الشر الثاني: "غاسق إذا وقب"
قالوا :"الغسق : شدة الظلام ،
و الغاسق : هو الليل أو من يتحرك في جوفه،
والوقب: الدخول،
قال ابن عباس، ومحمد بن كعب القرظي، والضحاك، والحسن، وقتادة،
أنه الليل إذا أقبل بظلامه" والمقصود هنا - غالبا هو الليل وما فيه .
الليل حين يتدفق فيغمر البسيطة . والليل حينئذ مخوف بذاته . فضلا على
ما يثيره من توقع للمجهول الخافي من كل شيء:من وحش مفترس يهجم .
ومتلصص فاتك يقتحم . وعدو مخادع يتمكن . وحشرة سامة
ومن ظاهر وخاف يدب ويثب , في الغاسق إذا وقب !"
قال الرازي: "وإِنما أُمر أن يتعوذ من شر الليل، لأن في الليل تخرج السباع
من آجامها، والهوام من مكانها، ويهجم السارقُ والمكابر، ويقع
الحريق، ويقل فيه الغوث"
ولهذا نهى النبيعليه الصلاة والسلام المسلم أن يمشي في الليل وحده:فعن
ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ:" لَوْ أَنَّ النَّاسَ يَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ مِنْ الْوِحْدَةِ؛ مَا سَرَى رَاكِبٌ بِلَيْلٍ يَعْنِي
وَحْدَه ُ"