منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف السهول

تمرّد

إليك عنّي أيها القلم العابث ...أنا صفحة بيضاء ...لا تسكب مدادك الأسود على نقائي ..رمز طهارتي .
لا تملأ أحشائي بخواطر قلب متيّم مخبول , أو أخبار حروب تعيسة ..أو ترقيات موظّفين أشباح ..
استجمع القلم انفاسه مستغربا حديث الورقة و خروجها عن المألوف , و اختفى بين أروقة صفحات من صنع أجنبي .

مقامات الشريف .

*********************

1-الأقلام العابثة أستاذ شريف السهول ، لا يخلو منها زمن ولا مكان ..لكن الخلود للأقلام الملتزمة بقضاياالإنسان وبآماله وآلامه ..
فلا أظن أن الورقة البيضاء -إذن - بقادرة على التمرد ضد قلم من هذا النوع الذي تتودد إليه كل الأوراق ، بغض النظر عن ألوان المداد ، وما أكثرها ..لاحظ أخي شريف أننا نتقاطع هنا في الأخضر ..
2- وبالمناسبة فإن بعضا مما اعتبرته الورقة أوساخا يعتبره البعض الآخر فنا بامتياز .. ثم من ختم هذه الورقة بطابع النقاوة والطهارة ؟ هل مصدرها نقي وطاهر كما تدعي ؟
3-كم دبج المتيمون المخبولون من أروع القصائد ؟
أليس جزءا كبيرا من تراثنا الشعري ( شعر الغزل بكل أنواعه وامتداداته - شعر التصوف -شعر المتمردين أمثال الشعراء الصعاليك ...) من إبداع المتيمين المخبولين ؟ فالجنون مفهوم هلامي ، وحالة تستعصي على التصنيف ..
أليس الجنون والحب مفهومين نسبيين وقابلان للتمطيط والاحتزال ؟
4 - أخبار الحرووب جزء من أخبار السلم ؛ وهل مضى يوم من التاريخ لم تتعانق فيه أخبار الحرب والسلم؟ فما تطالب به هذه الورقة ليس إلا استفزازا للقلم ..
5- ترقيات موظفين أشباح جانب من جوانب حدث أريد له أن يظل طي الكثمان يوما ما ، لكن الأقلام اليقظة كشفت عنه اللثام..أليس مطلب الورقة من القلم عبثيا ؟
6- المفارقة الظاهرة في قفلة القصيصة تتجلى إذن في استغراب القلم من حديث الورقة ومن خروجها عن المألوف ، لكن المفارقة الأهم تكمن في استبدال القلم للورق من صنع محلي فيه دعم "للاقتصاد المحلي" ، والاختفاء بين أروقة صفحات من صنع أجنبي ..وهي صنيعة طينة من "أقلامنا" التي لا تتردد في التنكر لكل ما هو محلي وطني، والارتماء في أحضان كل ما هو دخيل وأجنبي على حساب قضايانا الأساسية ..هي أقلام تغير جلودها بتغير موازين المصالح .. وتغير أغمادها بتغير بوصلات "الأنا المسترزقة " وأهوائها ..
7- تلك قراءتي المتواضعة لقصيصة اختار لها كاتبها التمرد عنوانا في زمن التمرد ضد الانبطاح الذي مازال يعج بمنبطحين من أجل الفتات !!!.. لكن عنوانها يتعارض مع قفلتها ، وتلك مفارقة أخرى أجاد المبدع شريف السهول في صياغتها باقتدار ..
لك صادق التقدير والاحترام أستاذ شريف السهول .