عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-10-28, 00:48 رقم المشاركة : 1
oustad
هيئة التشريع سابقا
مراقب عام سابقا
إحصائية العضو







oustad غير متواجد حالياً


افتراضي اللغة مستقلة عن الانسان.



أعتبر اللغة مستقلة عن الانسان، كيف ولماذا؟,إنها لم تظهر مع الانسان الصانع:L'Homme Fabien,ولا أستطيع أن أعتبره مفكرا لمجرد صنع أداة.كما يفعل هنري برغسون,حين يقول بأن توجيه التجربة الراهنة نحو الاستفادة من التجارب السابقة,يعد في حد ذاته بداية للاختراع,ولو أنه يشير إلى التراكم النوعي للتجربة الانسانية,ويعطيها بعدا تاريخانيا..إن صناعة الأدوات ,لم يكن نتيجة مباشرة للفكر,بل كان في رأيي المتواضع نتيجة ضرورة بيولوجية ملحة,تتمثل في ضعف الانسان أمام الطبيعة,ضعف كان حافزا لتدارك النقص,فلأنه لا يتوفر على مخالب وأنياب ,قام بصنع عصا,وشد إليها حجرا,ولأنه لا يتوفر على على صوف أو وبر صنع معطفا من جلد الحيوانات,كان مجرد نشاط كرد فعل طبيعي إزاء المحيط المحفز. .إن اللغة-الفكر لم تظهر إلا مع الانسان العارف:L'Homme Sapien.ولهذا سمي كذلك,لأنها ما يفصله نوعيا عن باقي الأنواع.
إننا نعرف متى وأين بالضبط ظهرت الكتابة لأول مرة في تاريخ البشرية,لكن لا أحد يستطيع تحديد متى وأين ظهرت اللغة المتمفصلة,التي تعني انتظام الحروف والكلمات.
يستطيع الببغاء ترديد بعض الحروف وتقريبا كلها مما يسمع,لكن هل يستطيع تكوين جملة مفيدة؟
إن أمم الحضارات القديمة نفسها لا تعرف متى بدأت اللغة,لدرجة أنهم أضفوا عليها طابعا أسطوريا واعتبروها من مخلوقات الآلهة,و أنها أصلا من اختصاصها,و لم يتعلمها البشر إلا من الآلهة.وكل هذه الهالة من الغموض و الأشكلة,هي ما جعل اللغة قرونا فيما بعد,أحد أعوص المواضيع الفلسفية,وتم اعتبارها للسبب نفسه,مستقلة عن إرادة الأفراد,لا تتطور إلا من خلال اللاشعور الجماعي,وليس من خلال التوافقات الشعورية والاتفاقات الإرادية,سأشرح بأمثلة:لماذا سمي الإبريق إبريقا؟ والكأس كأسا؟....لا أحد يملك الجواب. ولنحاول الآن خلق لغة جديدة,ولنسم الابريق مكنسة على أن يحتفظ بنفس الدلالة,نغير الاسم فقط.ولنسم المكنسة مائدة....وهكذا...هل نستطيع فرض هذا النظام الدلالي الجديد؟بالطبع لا!.هل نستطيع أن نحدد أول شخص مغربي,قام بإدخال عبارة:chambre à air الفرنسية لتصبح متداولة في اللسان الدارج ب: الشامبرير؟ طبعا لا نستطيع.لنحاول الآن تغيير قواعدها,ولنجر الفاعل ولنجزم المفعول به....وهكذا.....هل نستطيع كل هذا؟بالطبع لا ,والسبب بكل بساطة هو لأن اللغة مستقلة عن الأفراد,وحالات الوعي.
وهذا يتوافق تماما,في الفكر الإسلامي,مع فكرة الخلق.أي انها من ضمن ما خلق الله,( إنما الحروف أمم أمثالكم).
إنها نسق ونظام من القواعد يفرض نفسه على الأشخاص.بالضبط كالوظائف الإجتماعية,فكوني ابن لأب أو أب لابن ,أو خال أو عم لأحدهم,لا يعني أن هذه الوظيفة الإجتماعية موجودة بوجودي.إنها وظائف تتسم بالوجود القبلي السابق عن وجود الأفراد.
أستنتج وألخص,وعفوا على الإطالة: الحروف والكلمات المركبة منها، مجرد أدوات بين أيدينا.وكل منا مسؤول عن طريقة توظيفها.
وهو ما يفضي إلى الاستنتاج الثنائي العلاقة:الانسان-الفكر (وليس اللغة-الفكر).
عفوا ,لا أقصد تقديم عرض أو درس فلسفي,وإنما أقصد الإفادة والاستفادة, وما زلت تلميذا يتعلم.وفوق كل ذي علم عليم.






التوقيع

هدية لسعيدة السعد، وفضيلة الفضل، ألف مبروك على الشفاء.
http://www.youtube.com/watch?v=g-i3X...eature=related

لِأَجْلِكِ الرُّشْدُ، شِعِرٌ جابِرُ *****عقْلٌ رَزانٌ، وفِكْرٌ عامِرُ.


صَدْعًا بِحَقٍّ، بِصَوْتٍ جاهِرُ *****صُبْحًا بِجِدٍّ، وَ ليْلًا ساهِرُ.

بِنْتُ الرّشيدِ ابنِ رُشْدَ سُلالةً*****أيْ، جودُ عِلْمٍ، حِجاجٌ باهِرُ.

~ La Femme est un homme amélioré ~
آخر تعديل oustad يوم 2009-12-17 في 01:06.
    رد مع اقتباس