عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-04-14, 07:29 رقم المشاركة : 1
نور اليقين
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
 
الصورة الرمزية نور اليقين

 

إحصائية العضو







نور اليقين غير متواجد حالياً


وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

c1 هو رابح ما دام ينتظر.....



دق عامل الأدوات الصحية باب (الفيللا) فتح له الحارس وأدخله إلى غرفة الديوانية وقال له : انتظر قليلاً فسيدتي مشغولة في المطبخ وسأخبرك حين تنته لتقوم بإصلاح صنبور المياه .
قدم الخادم كأس عصير بارد للعامل الذي جلس ينتظر متململاً شرب كأس العصير الذي خفف من بعض ضيقه دون أن يزيله تماماً...مرت الدقائق دون أن يدعى العامل إلى المطبخ لإصلاح الصنبر زاد ضيقه وتوترت أعصابه بعد أن مضت نصف ساعة على انتظاره .
أحيراًجاءه الفرج حين فتح الخادم باب الديوانية وهو يقول للعامل :
هات عدتك وتعال حملها العامل وتوجه إلى المطبخ حيث قام بإصلاح الصنبور في عشر دقائق.
دخل صاحب (الفيللا) إلى المطبخ وألقى نظرة اطمأن بها على حسن إصلاح الصنبور التفت الى العامل وقال له:كم حسابك...؟ قال العامل : خمسة دنانير أخرج الرجل من حافظة نقوده واختار منها ورقة نقدية من فئة العشرين ديناراًوناولها العاكل الذي قال حين شاهدها : لا أحمل مالاً حتى أرد لك الباقي ..! رد الرجل :هذه العشرون كلها لك ...!دهش العامل وقال : لكنني لم أطلب سوى خمسة ..!
رد الرجل : لقد استغرق إصلاحك للصنبور عشر دقائق طلبت عليها خمسة دنانير وجلست تنتظر ثلاثين دقيقة كنت تستطيع خلالها إصلاح ثلاثة صنابير أخرى وكل إصلاح بخمسة فيكون المجموع عشرين ديناراً.
رد العامل مسروراً : هذا كرم منك يا سيدي وإني لأرجو أن تسامحني على مشاعر الضيق والتبرم التي راودتني وأنا جالس في الديوانية.
قال الرجل : لو كنت تعلم أني سأعطيك عن فترة انتظارك ... أكنت تضيق وتتبرم ..؟
رد العامل : لا والله يا سيدي..!!
أردت بهذه الحكاية الرمزية أن أذكر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم <...ولايزال-أي المسلم-في صلاة ما انتظر الصلاة > كما رواه البخاري.
وحديثه صلى الله عليه وسلم <<... فإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه >> كما رواه مسلم .
فهذا الحديث الشريف يصحح تصرف وتصور اثنين من المصلين :
1. المصلي الذي يتأخر عن اللحاق بالصلاة انشغالاً بعمل أو غيره ظناً منه أن الأجر قاصر على الصلاة وحدها. بينما الحديث يوجه إلى أن الأجر يبدأ منذ بدء المسلم في انتظار الصلاة ومن ثم إذا صحح هذا المسلم تصوره فإنه سيصحح تصرفه فلا يتأخر في اللحاق بالصلاة ويحرص على التوجه إلى المسجد أبكر من قبل.
2. المصلي الجالس بانتظار الصلاة لكنه يتململ من تأخر المؤذن في إقامتها أو من تأخر الإمام في الحضور للصلاة بالمسلمين فلعله إذا تذكر أنه ينال أجر المصلي بانتظاره هذا لما تململ ولما ضاق بل اطمأن وفرح بالأجر الذي يكتب له طوال انتظاره الصلاة
.
(محمد رشيد العويد)






    رد مع اقتباس