عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-03-18, 21:40 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي مائدة مستديرة: المسرح في الجامعة المغربية.. التحولات الراهنة والآفاق المستقبلية


مائدة مستديرة: المسرح في الجامعة المغربية.. التحولات الراهنة والآفاق المستقبلية

بيان اليوم

بيان اليوم : 18 - 03 - 2011


بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، تنظم فرقة البحث في المسرح والدراما بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، بشراكة مع المركز الدولي لدراسات الفرجة والمديرية الجهوية للثقافة بجهة طنجة تطوان مائدة مستديرة، تحت شعار «المسرح في الجامعة المغربية، التحولات الراهنة والآفاق المستقبلية»، وذلك يوم الجمعة 25 مارس الجاري، برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال. يليها تقديم آخر إصدارات المركز الدولي لدراسات الفرجة: «الجسد في المسرح» لحسن المنيعي، «سيدنا قدر» لمحمد قاوتي، «المسرح والدولة» لعز الدين بونيت، «حسن المنيعي ومسارات النقد المغربي والعربي» لمجموعة من الباحثين، «الفرجة الخاصة بالموقع» لمجموعة من الباحثين (منشورات كلية الآداب بتطوان) وذلك يوم السبت 26 مارس، برواق الفنان المكي مغارة بتطوان
وبالمناسبة أعدت اللجنة المنظمة ورقة فكرية، نورد نصها كما يلي:
يمكن أن نتحدث اليوم عن حضور متعدد الأبعاد للمسرح داخل الجامعة المغربية. فهناك الدرس المسرحي الأكاديمي؛ وهناك البحث العلمي حول الموضوعات المتعلقة بالمسرح؛ وهناك مساع حثيثة لإرساء ممارسة مسرحية مسترسلة، هاوية في طابعها، وأحيانا تتسم بالسذاجة من جانب ا لمنجز المسرحي الذي يترتب عليها.
لكن، هل هذا الوضع كاف للقول إن المسرح الجامعي قادر على الإسهام في الدينامية العامة للجامعة، والتأثير في الحقل الثقافي خارجها، وتسهيل انخراطها الملموس في محيطها الذي ما فتئت تحلم منذ عقدين بأن تكون متفاعلة معه؟ يظل الدرس المسرحي، كما الممارسة المسرحية الجامعيان، في كل الحالات هامشيين في الوسط الجامعي، مفتقرين إلى الطابع المؤسسي، الذي يجعل منهما درسا وممارسة ينتسبان حقا إلى الجامعة كمؤسسة محددة الأركان: فنحن لا نعثر على وثيقة واحدة رسمية تبين رؤية القائمين على الجامعة إزاء هذا الكائن الذي يقيم داخل حرماتها، والوسائل والإجراءات التي تعتمدها لتقويم أدائه وتحسينه، وتحديد أهدافه الآنية والمستقبلية.
كما لا نجد جامعة واحدة في المغرب، تم بإحداث بنيات تحتية قادرة على استيعاب متطلبات الممارسة المسرحية، ولا نعثر في محاضر اجتماعات المجالس الجامعية على ما يشير إلى أن المسرح هو جزء أصيل من النشاط الجامعي الذي تتعين رعايته وتحديد رؤى استراتيجية واضحة لمهامه وأهداف محددة لإنجازاته، يترتب عنها وضع التقديرات المالية اللازمة لتحقيق تلك الأهداف، والمؤشرات الضرورية لتقويم مدى التقدم في ذلك. إن الجامعة التي تحمل منذ أزيد من عقدين شعار الارتباط بمحيطها، مضيفة إليه في السنتين الأخيرتين، بحثا لاهثا عن الجودة، وسعيا للاستجابة لمتطلبات المخطط الاستعجالي، هذه الجامعة لا تكاد تعطينا أدنى إشارة إلى الموقع الذي يحتله محيطها الثقافي -ومنه المحيط المسرحي- ضمن المحيط العام الذي تحلم بالارتباط به. أي دور تسنده الجامعة كفضاء للبحث والتكوين والإسهام في صياغة نظرة النخب التي تسهر على تكوينها إلى العالم وإلى المشروع الوطني ضمن هذا العالم، أي دور تسند ه للعمل الثقافي ضمن هذا المنظور؟ وأي دور تظن أن بإمكانها أن تقوم به للإسهام في تطوير الحركة المسرحية الوطنية وتعزيز فرص تشرب الجسم الثقافي المغربي لأشكال التعبير المسرحية كجزء من الثقافة المشتركة لكل المغاربة؟
لكن الجامعة هي في نهاية المطاف: الجامعيون أساسا، ومجموع العاملين بالجامعة، بعد ذلك. إنها فضاء للإبداع الفكري ومغامرة البحث واجتراح آفاق جديدة وغير محدودة للعمل. ولعل هذا ما أتاح إلى حدود الآن للمسرح أن ينمو في هذه التربة. لكن فترة التجريب والمبادرات الفردية قد طالت لأزيد من عقدين. ألم يحن الوقت للقائمين على المسرح داخل الجامعة لأن يبلوروا منهجية جديدة في استيعاب الحقل الذي يشتغلون فيه، وفهم وإعادة تحديد الأهداف التي رسموها، كل من منظوره الخاص، لتدخلاتهم ومبادراتهم في هذا الحقل الذي أضحت الأشواك والألغام تحيط به من كل مكان؟
ألم يحن الوقت لفتح نقاش موسع بين هذه الثلة من حاملي مشعل الدرس والممارسة المسرحيين في الجامعة ليسائلوا التجربة الماضية، ويفكروا سويا في صيغ العمل المستقبلية لتطوير هذا القطاع بشكل مؤسساتي مندمج ومسهم في إعادة هيكلة أداء الجامعة لوظائفها المتعددة، وفي إعطاء مضمون أكثر وضوحا لسعيها الحثيث نحو الاندماج في محيطها؟
هذه المائدة المستديرة، هي بمثابة دعوة للتفكير المشترك في راهن ومستقبل المسرح في الجامعة المغربية، من خلال محورين: أبعاد التجربة المسرحية الجامعية بالمغرب، ثم آفاق التجربة وصيغ العمل المستقبلي لترسيخ المكتسبات وتعميق دور الجامعة في تطوير محيطها الثقافي عامة، والمسرحي بوجه خاص.






    رد مع اقتباس