عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-02-04, 16:50 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

b7 هل المدرس ضحية أم مسؤول ؟


هل المدرس ضحية أم مسؤول ؟

03/02/2011





عند تلقف العديد من الجرائد و المجلات التربوية تصادفك مجموعة من المقالات التي تناولت بكثير إسهاب موضوع التدريس و المـــدرس

و دوره من داخل المجتمع. أفكار غالبا ما ترنو نحو تبخيـــس دور المدرس أو المربي كما يحلو للبعض مناداته! فما هي الأســباب التي جعـلت دور المدرس يتراجع إلى هذه الدرجة؟

موضوع محدودية دور المربي لا يمكن فهمه بأية حال من الأحــوال بعيدا عن الواقع التربوي الراهن. فالمنظومة التربوية لازالت في مرحلة البحث عن الدواء الشافي, لاسيما مع توالي المخططات و تنوعـــها الشيء الذي يغيب مسألة التراكم و التعديل و اتخاذ بعد استراتـــجي لتوقع نتائج متوسطة و بعيدة المدى. و المربي بدوره أصبح حائرا في أمره أي النماذج يسلك و أي البيداغوجيات يتبع ( الأهداف أم الكفايات أم الإدماج...)

ليس هذا فقط, بل حتى ضعف انخراط المجتمع ساهم في إثقال كاهـل المدرس الذي أصبح عليه التدريس و التنشئة الاجتماعية في آن واحد و هذا مرده تراجع دور الأسرة التي, تعد بحق, المرجع الأول للمتعلم قبل الذهـاب إلى الفصل. فالأسرة اليوم تعتقد أن مسألة التربـــية

و التهذيب أصبـحت ملقاة على عاتق المدرس و أن هذا الأخير هـو ملعقة الطعام. لكن هـذا طرح خاطئ بالنظر إلى أن الممارسة الصفية لا يمكنها تعويض الدور المحوري للأسرة.

أما الأسباب الأخرى الممكنة لاندحار مكانة المدرس فيمكن نســـبها للمدرس نفسه. فالعديد من المدرسين, و للأسف, الشديد فــــقدوا شهــية التكوين الذاتي و تطوير المعلومات و المعارف, و إن كـان هذا يحدث إلا لماما مع دنو الامتحانات المهنية هذا إذا لم يجـــنح مجموعة مـن" المدرسين" إلى الغش- و بدون حياء- أثناء هــذه الامتحانات. طبـعا نحن لا نتحدث عن الكل, لكي لا يفهم كلامنا تعميما. فحياة فئة واسعة من المعلمين تنتهي مابين الفصل و الحــــــياة الشخصية و المعيش اليومــي.

ويرى عدد من المدرسين أسباب نكوص دور المعلم داخل المجــتمع كفئة مثقفة و واعية كانت إلى حدود عقود خلت, تقـــول كلمــتها داخـــل الصالونات الحزبية و في الحياة السياسية و الثقــافية; إلــى انعـدام المحفزات المادية و ضغوطات العمل التي لا تنتهي و بقية المشاكــل و المتاعب المرتبطة بانهيار المنظومة القيمية التي عملت على تبخيس و تقزيم صورة المعلم داخل المجتمع.

هي إذن عوامل أفقدت كثيرين ممن ينتمون إلى ميدان التربية والتكوين مكانتهم الاعتبارية و أثرت في نفسيتهم بشكل كبير كما تؤكد شريـحة واسعة من المدرسين.

وما بين ارتباك النظام التربوي و ترهل فكر المدرسين يبقى المجـتمع أكبر الخاسرين و ذلك لعدم استفادته من مريدين المفروض فـــيهم صناعة الأجيال و تجبيلهم على قيم المواطنة و احترام الآخر و نــبذ العنف و التشجيع على المضي قدما لبناء مجتمع المعرفة و التكنولوجيا.


عبد السلام شادي
عن وجدة سيتي نت





    رد مع اقتباس