاه ، والإحسان إلى خلقه ، فيتلطف في بذلها غاية التلطف ، ويحتمل أذى المنصوح ولائمته ، ويعامله معاملة الطبيب العالم المشفق على المريض المشبع مرضا ، وهو يحتمل سوء خلقه وشراسته ونفرته ، ويتلطف في وصول الدواء إليه بكل ممكن فهذا شأن الناصح . وأما التأنيب فالقصد منه التعيير والإهانة ، وذم من أنبه ، وشتمه في صورة ناصح مشفق .
ومن الفروق بين الناصح والمؤنب أن الناصح لا يعاديك إذا لم تقبل نصيحته ، قال لك : قد وقع أجري على الله ، قبلت أو لم تقبل ، ويدعو لك بظهر الغيب ، ولا يذكر عيوبك ، ولا يبينها للناس ، والمؤنب عكس ذلك

وفي الأخير هناك من لا يقبل النقد ، لكبر في النفس ، وغرور في الطبع ، وحماقة جبلت العقول عليها ، فلا تحزن فالرجال يعرفون حق الرجال .. ولله در الأصمعي حين قال :
إِن النصائحَ لا تخفى مَناهِجُها على الرجالِ ذوي الألبابِ والفهمِ
أما الحمقى رافضي النصيحة ، فلا تعبأ بحمقهم ، يكفي أن أطعت الله فيهم .. وإن لم يحفظوا لك جميل نصحهم ، فلا عليك يكفيك أن الله ناصرك ومؤيدك قال رسول الله × (من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس ) (صحيح) انظر صحيح الجامع للألباني .
وليكن حالك كحال نبي الله صالح ـ عليه السلام ـ : }فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي ونَصَحْتُ لَكُمْ ولَكِن لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ{ [الأعراف: 79].















    رد مع اقتباس