عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-01, 11:32 رقم المشاركة : 1
أشرف كانسي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أشرف كانسي

 

إحصائية العضو








أشرف كانسي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقب المتميز

الوسام الذهبي

important نجاح الأبناء أهم مشروع يحتاج للتخطيط …






النجاح في الحياة يحتاج لأعداد، يبدأ منذ لحظة التفكير وبأولى خطواته، فمن يريد لأبنه مثلا أن يصبح في المستقبل إنسانا ناجحا ، فعليه أن يدرك أن هذا المشروع يحتاج لتخطيط وجهد ومتابعة منذ الولادة مرورا بسنوات الطفولة والحضانة والمدرسة والجامعة، بل وسنوات العمل بعد الجامعة..

والآباء عادة يخطئون عندما يبررون أخطاء أبنائهم دون البحث عن سبب الخطأ وتحليله من أجل إصلاحه أو التقليل ما أمكن من أثره السلبي أو على الأقل ليكون درسا لعدم التكرار لنفس المبررات السابقة، والجريمة الكبرى التي ينفذها الأهل الميسورون بالذات عندما يعتقدون أن السيولة المادية الزائدة (دون العناء لمصدرها) هي العلاج لكل سلوك خاطىء، لأن ذلك ينمي أركان الشخصية الاتكالية غير المنتجة في داخل نفوس الأبناء.

والمجتمع هو ضحية التنشئة الخاطئة، للابناء والتي لا يمكن إصلاحها باعتبارها أصبحت وقفا مكونا رئيسيا من ملامح الشخصية وواقعها، ويكون هذا الواقع مدمرا لو كان هذا الابن المدلل وحيدا أو تفرض وحدته على العائلة، فيصبح سلوكه الخاطىء صحيحا بقوة الموقع العائلي أو المالي أو الاجتماعي أو لأي سبب آخر، والمحصلة واحدة لنعيش فصلا آخر من فصول المعاناة وكأنها قدر كتب لنا في سنوات العمر المقدرة وكأن في العمر سنوات احتياط قد نضحي بها عن طيب خاطر.

جدل التميز والتفرد
أصعب أمور الحياة والتي تفقدها لمحات من رونقها هو أمر التفرد، والأمثلة على ذلك قائمة طويلة تحتاج لكتاب كامل لسرد أمثلتها، وسأذكر بعضا منها يمثل واقعا حقيقيا في بلادنا، لأحاول أن أجتهد بقرع الجرس وطرح أفكار الحلول بشكل عام ودون الدخول في التفاصيل الخاصة لأي مجال.

فمثلا بعد نجاح مطعم معين وتفرده في تقديم خدماته التي تنال شهادة الرضا من حيث الجودة والنوعية والسعر وطبيعة الخدمة، لتجد في أجندة المالك بعد تردد الزبائن أن يحدث تغيرات بعد فترة، تفسر للبعض منا أنها علامة تميز فيصبح الحجز المسبق شرطا وكأن المأكولات التي تقدم لا تحتوي أساسا على اللحوم والخضار، ويصبح السعر المفروض والخدمة بثوبها الجديد ضمن حزمة خدماتية تحت المراقبة المسؤلة في ظاهرها، وتحت واقع الكسب المادي المضاعف بغير منطق في حقيقتها.

ومع كل أسف تجدنا نقف في طوابير الانتظار لننال شرف الدخول لذلك المكان فنفاخر وقد نسينا أو تناسينا أننا الأساس لنجاح هذا المشروع، وبدون ترددنا عليه سيغلق بشهادة فشل ذريع، لأن حصولنا على هذه الخدمة الغالية والمبالغة بكل الأعراف والمقاييس هي بثمن ندفعه من مالنا الخاص، وعليه فإن تغير السلوك والتفكير من المستهلك سيجبر صاحب المؤسسة على الالتزام بدرجات الأمانة والاحترام، ووجود التنافس سيمنع الاحتكار، وسيكون أمرا ملزما بقانون الاستمرارية للاختيار، وعليه ستوزع الرواد والمرتادين على أكثر من مكان حسب درجات القناعة والاطمئنان.

الشهرة والصيت ومفهوم المنافسة
هذا الحال لا يختلف في بلادنا عندما يذيع صيت الشهرة لشخص في مهنته أو مؤسسة ما في خدمتها، فيصبح السلوك انفراديا بعد أن يرتدي المالك نظارات تحجب الرؤية، لاعتقاده أنه الأوحد على تقديم الخدمة، أو بحكم قوة القانون التي تحصر الخدمة في شخصه إلزاما، وهذا منطق خاطىء يتنافى مع عصر المنافسة والإبداع، مهما كانت الظروف والقوانين التي أفرزته، لأن نظرية الاستفراد والاحتكار في أي مجال هي نظرية خاطئة فاشلة، حيث أن دروس التاريخ لمن يستعرض فصول التاريخ ليتعض بها قد برهنت أن التنافس يولد القوة، ويفجر الطاقات، وينتج الثمار التي تزهر في كل أركان الدولة، ومثالنا الأكبر في الأردن على واقع خدمات الاتصالات الخلوية عندما كانت محتكرة في بداياتها لشركة واحدة، وبعد أن أصبحت اليوم سوقا مفتوحة لمن يقدم خدمة أفضل ليستقطب الشريحة الأكبر من المجتمع.

فاحتكار شركة ما في حق استيراد سلعة خدماتية ومهما كانت طبيعتها وبحكم القانون يعتبر تلزيما ربحيا وغير مبرر، حيث تفرض الخدمة على المستهلك بكل أركانها، وهذا يتنافى مع مبدأ التجارة الحرة بمفهومه الأصلي فولادة الاحتكار كانت لظرف ما في الزمن السابق، والزمن قد تغير اليوم، حيث أن المواطن ما زال يجد نفسه في زاوية الالتزام بشراء هذه الخدمة من شركة الاحتكار فيدفع دون أن يسأل .

وليس من باب الصدفة اختفاء علاج ضروري وحصري يستخدم لمرض معين لخلاف على السعر بين وزارة الصحة وصاحب مستودع محتكر لاستيراد العلاج، وعلى المريض أن يختار مرغما خسارة قصرية في واحد من أمرين: خسارة في صحته بعدم تلقي العلاج أو خسارة في صحته وماله بدون مبرر، ومنطق الاختيار لو عاش المريض يفرض عليه الخيار الثاني حتى تثرى جيوب الآخرين بدون وجه حق.

و من يقلب صفحات تاريخ القرن العشرين في عقودها الأخيرة يدرك جيدا أن التنافس في جذب الزبون والمشاهد يجعل اللعبة أمتع وأحلى، ويجعل الأمل بالنتيجة أقوى، فالنتيجة المحسومة لأي مباراة كانت رياضية أم اجتماعية أم سياسية، تفقد المباراة مفعول الشوق والمتابعة والمتعة كمن يشاهد شريط الإعادة في اليوم التالي بعد معرفة النتيجة، والأسوأ ان يصبح المواطن يمارس دور الكومبارس في لعبة الحياة وهو دور لا قيمة له.





التوقيع




" أن تنتظر مجرد الثناء على فعلك التطوعي، فتلك بداية الحس الإنتهازي ''
محمد الحيحي

    رد مع اقتباس