ينتقل بنا سبحانه في سورة البقرة ليذكرنا بالقوم المنافقين الذين كفروا ولم يهتدوا ، واورد لنا مجموعة من الامثلة تدل على نتيجة اعمالهم.
سبحان الله الهذه الدرجة عقل الانسان وقلبه جحود بمن خلقه وفي احسن صورة صوره ، نعم والله وحده يدرك حقيقة خلقه لذلك يعود سبحانه في الايات التالية ليذكر عباده بفضائل خلقه على الانسان ، من سماء وارض وماء هذا الثلاثي العجيب الذي يثمر رزقا من عند الله وجحودا من الكفار الذين يتخذون لله اندادا وهم يعلمون ، ولكنه سبحانه يذكرهم وينذرهم بنار جهنم ، كما يبشر المؤمنين بجنات النعيم .
اتلو واتلو والاحساس يراودني لاجد نفسي امام محدث قريب يضع امامي احداث ويجسدها : هناك سعادة وبشرى وهداية واطمئنان للمؤمنين وهناك وعيد وتهديد للكفار والمنافقين ، وهناك تذكير للخلق ولجميع الناس انه جعل الانسان خليفة في الارض ، وعلمه الاسماء كلها بعدما عجزت الملائكة عن ذلك .
ثم ينتقل سبحانه لتوضيح المكانة التي منحت لادم ، فبعد الخلق والعلم منحه المقام الخالد بالجنة ووضع له شرطا اساسيا بعدما نبهه الى عدوه الشيطان الرجيم الذي رفض السجود له استكبارا فكان من الكافرين .
هنا تاتي مرحلة اخرى من الاحداث فبعدما غضب الله من ادم واخرجه من الجنة ونبهه الى العدو الرجيم نجد الانسان يطغى ويكفر سبحان الله لذلك ياتي النذير والوعيد "والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون " .
قادني احساسي الى نزول السورة الكريمة على الرسول الامين محمد صلوات الله عليه وسلم وكيف خاطبه جل وعلى واخبره بهذه الاحداث بدءا بالذكر الحكيم والاتباع من المؤمنين او المنافقين والكفار المشركين وبين لنا الامثال للتوضيح وللقضاء على الكفر والضلال ، ثم عاد سبحانه ليخبرنا بخلق الانسان والسماوات والارض وينعم علينا بفضائل خلقه فيعاقب الكفار بنار جهنم ويبشر المؤمنون بجنات النعيم، وقد كانت الاحداث تنزل بترتيب عجيب وتصوير يجعلك تتامل وتستنتج وتتيقن بصدق الاحساس ان الله حق وان الجنة حق و النار حق والويل كل الويل للقوم الكافرين .