الموضوع: شخصية الساحرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-07-02, 20:36 رقم المشاركة : 13
همس الروح
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية همس الروح

 

إحصائية العضو








همس الروح غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

العضو المميز لشهر يناير

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي رد: شخصية الساحرة


(11) أخلاقك عنوانك
(سوء الخلق سيئة لا تنفع معها كثرة الحسنات وحسن الخلق حسنة لا تضر معها كثرة السيئات ) . يحيى بن معاذ رحمه الله
يقول شاعرنا العربي :

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا

حسن الخلق تاج يوضع على رأس كل مهذب عف اللسان ، حيي الجوارح ، تاج منظور لكل الناس ، يبرق فيخطف لب الأشهاد ، ولما لا والخلق الحسن بضاعة نادرة في هذا الزمان ، وسلوك قل أن تجده وأن تسير في دنيا الناس ، وتتبدى أهميته في حديث رسولنا

(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) السلسلة الصحيحة للألباني ، فنراه وقد جمع رسالته كلها في هذا الهدف الجميل ( مكارم الأخلاق) ولقد عاش عليه الصلاة والسلام فما عُرف عنه سوى دماثة الخلق ، وطهارة القلب ، وعفة اللسان ، فهو الصادق الأمين في الجاهلية ، نبي الرحمة في الإسلام .

ولقد فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء قليل العبادة حسن الأخلاق على المرء كثير العبادة سيء الخلق ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رجل يا رسول الله إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها قال هي في النار قال يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها وأنها تتصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها قال هي في الجنة . قال الألباني ( صحيح) انظر صحيح الترغيب والترهيب .
إننا كثيرا ما نجد أشخاصا يتجنب الناس الاحتكاك بهم خوفا من سوء أخلاقهم ، فيلين لهم الناس في الكلام خوفا من أن ينالوهم بألسنتهم ، وهؤلاء هم اشر الناس عند الله ، ولقد حدث أن استأذن احدهم في الدخول على رسول الله وهو عند السيدة عائشة رضي الله عنها فقال : ائذنوا له بئس أخو العشيرة ، فلما دخل ألان له الكلام !!

فقالت السيدة عائشة : يا رسول الله قلت الذي قلت ثم ألنت الكلام .
قال أي عائشة : إن شر الناس من تركه الناس أو ودعه الناس اتقاء فحشه . قال الألباني : صـحـيـح ( أنظر الأدب المفرد) .

أخي الحبيب : إن حسن الخلق مدخل لمحبة الله ، واستجلاب لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وسبيلك إلى محبة الناس ، ولقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن الخلق بالقرب منه في الآخرة ، ففي الحديث (إن أحبكم إلي وأقربكم مني في الآخرة مجالس أحاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقا الثرثارون المتفيهقون المتشدقون ) (صحيح) انظر صحيح الجامع للألباني .
و الرجل يوم يكون صاحب ثروة طائلة من الصدق والشرف والرحمة والوفاء والعفة فإنه يطمئن إلى أن ثروته هذه ستوطئ له الأكناف ، وتفتح له القلوب وتضيء له النواصي ..

وعلى العكس من ذلك فإن الأخلاق السيئة هي السموم القاتلة، والمهلكات الدامغة، والمخازي الفاضحة، والرذائل الواضحة، والخبائث المبعدة عن جوار رب العالمين، المنخرطة بصاحبها في سلك الشياطين، وهي الأبواب المفتوحة إلى نار الله تعالى الموقدة التي تطلع على الأفئدة. إحياء علوم الدين أبي حامد الغزالي .

إذا أردت أخي الحبيب أن تكون شخصية جذابة فاعمل دائما على تهذيب أخلاقك ، وهذا يتأتى بالنظر المستمر في بنائك الداخلي ،فإننا قلما ننظر على الداخل ، لأن الانشغال بعيوب الناس ، والتشهير بها ، والإسقاط عليها ، لم يدع لنا فرصة في تأمل بنائنا الداخلي ، والأثر يقول : ( طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ) . عمر عبيد حسنة في مقدمة أدب الاختلاف في الإسلام ( والحديث ضعيف جدا انظر صحيح وضعيف الجامع) .
القلة فقط هي التي تنظر في ذاتها ، فتصحح وتقوم وتهذب .. القلة فقط هي التي تتعهد سلوكها وتنتبه إلى الشائن من أخلاقها فتقوم المعوج ، وتُصلح الشاذ .

نقطة أخرى يجب الانتباه إليها ، لأننا ـ وبدون قصد ـ نقع فيها كثيرا ، وهي أن يجرنا أحد الغوغاء ، ساقطي المروءة إلى مستوى أخلاقي ضحل. للأسف هذا يحدث كثيرا ، ونقول بعدها في حسرة هو الذي جرنا إلى هذا بسوء خلقه ، يقول الراشد : ( إننا أصحاب دعوة أيها الأخوة ، ولا يجوز أن ننزل عن مستوى دعوتنا الرفيع إلى حضيض التراشق برديء الكلام ، ولا يعذرنا الله إذا تركنا هذا المستوى العالي ، الذي أكرمنا به بحجة أن غيرنا جرنا إليه ، إذ المؤمن لا يترك درجة من درجات إيمانه باستغوا شيطان أو جهالة جاهل ، بل من الواجب أن نقول : الله اغفر لنا وله ، واهدنا وإياه ، ولا تجعل غضبنا لنفسنا ، ولا في عملنا شيئا من أهوائنا ) محمد أحمد الراشد العوائق .
كيف أهذب أخلاقي ؟؟
الأخلاق تتأتى بالتعود ، وتعهد النفس ، ومراقبة السلوك ، وليس بالطرح المعرفي المجرد .
يقول أبو تمام :

فلم أجدِ الأخلاقَ إِلا تخلقاً ولم أجدِ الأفضالَ إِلا تَفَضُّلا
فالأخلاق ليست شيئا يكتسب بالقراءة والكتابة، أو الخطابة والدعاية، إنها درجة تكتسب بالمعاناة الشديدة، كيف تنتقل من أدنى إلى أعلى؟ كيف تنتقل من الطراوة إلى الصلابة؟ والمرء في هذا الميدان يصنع نفسه، وهو أدرى بما يشتهيه من كسل أو بخل أو خوف... إلخ، فيرسم طريق الشفاء ومراحل الخلاص، ولا يزال يتابع السير، ويغالب العقبات حتى يبرأ من عمله . قرع على بوابة المجد .












    رد مع اقتباس