عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-03-08, 19:11 رقم المشاركة : 1
mkochkar
أستـــــاذ(ة) متميز
 
الصورة الرمزية mkochkar

 

إحصائية العضو









mkochkar غير متواجد حالياً


افتراضي يوميات الثورة التونسية: يوم 8/03/11. مواطن العالم د. محمد كشكار


يوميات الثورة التونسية: يوم 8/03/11. مواطن العالم د. محمد كشكار

1
يستحضرني في أيام الثورة مثال تونسي دارج: "يا طامع بالعسل من طَبْلََةْ بُوفِرْزِزُّو". بوفرززو هو حشرة الدبور بالعربية و هو فرولون بالفرنسية أما الطبلة فهي الخلية التي يبنيها. لا ينتج الدبور عسلا فلا ننتظر منه غير اللسع. إن لدغنا الدبور مرة فتبا له و إن لدغنا مرتين فتبا لنا أما الدبابير الآتي ذكرها فقد لدغتنا عديد المرات و لم نتعظ: هي الإدارة الأمريكية و الفرنسية و الشركات متعددة الجنسيات و الماسونية و الصهيونية. لا أحبذ نعت التونسيين أعداء الثورة بالدبابير، لا خوفا منهم و إنما تعفّفا و احتراما لمشاعر التونسيين أجمعين. من أين ننتظر العسل إذن؟
2
النحلة الوحيدة التي ننتظر منها عسلا هي الشعب التونسي الكريم الذي قام بالثورة و لن ننتظر خيرا ممن تآمر علينا و عليها مثل التجمّعيين و معتصمي القبة و عناصر الأمن الملطخة أياديهم بدماء الشهداء و المجروحين و المعبأة جيوبهم بالرشوة و استغلال النفوذ و منافقي التلفزة و البيروقراطية الإدارية و النقابية و مِهني و محترفي السياسة من أحزاب المعارضة غير الصادقين اللذين هم أول من يتخلى عن القيم و المبادئ عندما يلوحون لهم باقتسام الكعكة كما فعلاها التوأمان، عار اليساريين التونسيين الذي لن يمحوه الزمن - يعطيهم الصحّة و العافية - أحمد نجيب الشابي عن حزب التجمع الديمقراطي التقدمي و أحمد إبراهيم، أمين عام حركة التجديد، الحزب الشيوعي سابقا، الذي قال فيه بورقيبة أنه لن يفوت إشعاعه باب عليوة بتونس العاصمة و قد كذب بورقيبة في كل شيء و لم يصدق إلا في هذه الحقيقة المستمرة من 1983، تاريخ منحهم التأشيرة، و إن شاء الله إلى يومَ يُيعثون
3
قال في التلفزة الوطنية - بما معناه و ليس حرفيا - الوزير الأول الحالي للحكومة التونسية المؤقتة، الباجي قائد السبسي، السيد المحترم لسنّه: "أتيت من أرشيف الدولة التونسية بعهديها البائدين حيث خدمت بإخلاص لمدة 13 عام و نصف في إدارة الأمن ( الإدارة التي شُهرت بخطف و تعذيب و ترويع المعارضين السياسيين السلميين و المواطنين العاديين المسالمين على مدى 60 سنة من "الاستقلال-الاحتلال الداخلي") و أتشرّف بذلك و لا ينكر أصله إلا الكلب". أقول لكم سيدي الوزير الأول بكل احترام: "نحن أيضا، النقابيون المستقلون و المعارضون السلميون لسياسة المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل، أتينا من الأرشيف لكن و من حسن حظنا أننا لسنا من نفس "الحُكّة" (العُلبة) على حد تعبيركم، وُلدنا و ترعرعنا في حُكّة المعارضة السلمية غير المنظّمة حزبيا في الموالاة و لا في المعارضة العلنية أو السرية، معارضة العهدين الديكتاتوريين السابقين حسب وصفكم لهم في حوار تلفزي آخر حسب ما أذكر، البورقيبي و البن علي و إن شاء الله و إن شاءت الظروف سوف نكون من أوّل المعارضين لعهدكم و لعهد من سيخلفكم و لعهد من سيخلف من يخلفكم حتى يعمّ العدل و تنتشر الحرية في ربوع تونس الخضراء الولادة خيرا و بركة و في بلدان العالم أجمع أو ينقرض نسلنا أو يرث الله الأرض و من عليها
4
بعد تولّي السيد الباجي قائد السبسي منصب الوزير الأول في الحكومة التونسية المؤقتة الحالية، فكّ معتصمي القصبة اعتصامهم (لحدّ الآن لم أفهم و أنقد سلوكهم هذا خاصة و هم أوّل من رفع شعار "اعتصام... اعتصام... حتى يسقط النظام" و هل سقط النظام حتى يفكّوا اعتصامهم !) و فرح و هلّل و زغرد معتصمي القبة و لا لوم عليهم و لا هم يحزنون و معهم ألف حق لأنهم هم أول المستفيدين من سياسة بورقيبي و بنعليي سابق من طينتهم و من طبقتهم المستغِلّة. أما أنا العبد الفقير لله، فلم و لن أفك اعتصامي بالله و بالشعب و بالنقد الفكري المستقل عن كل الأحزاب و كل الإيديولوجيات و لن أتوانى عن توجيه النقد اللاذع لأي سلطة مهما كان أداؤها رديئا أو أقلّ رداءة و لم و لن أفرح و لن تنطلي عليّ حيلة الوعود الكاذبة التي ما فتئ يطلقها محترفو السياسة أمثال أوباما و ساركوزي و الباجي قائد السبسي لا لأنني أشك في نواياهم، معاذ الله، بل لأنهم عوّدونا بالكذب على مدى عقود خَلَتْ و المؤمن لا يُلدغ من الجحر مرتين و إن لدغنا مرة فتبّا له و إن لدغنا مرتين فتبّا لنا و ألف تبّة
5
منذ أسابيع، ألاحظ بكل حيرة و تعجّب تهافت و تكالب و هرولة أفواج من المناضلين، عن حسن نية أو لغاية في نفس يعقوب، بهدف احتلال أو افتكاك بشكل غير ديمقراطي مناصب في لجان حماية الثورة التونسية الجهوية و المحلية. أنا و من موقعي الفردي المنعزل كناقد فكري حر، لا أرغب في الانضمام إلى أية لجنة من هذه اللجان مع احترامي لنواياها الطيبة لا تهرّبا من المسؤولية الثورية و إنما تجسيما لدور و مسؤولية الناقد الذي يتشبث باسقلاليته حتى يستطيع تقديم وجهة نظر مخالفة للسائد علّه يساعد بكل تواضع و بكل صدق على تصويب التصورات غير العلمية التي قد تفوت أو يسهو عنها الناشط السياسي في خضمّ نشاطه حتى و لو كان صادقا أمينا. لقد وقع أكبر العلماء في أخطاء بسيطة. فكيف لا يُخطئ النشطاء السياسيون بالرغم من غزارة ثقافتهم ؟

في النهاية أنا مواطن فقير بسيط عادي منعزل و معزول قصدا من اليسار و اليمين بسبب نقدي للاثنين معا. لا أنتمي لأي حزب و لا أومن بأية إيديولوجية يسارية كانت أو يمينية لكن أومن بالمُثل العليا سماوية المصدر أو إنسانية الإبداع
لا حول لي و لا قوة إلا بالله و الشعب و الفكر و الثقافة الإنسانية و العلم و التكنولوجيا و ليس لي أي وزن أو تأثير مباشر على الأحداث و أمارس النقد الفكري و السياسي و الاجتماعي و العلمي و الثقافي كهواية أدبية دون اختصاص في هذا المجال الواسع و لا أملك بدائل جاهزة لِما أنقد لأن النقد مؤسسة قائمة بذاتها و غنية بما تقدّمه للمبدعين كل في مجاله و أرى أن البديل ينبثق انبثاقا من صنع و تفاعل أصحاب المشكلة فيما بينهم و أهل مكة أدرى بشعابها
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي






    رد مع اقتباس