عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-05-13, 11:20 رقم المشاركة : 19
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: مواعض للغافلين. اخترتها لكم يا أهل منتديات الأستاذ


وقال رحمه الله واعلم أن لسوء الخاتمة أعاذنا الله منها أسبابًا ولها طرق وأبواب أعظمها الإقبال الاكباب على الدنيا، والإعراض عن الآخرة، والإقدام بالمعصية على الله جل وعلا وتقدس.
وربما غلب على الإنسان ضربٌ من الخطيئة ونوعٌ من المعصية وجانب من الإعراض عن الله والدار الآخرة، ونصيبٌ من الافتراء، فملك قلبه وسبى عقله، وأطفأ نوره، وأرسل عليه حجبه.
فلم تنفع فيه تذكرة، ولا نجعت فيه موعظة، فربما جاء الموت على ذلك فسمع النداء من مكانٍ بعيدٍ فلم يتبين المراد ولا علم ما أراد، وإن أعاد عليه وأعاد.
ويروى أن أحد رجال الناصر بن علناس، نزل به الموت فجعل ابنه يقول له: (قل لا إله إلا الله) فقال الناصر يا مولاي، فأعاد عليه، فأعاد ثم أصابته غشية فلما أفاق منها قال الناصر أمولاي، ثم قال لابنه يا فلان الناصر إنما يعرفك بسيفك فالقتل ثم القتل ثم مات.
وقيل لآخر قل لا إله إلا الله عندما نزل به الموت فقال الدار الفلانية أصلحوا فيها كذا، والجنات الفلانية افعلوا فيها كذا، وقيل لرجلٍ نزل به الموت (قل لا إله إلا الله) فجعل يقول بالفارسية ده يا ازده تفسير عشرة أحد عشر اثنا عشر كان هذا الرجل من أهل العمر والديوان فغلب عليه الحساب والميزان.
وقيل إن رجلاً نزل به الموت فقيل له قل لا إله إلا الله فجعل يقول:
يا رُبَّ قائلةٍ يَوْمًا وقد تَعِبَتْ


أيْنَ الطَّرِيقُ إلى حمام مَنْجَابِ



وهذا الكلام فيه قصة وذلك أن رجلاً كان واقفًا على باب داره وكان باب داره يشبه باب الحمام فمرت امرأة لها رونق ومنظر خلاب وهي تسأل عن طريق حمام منجاب.
فقال لها هذا حمام منجاب وأشار إلى داره فدخلت داره ودخل ورائها فلما رأت نفسها معه في داره، وليست بحمام علمت أنه خدعها فاحتالت عليه بأن أظهرت له الفرح والبشر باجتماعها معه على تلك الخلوة في تلك الدار.
وقالت ينبغي أن يكون عندنا ما يطيب به الاجتماع وتقر به عيوننا ففرح وقال الساعة آتيك بكل ما تريدين وما تشتهين.
وخرج وتركها في الدار، وظن أنه أغلق عليها الباب، ومضى وأتى بما يصلح لهما ورجع ودخل الدار فوجدها قد خرجت وذهبت ولم يجد لها أثر.
فهام الرجل بها وذهبت بلبه فأكثر الذكر لها والحزن والجزع عليها وجعل يمضي في الطرق ويقول:
يا رُبَّ قائلةٍ يَوْمًا وقد تَعِبَتْ


أيْنَ الطَّرِيقُ إلى حمام مَنْجَابِ



ومر من عند بيتها وهو ينشد هذا البيت وإذا بها تجاوبه من داخل دارها وتقول بصوت سمعه:
هَلا جَعَلْتَ سَرِيْعًا إذْ ظَفِرْتَ بِهَا
إنْ يَنْفَذَ الرِّزْقُ فالرَّزَاقُ يَخْلِفُهُ


حِرْزًا عَلَى الدارِ أَوْ قُفْلاً عَلى البابِ
والعِرْضُ مِنْ أيْنَ يَا مَغْرُوْرُ يُنْجَابُ



فلما سمع ذلك جعل يردد ذلك ومات.
وقيل لآخر فل لا إله إلا الله فجعل يهذي بالغناء وقال وما ينفعني ما تقول ولم أدع معصية إلا ركبتها ثم مات.
وقيل لآخر قل لا إله إلا الله فقال وما يغني عني وما أعلم أني صليت لله صلاةً ثم مات ولم يقلها.
وقيل لآخر قل لا إله إلا الله فقال هو كافرٌ بما تقول ومات.
وقيل لآخر قل لا إله إلا الله فقال كلما أردت أن أقولها فلساني يمسك عنها.
وقال ابن القيم رحمه الله أخبرني من حضر بعض الشحاذين عند الموت فجعل يقول لله فليس، لله فليس فمات.
وأخبرني أحد التجار عن قريبٍ له احتضر وهو عنده فجعلوا يلقنونه (لا إله إلا الله) وهو يقول هذه القطعة رخيصة هذا مشتري جيد.
وسبحان الله كم شاهد الناس من هذا عبرا والذي يخفى عليهم من أحوال المحتضرين أعظم.
وإذا كان العبد في حال حضور ذهنه وقوته وكمال إدراكه قد تمكن منه الشيطان واستعمله بما يريده من المعاصي.
وقد أغفل قلبه عن ذكر الله تعالى وعطل لسانه عن ذكره وجوارحه عن طاعته فكيف الظن به عند سقوط قواه واشتغال قلبه بما هو في من ألم النزع.
وجمع الشيطان له كل قوته وهمته وحشد عليه بجميع ما يقدر عليه لينال منه غرضه فإن ذلك آخر العمل.
فأقوى ما يكون عليه الشيطان ذلك الوقت وأضعف ما يكون هو في تلك الحالة "أي حالة نزع الروح".
فمن ترى يسلم على ذلك فهنالك ]يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ[.
فكيف يوفق لحسن الخاتمة من أغفل الله قلبه عن ذكره واتبع هواه وكان أمره فرطًا.
فبعيدٌ من قلبٍ بعيدٌ من الله غافلٌ عنه متعبدٌ هواه مصيره لشهواته ولسانه يابسٌ من ذكره وجوارحه معطلةٌ من طاعته مشتغلةٌ بمعصيته فبعيدٌ أن يوفق لحسن الخاتمة، انتهى كلامه رحمه الله.
ونقل عن شارب الدخان أنه كلما قيل له قل لا إله إلا الله قال تتن حار تتن حار.
ونقل عن بقال أنه كان يلقن عند الموت كلمتي الشهادتين فيقول خمسة ستة أربعة فكان مشغولاً بالحساب الذي طال له إلفه فغلب على لسانه ولم يوفق للشهادتين.
ويخشى على صاحب المعاصي والمنكرات ومتخذي آلات اللهو من شطرنج وأعواد وأوراق لعب وبكمات واصطوانات وكرة ومذياع وتلفزيون وفيديو وسينما وصور ذوات الأرواح.
أن يكون مشغولاً بها في آخر لحظة من حياته فيكون ختام صحيفته والعياذ بالله ما نطق به لسانه من ما يأتي فيها من المنكرات من أغاني وصور وتمثيليات ونحو ذلك نسأل الله أن يعصمنا وإخواننا المسلمين منها وقال رحمه الله واعلم أن سوء الخاتمة أعاذنا الله وإياك وجميع المسلمين منها لا تكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه، وإنما تكون لمن كان له فساد في العقل وإصرار على الكبائر وإقدام على العظائم.
فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة ويثبت عليه قبل الإنابة ويأخذه الموت قبل إصلاح الطوية فيختطفه الشيطان عند تلك الدهشة والعياذ بالله ثم العياذ بالله أن يكون لمن كان مستقيمًا لم يتغير عن حاله ولم يخرج عن سنته.
قال الله تعالى: ]إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ[ الآية وقد سمعت بقصة بلعام بن باعوراء وما آتاه الله من آياته وأطلعه عليه من بيناته "أخلد إلى الأرض واتبع هواه" فسلبه الله سبحانه جميع ما أعطاه وتركه مع من استماله وأغواه.
اللهم أنك تعلم سرنا وعلانيتنا وتسمع كلامنا وترى مكاننا لا يخفى عليك شيءٌ من أمرنا نحن البؤساء إليك المستغيثون المستجيرون بك نسألك أن تقيض لدينك من ينصره ويزيل ما حدث من البدع والمنكرات وتقيم علم الجهاد وتقمع أهل الزيغ والكفر والعناد ونسألك أن تغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمدٍ وآله وصحبه أجمعين.





التوقيع

إذا الشّعب يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستقيم البشر
و لا بد للجهل إن ينجلي **** و لا بد للعلم أن ينتشر
و لا بد للشعب أن يرجع **** إلى عز دين به ننتصر
إلى رحب شرع إلى مسجد **** إلى نور علم به مزدجر
إلى سنة النبي المصطفى **** ففيها الهدى و الضيا و الدرر
... إلى نور قرآننا المنزل **** رسول كريم به قد نزل
إلى شرعة ربنا السمحة **** ففيها النجاة و فيها الضّفر
و فيها الخلاص و فيها المناص **** من الظلمات و من كل شر
فيا شعب إسلامنا الماجد **** أنيبوا و عودوا إلى مقتدر
و توبوا إلى الله كي تفلحوا **** و تنجوا و إلا فبئس المقر

    رد مع اقتباس