كي تكون من صناع التأثير أتقن صنعة د. علي الحمادي سؤال ملح يطرح نفسه علينا باستمرار: ماذا نملك ليحترمنا الآخرون و ليقتنعوا بنا و ليتأثروا بما عندنا؟ إذ من لا يملك مهارة ولا يتقن صنعة فأنى له التأثير؟! و كيف يمكنه صناعة الحياة؟! إن إتقان علم من العلوم و التخصص الدقيق فيه كان سمت علمائنا و أسلافنا الفطاحلة الأفذاذ، بل إن بعضهم كان يتقن العديد من الفنون و العلوم، بل و كان يبدع فيها و يكون له فيها العديد من المؤلفات و التصانيف. و لكي تتقن صنعة و تتمكن من مهارة فإني أوصيك، بعد أن أوصي نفسي، بتسعة أمور رئيسة، و هي: 1) تفرغ لهذه الصنعة، و أعطها جزءاً كبيراً من وقتك و همك وتفكيرك. 2) اقرأ كثيراً فيما يتعلق بهذه الصنعة أو بتلك المهارة. 3) احرص على حضور الدورات التدريبية و المؤتمرات المحلية و الملتقيات الدولية و غيرها من الندوات و المحاضرات الخاصة بهذه الصنعة. 4) جاس خبراء هذه الصنعة و عمالقتها، و استفد مما عندهم، و أكثر من محاورتهم و استشارتهم. 5) تابع ما يتم طرحه في هذه الصنعة و ابحث عن آخر مستجداتها في العالم. 6) استمع إلى الأشرطة السمعية و البصرية الداعمة لهذه الصنعة. 7) تكلم كثيراً عن صنعتك، و احرص على إفهامها و تعليمها للآخرين، إذ أن تعليم الآخرين يعد من أحسن أساليب تعليم و تطوير الذات. 8) اكتب ما تجيده عن هذه الصنعة، سواء على شكل مقال أو كتاب أو بحث علمي أو غير ذلك. 9) احرص على أن تبدع في هذه الصنعة و أن تضيف إليها شيئاً جديداً، و في هذا يقول مصطفى صادق الرافعي رحمه الله: من لم يزد شيئاً في هذه الدنيا فهو زائد عليها. دعوني أقترح لكم على سبيل المثال لا الحصر، خمسين من التخصصات و المهارات و الصنائع التي يمكن بها الأثير على الآخرين، و هي كما يلي: (1) الوعظ و الخطابة. (2) العلاقات الأسرية و الإصلاح الاجتماعي. (3) التجارة و المال. (4) التدريب وفنون الإلقاء. (5) التحليل السياسي. (6) تقديم البرامج التلفزيونية المثيرة. (7) الكتابة الصحفية. (8) العمل الخيري و فنون التبرعات. (9) تأليف الكتب. (10) الإبداع و التفكير الابتكاري. (11) تحليل الشخصيات و دراسة النفسيات. (12) التاريخ. (13) مهارات التفكير. (14) التمثيل و العمل المسرحي. (15) إدارة المؤتمرات. (16) النشيد الإسلامي. (17) الاقتصاد الإسلامي. (18) السياسة الشرعية. (19) أصول الفقه. (20) الفقه والأحكام. (21) الحريات و حقوق الإنسان. (22) الإعلام و فنونه. (23) تعليم الناس الخير و تربيتهم على الخلق و القيم السامية. (24) التخطيط الاستراتيجي. (25) النجاح و عاداته و أدواته و فنونه. (26) الجودة الشاملة و الخدمة المتميزة. (27) فنون التعامل مع الناس. (28) فقه الأولويات. (29) فنون الحوار والإقناع. (30) شبكة المعلومات (الأنترنت). (31) تكنولوجيا المعلومات. (32) القيادة و فنونها. (33) الخط و فن الكتابة. (34) النظام العالمي الجديد. (35) العمل الإسلامي و الدعوة إلى الله. (36) الرقائق و إحياء القلوب. (37) الكون وملكوت الله و الأجرام السماوية. (38) عجائب البحار و المحيطات. (39) دعوة غير المسلمين. (40) الأحياء و مخلوقات الله. (41) الكراتيه و الجودو و فنون الدفاع عن النفس. (42) فنون تربية الأبناء. (43) فنون و مهارات التعامل مع الأطفال الصغار. (44) فنون ومهارات التعامل مع المراهقين. (45) العمارة و الفن الراقي. (46) العمل النقابي. (47) الإنتاج الفني (كاسيت، فيديو، سي دي، إلخ) (48) الشعر. (49) كتابة القصص و الروايات. (50) العولمة و آثارها. وليس غريباً علينا أن نسمع برنارد شو الكاتب الإيرلندي الكبير يقول: لقد وضعت دائماً دين محمد صلى الله عليه و سلم موضع الاعتبار السامي بسبب حيويته العظيمة، فهو الدين الوحيد الذي يلوح لي أنه حائز أهلية التمشي مع أطوار الحياة المختلفة، بحيث يستطيع أن يكون جذاباً لكل زمان و مكان.