5- أية علاقة بين ما نختار ، وما نحب ؟ 6- درجة حبنا لأنفسنا ، مقياس أساسي لحب الآخرين .
وبالطبع ليست بين مكامن هذه العناصر أية غرابة مقلقة أو تناقض يوحي باستحالة إدراك المضامين ..
لكن ، وكلما استحضرنا بأذهاننا أننا في إطار استنطاق ماهية الانسان ، يجب و وجوبا استحضار النسبية المطلقة التي تحف الواقع النفساني لهذا المخلوق العجيب ، وهذا ما جعل العنصر الثاني من النص يعترف بضبابية الاهداف البشرية . فهناك أوجه عدة لاندماج و انفصال السلوكات المُؤطّرة ثارة بالواقع ، وثارة بالخيال و أحلام اليقظة !
لذلك فإعجابنا بالآخر ليس نتيجة وضوح أهدافه ، ولكن نظرا لتقاطع المصالح المباشرة و غير المباشرة ، سواء المُعلنة أو الخفية ، ومدى إقباله على فعل المستحيل لتحقيق المشاريع المشتركة أو المتشابهة .
وسر اختياراتنا هي نتيجة إفرازات لطاقاتنا النفسية المكبوتة .. فقد يبدو الاختيار عقلانيا ، أو نتيجة عشق عاطفي ، لكن هو في العمق نتيجة لأسرار و أحوال تتغير بتغير المواقف الموضوعية ، والأمثلة في هذا الشأن عديدة جدا ، تبدأ من شريك الحياة ، وتمر عبر الصداقات ، والدين ، والمواقف السياسة و النقابية ..الخ . فأين هو الحب من كل ذلك ؟؟؟
فالأساسي في الحياة – حسب اعتقادي – هو التوثر.. فلا يمكن التفاؤل بحبنا لأنفسنا إلى حدّ الغباء!!فذلك يبعث على الحزن كلما تعرضت الذات و النفس لإحباطات الحياة و الواقع الخارجي .. وبالذهاب إلى عمق الأنا نستطيع تحقيق الشمولية ونحن نؤسس لمحبة الآخر دون غلو !
وبالرجوع إلى قرآننا الكريم ، سنجد تأكيدا مباشرا لجميع ما ورد في مداخلتي ، وكدا درجة اتّهاماتي لهذا الانسان البريء !!
ويكفينا التذكير برأس ا
لأمر ، ألا وهو النهي عن تزكية النفس .. والابتعاد عن النفاق و أساليب المراوغات التي يعلمها الله دون غيره ، ومن قبل أن توسوس بها النفس البشرية .
صراحة ، مداخلتي لم تقدم وصفة تؤكد أقوال أخي أسيف ، وإنما هي تساؤلات و تعبير عما يخنقني و يُثقل كاهلي .. فحين نتكلم نخون أنفسنا و نستعرض قلوبنا .. وإنه لنعم التواصل ، ونعم الاستدراج للتعبير و الانفتاح .
مودتي إلى حدود أرجاء الأطلس الكبير .