كنا هاهنا |
كنا هاهنا للباشق المحلق في سمائك أجنحة شوق مجلجله ، يتطاير ريشه الأخضر على سقف بيتك العتيق ، على قارعة الطريق، على نسغ حبك المتلفع بسحب الأشجان الثقال ، يلتقط أنفاسا متناثرة في جميع زواياك ، و بعضا من قصائد مدويه ... لفتنتك اشتعال أوراق ، ولمفاتنك المشتهاة شظايا احتراق ، وزفرات حنين موحش تقاوم صروف الذكريات . ، هناك حيث أنت امرأة من ماء و هواء و ضياء... هناك حيث أنت و حيث الرجال الأبطال يروضون بصلابتهم المعهودة أحصنتهم المهيبة على مشارف الخيام المنقوعة في تربتك الداكنه ... رماح مزهره أنفة مبهره ، تذود عن كل ساقية و رابيه ، كم أزهر الزهو في جداولك العطره ! كم تدلت قطوف الشهامة من وديانك النضره ! ... كنا هاهنا بين شتيلة و فسيلة نرعى الأقحوان و خمائل الود العفيف ... و صوتك إذ يهز الجبال يرفرف بدفئه الرنان على حقول الزعفران و فوق قمم الأفئدة الولهى ، كنا هاهنا و الحب قضيتنا الأسمى ، و أوشام الغنج لازالت في ثوبك القرنفلي محفوره ، و رائحة الخبز الأبيض أشتم الآن أنسامها في راحتيك الأسيلتين ، في منديلك المخملي في ضفيرتك الجذلى، وعلى جنبات الفرن الطيني لهيب من فخرك الأنثوي.. ، كنا هاهنا نمارس لعبة الحلم واليقظه، نغوص ونطفو في عشقنا الأبدي بكل الأماني ، ونهرب من وقتنا قسطا من ترنحات ذاك الشغف الكبير. رشيد الكغاط 19.12.2010 | آخر تعديل رشيد الكغاط يوم 2011-01-29 في 20:30. |