منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

في البيوت المغلقة مظلومات و مقهورات يعشن في ليل حالك الظلام و تطوى بحور ليلهن و يأتي بعده ليل آخر و لا أحد يسمع أو يعرف عنهن شيئا ..بشر يعيشون تحت سقف واحد
وبين أربعة جدران تمضي الحياة بهم يوما بعد يوم و تولد الأشجان و تظل حبيسة المكان بعيدة عن العيون و الأسماع و كان من الممكن أن تكون حياة زوجين شركة ناجحة رأسمالها الحب و المودة
وشركة يقتسمان فيها الخسائر و الأرباح.
نعلم جميعاأن ثقافة العنف تضرب بجذورها في تربة المجتمع المغربي، وهي ثقافة تجعل الرجل سيدا مطاعا في المرتبة العليا و المرأة كائنا مطيعا في المرتبة الدنيا، تتقبل شتى صور العنف من غير شكوى !! فالعنف ما هو إلا إفراز إجتماعي لعلاقة غير متكافئة لثقافة متحاملة على المرأة
ومنحازة للرجل لأنه رجل..
التفاهم هو الذي يصنع السعادة الزوجية و هو مفتاح الحب في الزواج الناجح و يعتمد أساسا على التفاهم؛ فبالتفاهم يستطيع الزوجان تحقيق كل شيء..العش الهادئ الرومانسي .. فالسعادة الزوجية حسبة رياضية بسيطة :التفاهم + التفكير الواحد
و ليس الصراخ و الضرب
والإهانة ،والتجريح هو الداء العضال الذي يدمر الحياة الزوجية مع أن المشاحنات ملح الزواج أحيانا لأن المشاحنات المتزنة نوع من التفريغ النفسي يريح النفس و يعيد تنشيط الأحاسيس العاطفية لكلا الطرفين تنتهي بعناق و تتلاشى بالتفاعل الوجداني...أما إذا تحولت هذه المشاحنات إلى فضيحة بالصراخ و الضرب الذي ينغص الحياة كالصمت المطبق الذي يحيل البيت إلى قبر لا حياة فيه فهذه الأمور من الصعب على النفس البشرية ،التي تعتز بكرامتها و كبريائها، تقبلها
دفق الحب لا يستمر إلا باللهفة و الكلمة الطيبة وروح التسامح مع المشاركة باعتباره سكنا و سكينة للزوجين .. فاللسان الناري يصيب الحب في المقتل و إن لم يصبه يؤسس لبدء تدميره، فما بالك سيدي باليد الطويلة ؟
قال الله تعالى في كتابه العزيز : "و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون "
تتعدد الأسباب و الدوافع التي قد تجعل بعض النساء يفضلن العيش في جحيم رجل على أن يصبحن مطلقات أهمها في نظري :
- السبب الأول قد يكون ماديا بمعنى أن تكون المرأة معتمدة على الرجل اعتمادا تاما و كليا في إعالتها هي و أولادها خصوصا إن كانت غير عاملة أو لم تنل قسطا كافيا من التعليم يؤهلها لوظيفة تعتاش منها .
- أما السبب الثاني فقد يكون عاطفيا بمعنى أن ارتباط هذه المرأة بالرجل ارتباطا عاطفيا شديدا يجعل انفصالها عنه أمرا صعبا بحيث تتوقع فراغا عاطيفا لن يستطيع رجل آخر أن يشغله .
- في حين قد يكون السبب الثالث الخوف من الفضيحة الاجتماعية المرتبطة بحالات الانفصال والطلاق نظرا إلى الضغوظ الاجتماعية الرهيبة التي يمارسها الأهل
والأصدقاء والمعارف على المرأة ، ومطالبتهم لها بالصبر على الرجل السيء
ومحاولة إصلاح شأنه
و إعادته إلى الطريق الصحيح ،لكن للصبر حدود كما نعرف جميعا و ليس مطلوبا من المرأة أن تكون ملاكا؛ فهي بشر بل كائن رقيق حساس ينفعل و يتفاعل مع الآخرين و مع الأحداث
ومجريات الأمور.
نساء اليوم أخي أبو عمران ذوات أعين مفتوحة على اتساعها ،وهن يسافرن ويدرسن و يجلسن أمام الفضائيات و شاشات الحاسوب بالساعات و لم يعد في وسع أكثر الرجال حيلة أن يستغفل أقل النساء فطنة ..ثم إن الواحدة منهن تتسلح من تجارب الحياة بالصبر
وبالمداهنة و بسماحة الحليم عندما ينعطف على ذي حاجة ..والمرأة تدرك أن هذا عصرها و أن الزمن يدور لمصلحتها و هكذا فإن الرجل ليس وحده من يحتاج إليها بل الكون كله .
أيها الأزواج إذا كنتم تشعرون بضيق من الطرف الآخر فتصارحوا و تصالحوا و لا تتناطحوا و تتفاضحوا فالحياة قصيرة فاجعلوها ناصعة البياض و لن تكون كذلك إلا إذا غسلت قلوبكم بماء الشفافية و المودة
والرحمة والخوف من الله..
عذرا عن الإطالة قد استفزني الموضوع و بعض التعليقات التي لا تسمن
ولا تغني من جوع ؛فالموضوع طرح للنقاش و ليس للمجاملات ..مع تحية خاصة لكل غيور/ة ساهموا /ن في النقاش الجاد
احترامي و تقديري