عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-01-24, 10:14 رقم المشاركة : 7
المتفائل2012
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







المتفائل2012 غير متواجد حالياً


افتراضي رد: مجلة من الثمانينات تعرض يوميات الحياة الجامعية الفلسطينية


التعليم العالي في الضفة والقطاع بين العظمة والخلق

بقلم: سميح السويطي
سنة أولى اقتصاد
صدق الشاعر حين قال:
العلم يرفع بيوتا لا عماد لها
والجهل يهدم بيوت العز والكرم
إذا كان العلم والتعليم يقومان بتلك المسؤولية، فلماذا إذًا تفرض الشروط القاسية ذات الفرص القليلة على
طلابنا في الضفة والقطاع من الخارج والداخل، وإذا كان الخروج لا يمكن التحكم فيه
وتغييره، فهل الداخل أيضا كذلك؟ إن تحليلنا للظروف التي تحيط بنا وأدركنا لها نرى بان الجامعات هنا هي
أشبه ما تكون بالأوكسجين الذي لولاه لأصابنا اختناق "الجهل"، على الأقل، سيما وان المتغيرات والمفاجآت
أصبحت كثيرة في حياتنا، فأحيانا يمنع طلابنا من المغادرة، وأحيانا يمنعون من دخول البلدان العربية
الأخرى، فضلا عن أن معظمهم يمنع من دخول جامعاتنا في الأراضي العربية المحتلة، نظرا لما ذكرناه آنفا
من الشروط القاسية، فإذا استطاع تخطي شروط القبول القاسية، واجهته القوانين الداخلية القاسية فإذا اخفق في
الحصول على إشارة "كذا"، أنذر بالفصل من هذه الكلية أو تلك وكان هناك جامعات "أفضل " فاتحة على
مصراعيها الأبواب تستقبلهم بشرط اقل قساوة.
نسينا أننا بين فكي كماشة، وظروفنا الغامضة الصعبة تستوجب من المسئولين والقائمين إعادة النظر بعمق
وبجدة لأدراك الأهداف التي يرمي إليها الأعداء، وهي تجهيل الشباب العربي وبخاصة الفلسطينيين ومنعه من
إكمال مسيرته الأكاديمية ليظل يتخبط في الظلام، وهذا اكبر خدمة للأعداء.
نسينا بان الجامعات في الأراضي المحتلة، هي معقد آمال الأمة لتخريج رجال واعين قادرين بثقافتهم على
تحمل أعباء المسؤولية وتأدية الرسالة التاريخية، لتظل تدوي في أرجاء العالم بان هناك شيئا سيظهر للوجود
معه كلمة الحق التاريخية الأزلية.
ففي الوقت الذي تجتمع فيه عدة مؤشرات وعوامل تعيق تقدم المسيرة الأكاديمية في الجامعات والمعاهد في
الأراضي المحتلة نرى أن جامعاتنا في الضفة والقطاع تحاول الضغط على الطلبة ووضع العراقيل الأكاديمية
والقانونية أمامهم بحيث لا تتاح الفرص الكافية أمامهم لإكمال تحصيلهم العلمي، ولذلك أرى أن وضع الطلبة
فرض عليهم ترك الجامعة والاستسلام من تأثير صعوبة التجربة، وبالتالي سيكون مصير هؤلاء الالتحاق
بالمصانع والشركات والمؤسسات الإسرائيلية، وهذا ما لا نرجوه ولا نأمله.
إذن من واجبنا إزالة هذه العظمة حتى يتمكن طلابنا من تحقيق أهدافهم وأمالهم، فتحقيق هذه الأهداف والآمال
خدمة لامتهم ومجتمعهم فهم زبدة المجتمع الطاهرة التي تعكس وجه الأمة وثقافتها وتقدمها، لذلك يظل أملن ا
الوحيد في تحقيق أهدافنا الأكاديمية مرهونا بجامعاتنا مع يقيننا بالرسالة الأكاديمية التي تبثها هذه الجامعات،
رسالة النجاح، العدد 36 ، تموز ١٩٨٢
إلا أننا نطالبها بعطاء اكبر، وبفتح ذراعيها أكثر، وباحتضان طلبتها أكثر، فبذلك نتخطى جميع المؤامرات
والتحديات التي تستهدفنا.






    رد مع اقتباس