الموضوع: القصد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-10-27, 20:10 رقم المشاركة : 2
bermuda
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







bermuda غير متواجد حالياً


افتراضي رد: القصد


أشكر الأخ oustad جزيل الشكر على اثارته للموضوع. ولا شك أن من شأن الحوار أن يسمح لكل منا أن يوضح لنفسه ولغيره بعض القضايا التي لا بد وأن تظل مستعصية في مثل هذا الموضوع. لا بد وأن أشير في البداية إلى أن الدافع الذي حثني على المشاركة هو توضيح مسألة العلاقة بين القصدية و الوعي.متضادان بينهما علاقة.ثم مسألة القصدية كما يراها "هوسرل".
من أجل هذا عرجت على المسألة بالعودة إلى مفهوم القصدية، غير قاصد من ذلك خلخلة لمفهوم الوعي، إذ أنني أدرك قصور المساهمة الفينومنولوجية في ذلك، وإنما محاولة لاستبعاد كل نزعة ذهنية mentalisme . ولا يخفى ما ساهمت به فكرة القصدية من القيام ضد كل "نزعة ذهنية"، بل و كل نزعة "سيكولوجية". سعى هوسرل إلى أن ينبهنا أننا "لا نستطيع أن نذيب الأشياء في الوعي"، وأن الوعي، كما أوضح سارتر، خروج واندفاع.. إنه فيزياء وقذف وانفجار وليس بيولوجيا وتغذية والتهام: " فإذا حدث ما لا يمكن حدوثه ودخلتم في وعي ما يأخذكم الدوار ويقذف بكم إلى الخارج… لأن الوعي لا داخل له… وإن هروبه الدائم هذا ورفضه أن يكون جوهرا، ذلك هو ما يجعل منه وعيا. تصوروا الآن سلسلة مترابطة من الانفجارات تنزعنا عن ذواتنا، ولا تترك لذواتنا الوقت كي تتشكل خلفها، بل على العكس من ذلك، ترمي بنا من ورائها في غبار العالم الجاف، فوق الأرض الصلبة، وبين الأشياء، تصوروا أننا ألقي بنا هكذا، عندئذ تكونوا قد أدركتم معنى القصدية..: كل شيء موجود في الخارج، كل شيء، حتى نحن أنفسنا، في الخارج، في العالم ، بين الآخرين، إننا لا نكتشف أنفسنا في عزلة ما، بل في الطريق، في المدينة، وسط الجماهير، شيئا بين الأشياء، أناسا بين البشر". الإنسان "برّا".
أما القول بحدود مفهوم القصدية، و بأن الوعي لا يمكن مع ذلك أن يُعرّف بقدرته الانعكاسية، وبقدرته على أن يَعرف ذاته في شفافية حضوره لنفسه، وبأنه لغز وغموض و لاوعي، و أنه بالتالي جهد وحركة وغزو، فتلك مسائل أخرى لن نتبينها إلا بالتفتح على " فلسفات الشك" من تحليل نفسي و ماركسية.







    رد مع اقتباس