عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-02-21, 15:05 رقم المشاركة : 1
mkochkar
أستـــــاذ(ة) متميز
 
الصورة الرمزية mkochkar

 

إحصائية العضو









mkochkar غير متواجد حالياً


افتراضي يوميات الثورة التونسية: يوم 29 /01/11. مواطن العالم د. محمد كشكار


يوميات الثورة التونسية: يوم 29 /01/11. مواطن العالم د. محمد كشكار
1.
تهاطلت عليّ "العروض الافتراضية" من قُرّائي الأعزاء لأقبل منصبا في الحكومة لو عُرض عليَّ، بارك الله فيهم و أشكرهم على ثقتهم التي أعتز بها. أَعيدوا الكَرّة إن شئتم أن تقتلوا مُبدعا في المهد. أنا ناقد حرّ و لن أُبدع إلا في مجالي فقط. و كما قال الفيلسوف الفرنسي العظيم "سارتر": "يعيش المثقف الحر أبد الدهر على هامش المجتمع" لأنه، لو انخرط في السلطة لََفَقد استقلاليته. ينقرض النقد و يموت الإبداع لو رضي الناقد على الموجود مهما اكتمل.
2.
رسالة مفتوحة إلى محمد الكيلاني، رئيس الحزب الاشتراكي اليساري الذي ظهر البارحة في قناة نسمة، قناة طارق بن عمار و برلسكوني: "أوّل ما شَطحْتَ نَطحْتَ". ماذا قال هذا اليساري أو اليميني المتنكر؟ نصح المعتصمين في القصبة بفك اعتصامهم لأنه أصبح للتونسيين حكومة شرعية. أقول له: لقد أسْقطتَ وسامين من صدرك، الأول: كنت أحد مؤسسي حزب العمال الشيوعي التونسي. و الثاني: كنت أمينا عاما للاتحاد العام لطلبة تونس.
3.
لم أعد أفهم ممثلي أحزاب المعارضة التونسية المعترف ببعضها في العهد البائد و بالبعض الآخر في العهد "البائد – القائم" و لم أفهم أيضا "المكتب التنفيذي" للشغل "شبه الحكومة الموروثة" عن العهد البائد. كلهم أجمعوا على الدعوى لفك الاعتصام في القصبة. أسأل: هل عطّل الاعتصام عمل الوزراء في وزاراتهم؟ هل عطّلكم أنتم عن الهذيان و الكذب و التملّق و ادّعاء ما ليس لكم و الظهور صباحا مساء و يوم الأحد في التلفزات التونسية، أبواق العهد البائد.
4.
لا زالت تونس تعيش زمن "بن علي" دون "بن علي"، أمس، أوصد رقميا منتدى "تونيزيا سات" الباب في وجهي و حرمني من إدراج مقالاتي، أرعبته الجبان ! نشرت أمس على صفحتي "المفكر الحر مواطن العالم د. محمد كشكار" ، 13 مقالا قصيرا، في يوم واحد: قرأني 2.283 و انضمّ إلى صفحتي 250 معجب و معجبة. كطفل صغير، يغضبني من يشتمني بقلة تربية و يفرحني من يشكرني و أتعلم و أعدّل مقالاتي على ضوء من ينقدني.
5.
هبطت اليوم إلى تونس العاصمة و قصدت "القصبة" معقل حكومة "الثورة"، وجدت كل منافذه مُغلقة بالأسلاك الشائكة. رأيت بأم عيني الجيش "الشعبي النظيف" ملتحم بالجماهير - سهوت، اعذروني - الجيش ملتحم بالبوليس، حليفه الإستراتيجي ضد الشعب و ثواره الشرفاء الصادقين. هذا البوليس الذي فرّق البارحة معتصمي القصبة بالكلاب البوليسية المدرّبة، حدث تاريخي "ثوري" لم يقع مثله في ديكتاتورية بورقيبة و لا في ديكتاتورية "بن علي".
6.
لامني أحد الأصدقاء الحميمين قائلا: لماذا لم تنقد الإسلاميين و ركّزت هجومك على رفاقك اليساريين. أجبته: و هل ترك الأمريكان، مهندسو "ثورة الياسمين"، الإسلاميين يفعلون حتى يُخطئون لأنقدهم. هم مكمّمين ممنوعون من الكلام و هم مقيدين ممنوعون من الحركة منذ 1987. أما "رفاقي"، اليساريون المعارضون المعترف بهم في العهد البائد، فهم يرتعون و يفسدون في الأرض و يساندون الحكومة الموروثة، حكومة "الغنوشي".
7.
لشدّة ما تألّمت عندما تكرّر حرفيا في مصر سيناريو المخابرات الأمريكية و "ثورتها الياسمينية التونسية". لقد علّبت نموذجَها و صدّرته بسرعة البرق. أنا الوحيد الذي لم يفاجأ و تيقنت منذ بداية سرعة و سهولة الانتشار الغريبة للمظاهرات في تونس. اكتشفت شراسة و مهنية الإدارة الأمريكية و في الوقت نفسه تأكدت من عمالة و خيانة قيادة الجيش المصري. جيش "كبير" يأتمر بأوامر أسياده الأمريكان و الإسرائيليين . أبمثل هذا الجيش ستُحرّر سيناء؟
8.
يسهُل ترميم الهرم، إن انكسرت قمته و بقيت قاعدته ثابتة على الأرض ! حافظ النظام "البائد - القائم" على قاعدته سليمة مائة بالمائة. قاعدة مجسّمة في المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل و الجيش "النظيف" و الأمن "المغسول" و أحزاب المعارضة التي كانت معارضة للنظام البائد و أصبحت اليوم متحالفة مع النظام "البائد – القائم" و بيروقراطية "عاش نظام بن علي دون بن علي" و بورجوازية وطنية متواطئة و خارجية طامعة.
9.
يوسف الصدّيق، فيلسوف تونسي مغترب بفرنسا، مترجم جزء من القرآن. قال أول أمس في القناة "الوطنية" غير وطنية: قدّمت ترشحي - طمعا في خدمة للوطن - إلى لجنة من اللجان الوطنية المُزمع تأسيسها حول الحكومة "الجديدة - الموروثة" فلم يقبلوني. أقول له بكل احترام: و هل هم في حاجة إلى فيلسوف وطني متطوّع مخلص صادق؟ الموالاة عندها رجال ! و أنت لست منهم يا سيدي المحترم. يريدون تكنوقراطي أبكم أصم سياسيا.






    رد مع اقتباس