لغــــــــــــة "لقيطة" ! ما يحز في نفسي ويؤلمني، هي تلك العبارات والكلمات والمفردات التي أصبحت متفشية بين الشباب صغيره وكبيره على حد سواء .. الكل أصبح يتحدث بلسان أعوج نصفه عربي عامي ونصفه أجنبي .. كوكتيل لغات .. مزيج وخليط من هنا وهناك .. عامية لا هي بعربية ولا هي بأعجمية .. بل مزيج من هذا وذاك .. أي كما أردده دائما لمن أسمعه يتفوه ويتواصل بها: " ما هاته اللغة اللقيطة ؟؟؟ " أجل .. لغة لقيطة .. ممسوخة .. غريبة .. دخيلة .. وليدة العصر الرقمي الذي غزانا بحسناته وسيئاته .. لغة لا توجد في أي قاموس لغوي .. بل يلزمها الآن قاموسها الخاص! إنها لغة العصر .. لغة رقمية كان للمحادثات والحوارات الهاتفية والنتية المتبادلة عبر الرسائل الخطية، دور في انتشارها على أوسع نطاق بين جماهير الشباب .. لغة تكتب بأحرف أعجمية لكن معانيها عربية عامية .. اشترك فيها الأمي بالمتعلم و الجاهل بالواعي والمتحضر بالمتخلف .. تحت ذريعة: " ليس مهما أن نجيد التعبير والكتابة بلغة سليمة، بل المهم أن نتواصل و يكون هناك حوار و تفاهم ...." لغة ساهمت إلى حد بعيد في تدهور مستوى أبنائنا التعليمي .. و تساهم، دون أن يعي هذا الكثيرون واأسفـــــاه، في اندثار لغتنا العربية الفصحى .. إنها صرخة عربية مسلمة غيورة على هويتها وتراثها ولغتها من التقصير و الإهمال والضعف و الاندثار والنسيان .. الذي يترجمه ضعفنا وهواننا و تخلفنا وتبعيتنا العمياء للغرب وغزوه الثقافي و كل قشوره الزائفة .. " ما ذلَّت لغة شعب إلا ذلّ،َ ولا انحطَّت إلا كان أمره إلى ذهاب وإدبار" مصطفى صادق الرافعي فهل هناك من صدى لصرخاتي و تخوفاتي ...؟؟؟