عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-02-04, 14:36 رقم المشاركة : 1
cat stevens
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







cat stevens غير متواجد حالياً


a3 متضرر فوج 2003:فرصتكم الأخيرة أيتها النقابات و إلا الاحتضار




لقد صنعت الفئوية بأسرة التعليم ما تصنعه الخلايا السرطانية بالجسد حين تفحش فيه، إذ صارت لكل فئة نقابتها ورابطتها ولجنتها ومنظمها. وبعدد رجال ونساء التعليم تعددت النقابات واللجان وأدت إلى الشتات والتمزق، لتكون الضحية في نهاية المطاف أسرة التعليم. وإذا كان الاختلاف الطبيعي والشجاع يؤدي إلى التكامل والقوة، فإن الاختلاف المهزوم والجبان يؤدي إلى التفرقة

والصراع خارج أرض الواقع ونطاق الحقيقة والكرامة، ولهذا أوجه نداء إلى كل الهيئات والمركزيات النقابية الغيورة على الوطن، والغيورة على قضية التعليم والشغيلة المغربية ككل بأن تحاسب نفسها، وأن تعرف أنها تفوت على الشعب المغربي محطات بعد أخرى، وأنها ستكون المسؤولة تاريخيا عن تكريس التخلف والبؤس وتفشي الجهل والأمية والزج بقطاع التعليم في أسوأ ما يمكن انتظاره، وأسأل هذه المركزيات النقابية واللجان والرابطات أن تحاسب نفسها على ما جنته من مكتسبات وما أهدرته من فرص لا تعوض، وأكرر ندائي: يمكنكم فعل الكثير إذا تخليتم عن الأنانية والعزلة والشتات وإلا سيحاسبكم الشعب المغربي وستحاسبكم أسرة التعليم أمام التاريخ مادمتم تتحملون عبء مصير صعب.
ربما آن الأوان ليأخذ رجال ونساء التعليم بمقولة دولة الحق والقانون وأن يلجؤوا إلى العدالة ويقاضوا الحكومة المغربية، فجل الفئات لحقها الضرر المادي والمعنوي، وأسرة التعليم أصبحت تعاني من الفقر والتهميش وأصبحت مجالا لتنكيت الأميين والجهلاء في الإعلام الرسمي وفي الشارع والمقاهي، هذا في الوقت الذي تهوي به الحكومة المغربية بآلاف الأطنان من المذكرات والإصلاحات والخطط الفاشلة: امتحانات مهنية مشبوهة، وعود بالترقية دون الالتزام بالقانون الأساسي وقوانين الترقي في الدستور المغربي، شهادات لا تجلب لحامليها إلا العار، تكليفات تجعل رجال ونساء التعليم ككرة الثلج.. تدور وتذوب دون فائدة، قرصنة الملايين من الدراهم جراء تأخير الترقية في السلالم، التفاوت في الامتيازات بين أسلاك التعليم، أقدمية وتجربة لا تؤديان إلى أي تحسين في وضعية الموظفين في قطاع التعليم، أقدمية لا يعترف بها غير الشيب والمرض والقهر، في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى أصحاب الخبرة والتجربة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، إدارات لا تدير إلا الأزمات لمحدودية اختصاصاتها ونقص مواردها بشريا وماديا ولوجستيكيا.
أطفال ومراهقون وشباب داخل مؤسسات تثقلهم برامج وفروض وواجبات لا تغير شيئا من عقليتهم وسلوكهم ولا تبعث على أمل أو طموح... إلخ.
لهذه الأسباب، يحق لرجال التعليم مقاضاة الحكومة المغربية لاسترجاع كرامتهم وحقوقهم المشروعة. ولعل عملية بسيطة قمت بها كمثال يزكي هذا الطرح، وجدت أن الحكومة المغربية قرصنت ما يزيد على 30 مليون سنتيم لرجل التعليم. قرصنت منه أربع سنوات إثر ترقيته إلى السلم العاشر، ويقضي 16 سنة في هذا السلم دون ترقية إلى السلم 11، مما يعني أن سنوات القرصنة هي 10 سنوات في السلم 11، ولتأخذوا آلة حاسبة لمعرفة ما لحق هذا الشخص من اعتداء على استقراره الاجتماعي والنفسي وعلى أسرته.
هذا مجرد مثال، واللائحة هي بعدد رجال ونساء التعليم. وفي غياب وحدة المطالب وفي غياب ملف مطلبي متكامل توقع عليه جميع المركزيات النقابية وتضع له جدولة نضالية تصاعدية، قد تصل إلى الإضراب المفتوح، فلا يسع رجال التعليم إلا أن يبحثوا عن محامين أشراف ليستردوا حقوقهم بفعل القانون. ومن لا يحسن الدفاع عن حقوقه لا يستحق أي حق.



العيدي هشامي/جريدة المساء03/02/2011





    رد مع اقتباس