الشر الثالث" النفاثات في العقد"
والنفاثات:"السواحر الساعيات بالأذى عن طريق خداع الحواس , وخداع
الأعصاب , والإيحاء إلى النفوس والتأثير والمشاعر . وهن يعقدن العقد في
نحو خيط أو منديل وينفثن فيها كتقليد من تقاليد السحر والإيحاء !
والسحر لا يغير من طبيعة الأشياء ; ولا ينشئ حقيقة جديدة لها .
ولكنه يخيل للحواس والمشاعر بما يريده الساحر ."19
وقد شنّ الإسلام على السحر حرباً ضروساً لا هوادة فيها، يقول تعالى
فيمن يتعلمون السحر: "ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم"{ البقر102}.
وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم السحر من كبائر الذنوب الموبقات،
التي تهلك الأمم قبل الأفراد، وتردي أصحابها في الدنيا قبل الآخرة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" اجْتَنِبُوا
السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ
وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ
،وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ."20
"وقد اعتبر بعض فقهاء الإسلامالسحر كفرا، أو مؤديا إلى الكفر،
وذهب بعضهم إلى وجوب قتل الساحرتطهيرا للمجتمع من شره.
وكما حرم الإسلام على المسلم الذهاب إلى العرافينلسؤالهم عن
الغيوب والأسرار حرم عليه أن يلجأ إلى السحر أو السحرة لعلاج مرض
ابتلي به، أو حل مشكلة استعصت عليه،
فهذا ما برئ رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، قال: "ليس منا من تطير
أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له".
فالحرمةهنا ليست على الساحروحده وإنما هي تشمل كل مؤمن
بسحره مشجع له، مصدق لما يقول.
وتشتد الحرمة وتفحش إذا كان السحر يستعمل في أغراض هي نفسها
محرمة، كالتفريق بين المرء وزوجه، والإضرار البدني، وغير ذلك مما
يعرف في بيئة السحارين. "
فإن السحر داء خفي ومستتر يحتاج إلى علاج خاص