الموضوع: شخصية الساحرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-07-02, 20:28 رقم المشاركة : 6
همس الروح
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية همس الروح

 

إحصائية العضو








همس الروح غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

العضو المميز لشهر يناير

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي رد: شخصية الساحرة


احترم وجهة النظر الأخرى
كثيرا ما نشتكي من أولئك الذين يسفهون آرائنا ، ونغضب بشدة من أن يصادر أحد حقنا في إبداء رأي أو تبني منهج أو وجهة نظر معينة . لكننا ـ كي نكون منصفين ـ نمارس نفس الخطأ مع الآخرين ، فما أن يهم أحد بمخالفتنا أو إبداء رأي مخالف لرأينا حتى ننتبه فجأة ونشحذ الهمم لدحضه وتسفيه رأيه .
إن إشكالية تبادل الرأي في مجتمعنا العربي سيئة للغاية ، وكثير ما نخسر أناس فقط لأنهم يؤمنون بعكس ما نؤمن به أو لأن تفكيرهم يتعارض مع تفكيرنا .
لقد قضت مشيئة الله تعالى خلق الناس بعقول ومدارك متباينة ، إلى جانب اختلاف الألسنة والتصورات والأفكار ، وكل تلك الأمور تفضي إلى تعدد الآراء والأحكام ، وتختلف باختلاف قائليها ، وإذا كان اختلاف ألسنتنا وألواننا ومظاهر خلقنا آية من آيات الله تعالى ، فإن اختلاف مداركنا وعقولنا وما تثمره تلك المدارك والعقول آية من آيات الله تعالى كذلك ، ودليل من أدلة قدرته البالغة ، وإن إعمار الكون وازدهار الوجود ، وقيام الحياة لا يتحقق أي منها لو أن البشر خلقوا سواسية في كل شيء ، وكل ميسر لما خلق له ( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) ( هود : 118 ـ 119) .



كان صلى الله عليه وسلم ينهى ويشده عن الاختلاف الذي يجر شقاق وخصام يقول صلى الله عليه وسلم (لا تختلفوا فتختلف قلوبكم) (صحيح) انظر صحيح الجامع للألباني . ولقد حدث أن اختلف رجلان من الصحابة في آية وسمعهم النبي صلى الله عليه وسلم فخرج في وجهه الغضب فقال : إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب . رواه مسلم . وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رجلا قرأ وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها فجئت به النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فعرفت في وجهه الكراهية فقال : كلاكما محسن فلا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا . قال الألباني (صحيح) انظر مشكاة المصابيح .

هذا النهي ليس نهيا عن اختلاف الآراء أو وجهات النظر ، كلا فرسول الله rكان اشد الناس حرصا على أن يقول كل شخص كلمته ، بل كان يستمع من أصحابه لآراء ربما كان فيها ما يخالف وجهة نظره ، وكان يؤكد r دائما أنه على استعداد للنزول على القول الحق فنراه يقول r : (لا أقسم على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا كفرت عن يميني ) (صحيح) انظر صحيح الجامع.‌ .
بيد أن نهيه وتحذيره r من أن يكون خلافنا في الرأي مجلبة لشقاق في العلاقة وقسوة في القلب وإيغار في النفس .

نهيه r أن يكون خلافنا خلاف للنفس لا للحق ، وللهوى لا لله .
يقول صاحب الظلال رحمه الله : ( ليس الذي يثير النزاع هو اختلاف وجهات النظر ، انماإنما هو الهوى الذي يجعل كل صاحب وجهة نظر يصر عليها مهما تبين له وجه الحق في غيرها ، وإنما هو وضع الذات في كفه ، والحق في كفه ، وترجيح الذات على الحق ابتداء )






    رد مع اقتباس