عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-01-24, 10:00 رقم المشاركة : 5
المتفائل2012
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







المتفائل2012 غير متواجد حالياً


افتراضي رد: مجلة من الثمانينات تعرض يوميات الحياة الجامعية الفلسطينية


الحقيقة

بقلم: سهاد الأدهم
سنة ثالثة دراسات إسلامية
كثيرا منا يتذوقون طعم هذه الكلمة فهي مرة كالدواء ولكننا لا نزال نتجرعها حتى نشفى، ولكني قبل أن
أخوض في حقيقة هذه الكلمة وكننها لا بد لي أن أشير إلى بعض البديهيات التي تتعلق بها وأنني أعدكم أن
أكون صريحة في كتابتي، ليست صراحة رأي أو مجرد رأي، إنما هي صراحة تستند إلى قاعدة ركينة إلا
وهي القرآن والسنة لعلهما تساعدنا في معرفة الحقيقة، ولكي توضح الفكرة لدينا نضرب مثالا فنقول : أن ا
إنسان، وأنت إنسان، وفلان إنسان، فهب إن الذي جمعنا هو التاريخ المشترك أو الموقع أو الثقافة أو المصير
الواحد أو المصالح أو...أو...أو...وربطتنا برباط المحبة والسكينة بعيدة عن الشحناء والبغض، إنني معك إنها
ستحقق نتائجها ومباهجها ولكنني سأقول لك إنها نتائج ومباهج دنيوية فقط لا غير، ما دام العنصر الأساسي
وحجر الزاوية بعيدا عن هذه المقومات فلا تلبث أن تقام حتى تبدو بذورا للانحلال والفساد في كنه كل فرد
منا، فقد تعترض ونقول: من قال إننا نريد أن نجعله بعيدا عن المقومات؟ فإنني سأجيب: لو كان قائما أو على
الأقل وجود بوادر إقامة لما وجدنا البشرية في تخبط ومتاهات يحسب انه حر في كل شيء وكما وجدناهم
يسخرون ممن يدعون إلى الدين ويصفوهم بالتشنج والتهور، فنحن نريد عنصرا يجمع بيننا لا إلى الموت
فحسب بل إلى ما بعد الموت، دنيا واخرة، وإلا فما فائدة وجودنا على جناح بعوضة كما وصفها الله ورسوله
عليه الصلاة والسلام، فكيف بنا نجعل جناح البعوضة مرمى حياتنا وأهدافها، فلماذا نجعل من عنصر الدين أو
الطعن فيه شيئا ثانوية لا يجدر بذلك الاهتمام وتلك الضجة، وتريد منا أن نرد عليه ردا بالمثل حتى يكون ردا
لائقا ديمقراطيا كما ورد في إحدى مقالات العدد التاسع "لرسالة النجاح" منها تحت عنوان "الديمقراطية بين
التشنج والتهور" ولكنه يحضرني في هذا حادثة جلاء بني قينقاع فهلا بحثنا عن سبب إجلاء الرسول "صلى
الله عليه وسلم" لهم، انه بسبب الاعتداء على امرأة مسلمة في محاولة الكشف عن وجهها، لقد كان بالإمكان لو
كنا في زمانهم لن نعاقب فاعل الجريمة، ونقول له: ما ذنب غيره ممن لم يشتركوا في الجريمة، ولكن أي
حكمة تتجلى في تصرف الرسول "عليه الصلاة والسلام" في إجلاء قوم بأكمله؟ انه الاعتداء على الدين، إنه ا
الحقيقة أليس كذلك؟؟
ونحن نعلم انه قدوتنا في كل زمان ومكان، هذا إذا كنا نريد قدوة، ثم ماذا عن الرأي الذي يقول في نفس العدد
"...محاولة استغلال التناقض الثانوي كي يطغى على التناقص الأساسي......"
ولكنني كلي أمل ووعي انك ستعي معي هذه الوصية، وصية عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص في
وجهته لحرب فارس حيث قال: أما بعد، فاني آمرك ومن معك أن تكونوا اشد احتراسا من المعاصي منكم من
عدوكم، فان دنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم، وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله، ولولا ذلك لم
تكن لنا بهم قوة لان عددنا ليس كعددهم ولا عدتنا كعدتهم فان استوينا في المعصية فان لهم الفضل في القوة
علينا....."، انه يجعل المعاصي والذنوب أخوف علينا من الأعداء، إنها الحقيقة أليس كذلك؟
رسالة النجاح، العدد 36 ، تموز ١٩٨٢
وماذا عن قدوم موسى حينما تأخر في إغاثة الله لهم بسبب نمام كان بينهم فما لبث أن تاب حتى انزل الله
الخير والبركة وغيرها الكثير من الحقائق. فيا رب إن كنت تعتبر المعصية وحدها سببا في تأخر النصر
وسببا في تأخر الإغاثة فكيف بنا الآن نرتكب المعاصي، بل ونرى الكفر والتهجم على الإسلام ونقول إنه ا
أمور ثانوية أو رذيلة صغيرة، فكيف نطلب منك النصر إذا، وكيف نجرؤ على ذكر اسمك الجليل ونحن نكتفي
بأضعف الردود بالقلب وان كثر فباللسان وأنت الذي تقول "إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم
كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض....فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا. فيا رب عفوك نطلب منك
الهوى لهذه البشرية علها تدرك حقيقة دينك فتنهج نهجك لتصل إلى عزك ونصرك. وأخر دعواهم إن الحمد
لله رب العلمين.






    رد مع اقتباس