هناك مثل يقول : ( طعنة العدو تدمي الجسد و طعنة الصديق تدمي القلب ) لكن... عندما يتحول الصديق إلى عدو لتجتمع الطعنتان و تخترقان الجسد و القلب فيداهمنا التساؤل المرير .. أي بشر قد يتحمل هذا .. ؟ ما أصعب تلك اللحظة التي ينقلب فيها الصديقان كل منهما على الآخر و ضده فيتواجهان بالعداوة و الصراع أتذكر حال يوليوس قيصر بطل روما السابق و أقوى الرجال في عهده و أكثرهم شجاعة .. حين تآمر عليه أعدائه و أغتالوه في مجلس الشيوخ سنة 44 قبل الميلاد .. في تلك اللحظة عندما توجهت له سيوف الغدر بكل قسوة و أنهالت عليه خناجر الأعداء .. فاكتشف مصدوماً أن من بين تلك الخناجر خنجر ( صديقه ) ماركوس بروتس .. و لم يلقي بالاً أو توجعه طعنات الأعداء بقدر ما أوجعته طعنة الصديق و هو ذاهل غير مصدق و قد ترجم حزنه الشديد في بضع كلمات حملت كل معاني الصدمة و كل مرارة الدنيا تجاه غدر الصديق و قال كلمته المشهورة التي خلدها شكسبير في مسرحيته ( حتى أنت يا بروتس ) يقول مثل آخر : ( احذر عدوك مرة و صديقك ألف مرة فإن انقلب الصديق فهو اعلم بالمضرة ) يذهلني هذا المثل الشديد الواقعية .. فالصديق بحكم قربه منك و ثقتك فيه قد يعرف عنك الكثير من الأسرار و الخفايا .. و عندما ينقلب عدو .. يستخدم كل تلك الأسرارالتي حفظها في خزائنه السرية ليحولها إلى طلقات و ذخيرة حية تفتك بك بلا رحمة ليكون كل همه أن ينتصر عليك أيا كان الهدف و الوسيلة .. لأنك ببساطة أصبحت عدوه و ليس صديقه و ما فات قد مات و أخيرا أقف عند تلك المقولة التي راقتني كثيرا : ( الصديق المزيف كالعملة المزيفة لا تكشف إلا عند التعامل ) لكن يبقى السؤال : هل سنتعلم من الدرس و نحذر من الصديق حتى يثبت لنا بالتعامل أنه أهل للثقة ؟ أم سنظل نلدغ من الجحر مرات دون أن نتعلم ؟؟