الموضوع: شخصية الساحرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-07-02, 20:41 رقم المشاركة : 20
همس الروح
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية همس الروح

 

إحصائية العضو








همس الروح غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

العضو المميز لشهر يناير

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي رد: شخصية الساحرة


تعلم فقه النصيحة

فما كُلُّ ذي نُصْحٍ بمؤتيكَ نُصْحَهُ ولا كل مؤتٍ نُصْحَهُ بلبيبِ

ولكن إِذا ما استجمعا عند واحدٍ فحُقَّ له من طاعةٍ بنَصيبِ
( الدين النصيحة) تحقيق الألباني : (صحيح) انظر صحيح الجامع


هكذا أخبرنا حبيب الرحمن ، فالمسلم في قانون الإسلام شخص إيجابي مؤثر في مجتمعه ، يقوم الاعوجاج ، وينقد ما يراه من عيب أو خلل .
وتكون النصيحة واجبة إذا كان مستحقها شخص قريب منا ، عزيز علينا ، نرتجي كماله ونخشى وقوعه في الذلل .

الإمام ابن تيمية رحمه الله يخبرنا أن المؤمن للمؤمن كاليدين يغسل إحداهما الأخرى .
فإسداء النصح في دين الله فرض ، ومكاشفة الغافل ، وتنبيه الساهي ، وتذكير الناسي من أصل دعوة الإسلام .
والمشكلة التي تواجهنا أن النصيحة غالبا ما تكون شديدة على النفس ، وكثير ما يرفض الناس النصح أو النقد ، وينظر معظمهم إلى ذواتهم على أنها شيء مصون مقدس لا يجب المساس به !!! .

يقول أبي العلاء المعري :

سَمْعي مُوَقىَّ، سالمٌ فقلِ الصوابَ ولا تَصِحْ
والمرءُ في تَرْكيبهِ غَضَبٌ يَهيجُ، إِذا نُصِحْ
لهذا فإن هناك إشكالية لكل من يطمح في كسب قلوب الآخرين .
وسؤال يتردد في الذهن حال رؤية خلل في شخص ما وهو :
هل أنصحه .. أم لا ؟؟؟

فإن نصحنا أرضينا ربنا وربما أغضبنا المنصوح وإن كنا تاركين النصح أرضينا الناس وأغضبنا ربنا !! .

فهل هناك حل وسط ، وطريقة نرضي بها الله ، بدون أن نغضب الناس ؟؟
والإجابة هي نعم إن للنقد أسس ومبادئ وآداب تستطيع أن تتبعها وتمارسها فترضي ربك دون أن تغضب أحد وهذه أهمها :

1. أذكر المحاسن أولا :

قال تعالى ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم) الأعراف 85

فإذا كان للمنقود مزايا فلما لا نثني عليها أولا ، وإذا كانت لها حسنات فلما لا نبرزها قبل أن نتعرض للسيئات .!!!؟
لا يجب أن نهجم على المرء هجوما كاسحا فنظهر سيئاته فقط ، ونبينه وكأنه قد غمس في بحر الإساءة والخطأ غمسا.

بل يجب أن نثني على الجانب الخير لديه ثم نتعرض وبلطف إلى الشيء محل النقد .
كما يجب أن نُُشعر الشخص المنقود أن هذه النقطة ـ محل النقد ـ لا تقلل أبدا من الصورة الجميلة الكلية . وأن نقدنا له غايته أن تراه فوق النقد .

ولقد حدث وأن أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يلفت نظر عبدالله بن عمر رضي الله عنه إلى قيام الليل فقال لأخته السيدة حفصة رضي الله عنها ((نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل) فلما وصلت الكلمة إلى الصحابي الجليل ، لم يترك قيام الليل أبدا . فانظر أخي لقول رسول الله ( نعم الرجل عبدالله) ففيها ثناء وتعريف بفضل الرجل ثم بعد ذلك جاء التنبيه النبوي كأجمل ما يكون .

2. ركز نقدك على إيجاد الحلول:

لا يكفي أن تنقض فقط ، وليس من المستساغ أن تكشف العيوب وتفردها ثم لا تعطي للمنقود رأيا إيجابيا ، إن تركيزك على الحل يشعر الطرف المقابل بصدق نيتك ، وبرغبتك في تميزه وارتقائه .
3. حافظ على احترام الشخص لذاته :

تجنب التعليقات التي تحط من قدر الشخص المنقود ، حاول أن تقول ( رأيي ، وجه نظري ، رؤيتي ) بدلا من ( من الخطأ ، ليس صحيح ، يجب أن ) ، ويجب أن تعلم أخي الكريم أن كلماتنا هي السبب الأول في تقبل الطرف الآخر للنقد أو رفضه ، فاختر الكلمات التي ليس فيها جرح له ولا لكرامته .
4. اجعل الطرف الآخر يشاركك عملية النقد :

قل له ما رأيك في هذا الشيء ألا ترى معي أن هذا ربما يكون أفضل ؟ ، شيء جميل لكنك تمتلك أفضل من ذلك ألست معي ؟
تلك المشاركة تجعل النقد شيئا أشبه بالاقتراح ، وتجعل تقبله أسرع وأيسر .
5. اذكر المزايا دون ذكر لكن :

لكن تنفي ما قبلها !!!!! . والعقل الإنساني مبرمج أن ينتبه عند كلمة لكن ويستعد لسماع الرسائل السلبية ، وكما أسلفنا في النقطة الأولى يجب ذكر المحاسن أولا وبدلا من أن نقول لكن ونذكر النقد نستبدل تلك الكلمة بـ ( و ) أو ( سؤال) .
مثال : مقالك رائع ما شاء الله ، ألا ترى معي أن الإحصائيات الحديثة ستزيده عمقا ؟
بدلا من : مقال جميل لكن تنقصه الإحصائيات الحديثة .

أو : لقد وفقت في عرض سلعتك وأرى أن تذكر له مميزات الضمان فربما تشجعه على الشراء .
بدلا من : جميل طريقة عرضك لكنك أغفلت مسألة الضمان رغم أهميتها .






    رد مع اقتباس