عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-01-24, 09:55 رقم المشاركة : 3
المتفائل2012
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







المتفائل2012 غير متواجد حالياً


افتراضي رد: مجلة من الثمانينات تعرض يوميات الحياة الجامعية الفلسطينية


أنت وبختك

بقلم: محمد أبو غضب
سنة ثالثة كيمياء
في الصحف اليومية والمحلات... في معظم بلدان العالم – ترى زاوية بعنوان – أنت وبختك أو أنت وحظك –
وغيرها من العناوين التي تجذب إليها العيون كلمح البصر، فما أن يشتري احدهم جريدة حتى يبدأ بتقليب
الصفحات ليعثر على هذه الزاوية وقبل أن يقرا مواضيع هامة سياسية أو اقتصادية، وربما اقتنى الصحيفة
ليعرف ما اعد لهم "الحظ" لذلك اليوم!!.... ولكن يا ترى: إلى أي مدى يصدق الحظ ودائما يتحقق ما في
الصحيفة!! ولكن كيف؟
للإجابة فلنأخذ مثالا من إحدى الصحف اليومية، وننظر مثلا إلى الحوت الذي يقول: "بشرى سعيدة في
طريقها إليك.... صداقة جديدة.... تفاءل فالمستقبل أمامك"... إن صاحب هذا البرج حين يقرا ذلك تعلو
الفرحة محياه، ويدق قلبه طربا ويشعر بالدنيا تزغرد له وينطلق يبحث عن البشرى السعيدة التي في طريقها
إليه... وأي بشرى هذه؟! ومن أين ستأتي ومتى ستكون؟! يطمئن نفسه بأنها حالا ستتحقق... فبعد ساعات
مثلا يأتي صديقه ويقول له: انك نجحت في الامتحان، أو زوجتك أنجبت ولدا – إن كان متزوجا - ، أو
وصلت إليك رسالة من عزيز..الخ فكل هذه البشائر تحدث مع كل الناس، وحين يتحقق احد منها يقول في
نفسه مقتنعا: ها قد حدث ما تنبأ به "برجي" السعيد... المهم أن هذا المسكين يظل ما في برجه من تنبؤات
حتى "يقتنع" نفسه بان الحظ لا يخطئ والبرج لا يخدع... وتمر عليه اللعبة بكل سهولة كما ينساب الماء في
الجدول!! هذا الإنسان المتلهف لمعرفة برجه في الصحف يوميا يا ترى هل هو جاهل؟! هل هو ساذج؟ ! أم
ماذا؟ لا انه متعلم ودليل ذلك انه يقتني الصحيفة كل يوم! ولكن لماذا يهتم بصفحة الأبراج أكثر من غيرها؟
انه الخداع والوهم الذي يسبح في أحضانه الكثيرون دون أن ينفضوا عن كاهلهم تلك الخرافات ويحيوا الحياة
كما يجب وان يسيروا في الدروب المظلمة متفتحين بمصابيح العلم يجب وان يسيروا في الدروب المظلمة
متفتحين بمصابيح العلم والدين، لا بمصابيح انطفأت لنفاذ "زيتها" !
انه مما يؤسف له أن ترى طلابا جامعيين حملة الشهادات العريضة، يتهافتون على صفحة الأبراج كل يحملق
بعيونه المفترسة عن برجه حتى إذا قرأ تغير لونه واختلفت ملامح وجهه تنفرج أساريره إن كان "حظه سعيدا"
ويعبس وربما يمزق الصحيفة التي بين يديه – إن كان "حظه" غير ذلك والأدهى والأمر أن الكثيرين يحملون
الصحيفة و "يبشرون" أصدقائهم بما كان لهم من "حظ"....ويعدون دقائق ذلك اليوم وتكون السخرية عظيمة
حين يكون حظه غير مناسب له، فكثيرا ما تقرا فتاة في برجها متلهفة! "ستكون أب ا لدزينة من أولاد...
لاتغضب زوجتك..." هذا التنبؤ لهذه الفتاة كيف سيتحقق أتصبح أبا ؟! عندها تطلق هذه المسكينة ضحكة
مدوية... ليس على حظها ولكن على واضع هذا الحظ السخيف! ولكنها تعود في اليوم التالي لتبحث عن
برجها متناسبة ما حدث لها من كذب ودجل بالأمس... تصدق مرات عديدة ما جاء بالصحيفة وتفرح حين
رسالة النجاح، العدد 36 ، تموز ١٩٨٢
"تجد" من نفسها حظها المزعوم، فتحققه بالقوة، وهذه طبيعة الكثيرين يصدقون الخرافات ويكذبون الحقائق...
يتناسى البعض أن "كذب المنجمون ولو صدقوا".






    رد مع اقتباس